+ A
A -

الاديب المصري توفيق الحكيم المولود في القاهرة عام 1898 والمتوفى عام 1987 عن عمر ناهز الـ 88 عاما هاجم بشدة رواتب لاعبي كرة القدم التي تتخطى ملايين الجنيهات.. فمن أبرز العبارات المنسوبة إليه عندما قرأ توفيق الحكيم أن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين عاما يقبضون ملايين الجنيهات، فقال عبارته المشهورة: «انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم»، لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون حتى اليوم..

ولو أن الحكيم عاش الى هذا اليوم وشاهد ما يتقاضاه رونالدو وميسي وصلاح وغيرهم لخرج عن حكمته ولكن لو شاهد كأس العالم 2022 وما حققه من تآلف عربي بل وحدة عربية حقيقية.. لهتف للقدم. ولو شاهد عودة العراق الى الحضن العربي وما قدمته البصرة لاهلها القادمين من الخليج في بطولة كأس الخليج لرفع الحكيم قبعته للقدم الذي رأى كيف احفاد حسن البصري والخليل بن أحمد الفراهيدي وابو الاسود الدؤلي وبدر شاكر السياب خرجوا الى شط العرب يستقبلون اهل الخليج... اهلهم وجعلوا شعارهم... احنا الخطار وانتو اهل الدار. وكيف حلقت حبوبي على لسان كل بصراوي مرحبة بالاهل من داخل العراق ومن باقي المدن العراقية.. لو رأى الحكيم تآخي القلم والقدم في قناة الكأس واستمع لخالد جاسم ورأى الشعب كله جاء ليحيي قناة الكأس التي رافقت القدم في الملاعب وتابعت القلم في متحف البصرة وفي بيت شاعرها بدر شاكر السياب.. لو كان حيا يرزق لحيا القدم والقلم.

نحن نحتاج لوحدة هذه الامة.. وأهلا بعصر القدم شريكا للقلم في تحقيق الحلم..

وتحية لقنوات الكأس التي سرقت القلوب بالقلم الذي غنى للقدم تحية للمجلس ومراسليه.. الذين نقلوا في تقاريرهم تاريخ وطن عطشان للفرح والوحدة والحضن العربي.سمير البرغوثي

كاتب وصحفي فلسطيني

copy short url   نسخ
22/01/2023
80