+ A
A -
عرفته جاداً، صاحب همة، نشيطاً، ودوداً مرحاً، عرفته يحب نفسه والآخرين والحياة واللحظات، عرفته يخوض التجارب ويواجه التحديات دون كلل أوملل، أوصخب، منطلقاً نحو الحياة، متذوقاً حلاوتها، عرفته عطوفاً حنوناً رحيماً غفوراً، عرفته عاشقاً للرياضة والمشي لا تستوقفه الظروف الماطرة ولا المغبرّة ولا غير المستقرة، مؤمناً بآرائه بأفكاره، طبيعي لا يتصنع أو يتقعر أو يتفلسف، طبيعي ويحب الطبيعي والطبيعة ويمارس حياته بشكل طبيعي قوي واثق من نفسه تعلمنا منه الكثير من خلال معايشته وعرفت أن من عرفه أحبه ولازمه وأحاطه بالحب والرعاية والاهتمام لأنه أهلاً للحب. 
بوعبدالله اليوم طريح الفراش الأبيض في مستشفى القلب، أسير العناية الطبية الراقية، القلب الذي أحب الجميع المليء بالمرح والتفاؤل، القلب الذي أبرق  وأشرق ولمع وسمع، صاحب القلب الكبير والابتسامة الودودة الذي عنوانه الهدوء والجمال، طريح الفراش، تملّكه المرض، وتمكّن من مداركه وأحاسيسه، تمكن منه أخيراً وهو الخبير الذي يعرف كيف يفر من المرض! ولكن قدر الله وما شاء فعل، بوعبدالله الأخ  والزميل والصديق والأستاذ والمثال صاحب الانطلاقات والمبادرات والنشاطات والنجاحات ما تخيّلت أن أراه طريح الفراش في مستشفى القلب! وكما عهدته حاضراً شاكراً حامداً مولاه على كل شيء منفتح الشهية للطعام بخلاف الأيام الأولى له في المستشفى، صابراً على تجرع الأدوية والتعرض لوخز الإبر!  
المرض انهزام للبدن واعتلال للصحة وشعور بالوهن والضعف، وعدم القدرة على مواصلة العمل والحياة إلا بمساعدة الآخرين، والحمدلله أن الله سخر لبوعبدالله أبناء وبنات يحملون أرواحاً ملائكية ومشاعر مرهفة هائمة  في حب والدهم وآمنة  بوجوده بينهم من منطلق (بروا آباءكم تبركم أبناءكم )، والوالد أوسط أبواب الجنة ، وأحسنها دخولاً أوسطها،  والله أعلم. 
بوعبدالله رأيته في زيارتي له من قريب ضعيفاً نحيلاً هزيلاً تبدو عليه واضحة مظاهر المرض والاعتلال تحيطه الأنابيب والأسلاك والأدوية مغروسة في ثناياه تمده بالغذاء والدواء، ما أصعب المرض! ما أصعب الوهن والضعف وعدم القدرة على مواصلة المشوار! ما أصعب الشعور بالعجز أو الجلطات! تحيلك إلى ريشة في مهب الريح! تجعلك في حالة من الضعف الإنساني الذي لا يداويه إلا قلوب المحبين الذي يحيطون بالمريض بالحب والرعاية والاهتمام تزيده قوة وتدفعه للمقاومة عكس الآخر الذي لا يجد معه إلا العقوق والتجاهل واللامبالاة! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم خمس وذكر منها عيادة المريض لأنها تترك أثراً طيباً في نفسه، احرصوا عليها جزاكم الله خيراً وأثابكم عليها. 
بوعبدالله ابتلاه الله بوعكة صحية طارئة ـ نسأل الله له الشفاء ـ وسيعوضه الله لا محالة بأشياء أخرى طيبة لا محالة، أطال الله عمره وأحسن عمله ورزقه من فضله العظيم،  وآخر دعوانا:  اللهم اشفنا وعافنا واشف بوعبدالله الأستاذ عبدالعزيزعبدالله أمين   التربوي والمعلم والنموذج والمثال  واشف كل مريض. 
وعلى الخير والمحبة نلتقي. 

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/01/2017
1525