+ A
A -
جريدة الوطن

لم يكن اهتمام الغزاوية فداء عوني عبيد بنسخ المصحف الشريف سوى محصلة تعلق بالقرآن الذي حفظته في سن مبكرة، إذ نشأت في عائلة تصفها بـ«المتلزمة، وحافظة لكتاب الله».

تقول فداء: «بدأت في حفظ المصحف حين كنت في الخامسة عشرة من عمري.

كنت أتوقف في أيام الامتحانات المدرسية، وفي الإجازة الصيفية التحقت بمشروع لإتمام الحفظ وتثبيته، واستطعت فعل ذلك في غضون أربعين يومًا».

في تلك السنوات أتمت الشابة البالغة (28 عامًا) حفظ كتاب الله بالقراءات السبع، كما حازت لقب أسرع حافظة على مستوى شمال قطاع غزة عام 2012.

تعلقها بالمصحف جعلها تفكر بعمل ينفعها في الدنيا والآخرة، كما تقول، فراودتها فكرة نسخ القرآن الكريم كاملًا بخط يديها في مسابقة قرآنية مهمة مهيبة.

شرعت فداء قبل البدء في كتابة القرآن بالتدريب على الخط العثماني مدة عامين، ومع تكرار المحاولات تمكنت من إتقانه دون الانخراط في دورات تعليم الخط.

واستطاعت نسخ المصحف بالرسم العثماني تدريجيًّا، موضحًة أنها بدأت بنسخ آيتين أو ثلاث يوميًّا، وواصلت التدرج في عدد الآيات المنسوخة وصولًا إلى صفحة يوميًّا، حتى انتهت من نسخ المصحف كاملًا في عام 2019.

استغرق العمل منها عامين ونصفًا، واحتاجت فيه إلى 82 قلمًا، وكانت أول فتاة فلسطينية تكتب القرآن كاملًا بالرسم العثماني بخط اليد على مستوى فلسطين.

وعكفت فداء في منتصف عام 2019 على نسخ المصحف بالخط الكوفي، إذ من المتوقع أن تشكل هذه النسخة في وقت لاحق من عام 2023 أول مصحف منسوخ بخط اليد بالرسم الكوفي، في قطاع غزة.

وتبين فداء أن التدريب على الكتابة بالخط الكوفي ليس سهلًا، «فهو من أصعب الخطوط العربية، وبدأت في هذه المهمة منذ 5 سنوات»، مشيرة إلى أنها تتدرب على كتابة الآيات القرآنية قبل إعادة نسخها بالرسم الكوفي. وتضيف: «الكتابة بالخط الكوفي تحتاج إلى ريشة خاصة، واستهلكت 120 ريشة لكتابة القرآن بالحبر العربي، وقد تمكنت من إتقانه دون الالتحاق بدورات أو الاستعانة بالإنترنت، واعتمدت فقط على تقليد رسم الخط من نماذج منشورة لخطاطين معروفين».

وتقول إنها تُقدّر حجم الكلمات وطولها نسبيًّا، بما يلائم الكلمات المشابهة لها والمنقولة من المصحف الإلكتروني، الذي حصلت عليه من مكتبة بالعاصمة العراقية بغداد عام 2019، إذ لم تجد نسخة منه في فلسطين. وعقب انتهائها من كتابة الكلمات، تعمل فداء على تعبئة فراغات الحروف بألوان مختلفة لإبرازها بوضوح. وتضيف: «كتابة الحروف بالرسم الكوفي أمر مرهق، وذلك لعدم تشكيله بالنقاط أو الحروف». والنسخة التي تعكف عليها فداء بالرسم الكوفي، ستكون هذه المرة أكبر من حجم القرآن المنسوخ بالرسم العثماني، بطول متر وعرض 70 سنتيمترًا.

copy short url   نسخ
07/01/2023
10