+ A
A -
سمعت من أخي وصديقي الدكتور الغالي بوعبدالله حديثاً جميلاً وكأنني لم أسمعه من قبل، رغم أني سمعته مراراً وتكراراً وأنا على مقاعد الدراسة في المعهد الديني والجامعة وما بعدها، لكن يبدو أن تأثيره عليّ الآن بسبب بركة بوعبدالله التقي النقي صاحب الفضل والبركة أينما حل وارتحل، فالبركة إذا ما حلت ونزلت يحل معها الخير كله، هذا الحديث رواه سلمة بن عبيدالله بن محصن الخطمي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا».
معنى الكلمات: آمناً غير خائف، سربه أهله عياله ناسه بلدته طريقه حفيزه إلخ، معافى صحيحاً سليماً غير مبتلى بمرض أو سقم في جسده بدنه ظاهراً وباطناً، عنده قوت يومه كفايته، حيزت أعطي ومنح الدنيا بأسرها بما فيها.
ما يرشد إليه الحديث: أن أي إنسان جمع الله له بين عافية بدنه وأمن قلبه وكفاف عيشه بقوت يومه وسلامة نفسه وأهله وعياله ومن يعول فكأنما أعطي الدنيا بأسرها وعليه بالشكر.
في حياتنا فضائل ومزايا ونعم نتجاهلها ونتغافل عنها والمفروض وما ينبغي أن يكون أن نقف عندها قليلاً ونلتفت إليها لنستقي منها الفائدة والعبرة لقوله تعالى فاعتبروا يا أولي الأبصار نعم الدنيا تبدلت وأحوالها تغيرت سادت الفوضى وعم الظلم واستشرى الاستبداد وطغى الجور وسدت مسارب النسيم على الخلق وكثرت الضحايا واختفى الجناة بقوة نفوذهم وسلطانهم وانتهكت الأعراض وقطعت الرقاب وتحللت الأجساد تحت الأنقاض وما عاد يعرف العارف شيئاً والحليم صار حيراناً وماتت الأحاسيس والمشاعر والعواطف فتسلط القوي على الضعيف وسادت الندية بين الأزواج وفرطن النساء بالرجال وزاد الجفاء بينهم وكثر الخلع! وكثر الطلاق! ففقد الأحبة أحبائهم والغالين والأعزاء فصاروا إلى ذبول!! كان أمير الشعراء أحمد شوقي يقول: الحياة هي الحب والحب الحياة ونحن نعيش اللحظات لا حب! حياتنا نصب وتعب لا دلال بل استغلال! لا وفاء ولا إخلاص، نعم نعيش زماناً أسوداً وأحداثاً صعبة متلاحقة! ولكن.. هذا لا يمنعنا أن نفتح أعيننا ونبصر الجميل أوالنعم من حولنا ونتشاغل عنها أو نلعنها ونلعن الظلام ونلعن كل شيء! نعم تبدل جلّ الناس وتغيّروا وساءت أحوال الأمة وتردت الأوضاع.. نسأل الله السلامة، ولكن هناك لايزال الكثير من المناظر الجميلة والأحاديث المؤثرة والمواقف المشرفة علينا أن نأخذ بها ونشير إليها ونعتبر منها ونقف عندها وإذا ما شاهدنا شيئاً زاهياً صورناه وتكلمنا عنه وأشرنا إليه، لنتعلم السؤال وطرح الأسئلة والإنصات للإجابة للوقوف على الحقيقة من باب العلم والإحاطة والتثبت وزيادة الحصيلة المعرفية، ومن نعم الله علينا في قطر الخير وقطر المواقف وقطر الواحة الفواحة أننا نحس بالغبطة والفرح والسعادة ونشعر بالأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة وسمو ولي أمرنا وسمو الأمير الوالد حفظهما الله، قطر الطيب والأريج بيض الله وجهها كبياض ونقاء مواقفها مع الشعوب المظلومة المسحوقة والإنسانية المعذبة والحكومات العربية المتعثرة الذين يحاول البعض من الوصوليين والدساسين والمغرضين الذين يرتدون لباس المصلحين المتقين من وعاظ السلاطين والجنرالات المزيفين تلاميذ وأعوان إبليس اللعين أن يسودوه ويشوهوه بمزاعمهم وصراخهم وأباطيلهم وكذبهم ـ سود الله وجوههم ـ في الدنيا والآخرة وخاب مسعاهم. قال تعالى «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين».
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
08/01/2017
1686