+ A
A -
بعد ذلك فيكون البداية لتكون العين حين تبدأ أعصاب تنمو وتتصل بموقع محدد في المخ وهو في بداية تكوينه، ثم يبدأ غطاء العين الخارجي في الانبعاج إلى الداخل ليبدو وكأنه فنجان ذو جدارين، ويتميز الجدار الداخلي إلى خلايا أخرى جديدة هي الشبكية ويتمدد الجدار الخارجي ويحيط بجسم العين ليحميها ويحدد شكلها، ثم تتحول خلايا البشرة إلى عدسة العين التي توجه الضوء إلى الشبكية، ثم تتحول خلايا البشرة إلى عدسة العين التي توجه الضوء إلى الشبكية، وبعد هذه السلسلة من التكوينات تبدأ القرنية في الظهور فتكون نافذة تحمي العين.
كل ذلك ليس كل ما يحدث لتكوين العين ولكنه قشور أو وصف مبسط لعمليات معقدة تتم خطوة خطوة، كما يقول الدكتور عبد المحسن صالح، ولو أمسكت بساعة لوجدت أن كل خطوة مفيدة بفترة محددة في تتابع دقيق إلى أن نرى في النهاية وقد اكتسبت أنسجة مختلفة ولكل نسيج منها وظيفة محددة، وموقع مقدر، رغم أنها جميعا نشأت من خلايا غير مميزة.
ألا يدل هذا المثال الصغير على أن الله قد أوحى في هذه الخلايا أمرها وزمنها حسب نظام بالغ الدقة لا مثيل له؟.. ولو بحثنا في كيفية تكوين كل عضو من أعضاء جسم الإنسان فسوف نجد أنفسنا في موقف تتوه فيه العقول، من ذلك أن الإنسان لديه كليتان تنتشر فيهما أعداد هائلة من الأنابيب من نوعين مختلفين من الخلايا يتعاونان في تكوين هذه الأنابيب التي تتوقف عليها حياتنا، ولو غابت إحداهما أو توقفت عن التعاون مع الأخرى فإن الكلية تصاب بالمرض.
تصور كيف يتم نشأة الإنسان من نطفة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وسوف تجد نفسك ساجدا أمام عظمة الخالق، وسوف تدرك لماذا دعانا الله سبحانه وتعالى إلى أن ننظر في خلق السموات والأرض وفي خلق أنفسنا، تر بديع صنع الخالق تصديقا لقوله تعال «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق»..صدق الله العظيم.

بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
08/01/2017
4828