+ A
A -

نعيش هذه الأيام أجواء باردة منعشة يحلو معها السهر في كتارا واللؤلؤة، وتحلو رياضة المشي في حديقة اسباير أو الكورنيش أو الجلوس في الحدائق العامة.. في البراد.
تتبدل النفسيات.. يخلع عليك نوع من الراحة والنفسية المرتاحة.. فيه يحلو الدفا مع اللمسات
المنعشة.. البراد يحمل اكسير، صباحا ساحراً من النغمات ويمنحك الشعور بالانتعاش طول النهار
والمساء.. يحلو معه كوب الحليب بالكركم والزنجبيل أو الكرك الأصيل وطبق البلاليط المنشط للأعضاء والغدد! في البراد تتفتح الزهور والورود ويرتكز الورد الجوري وتخضر الأوراق، ويبقى الواحد منا أكثر قوة ودفئا للحظات.. وعلى أنغام أغنيات المطربة فيروز تتزين الدنيا بالألحان الناعمة والرومانسية الحالمة، في الأجواء الباردة نحتاج إلى التدثر والتزمل وارتشاف كوب الحليب بالكركم والزنجبيل الصحي.. هذا المشروب له قدرة فائقة على تفجير الرومانسيات في الصباحات والمساءات ويدفعك نحو التألق والغوص في اكتشاف جمال الحسان..
في البراد نحب بشغف.. ونعشق حتى الخرف.. ونرتعش بشغف.. بعد أن نكتشف الأزهار ونهمس
بالأسرار ونتذوق الفاكهة المغزولة بنفحات سكرية تزيدنا سكرا، في البراد نعشق الفاكهة ونقضم الخوخ والتفاح والفراولة بطعم الفانيليا التي أعشقها! الفاكهة تمنحك التألق والترف وتبعد عنك الزهايمر والخرف، إنها صديقة لقلبك مثل الأوميجا 3، كما يقول صديقنا محمد عبد الرحمن فخرو عاشق الدلال والمال والجمال والباحث عن الحلال في كل زمان ومكان.. البراد يمنحك القوة والصحة والتفاؤل والأمل، وكما يقول الفنان القطري المغفور له- إن شاء الله- فرج عبدالكريم في أغنيته ذائعة الصيت «عندي أمل»: عندي أمل، لكل فصل جوه..
ولكل موسم شعائره.. نفحات البراد حلوة، وتغريدات الجميلات غنوة، وتعليقات المتابعات والمتابعين سلوة للخاطر والكاتب والشاعر.. يهمسن لنا ويطلبن منا أن نتفاءل ونتحسس الجمال أنى وجد.. في البراد ننشد الدفء ونشعر بالحنين إلى قلوب افتقدناها وأحاسيس نسيناها!
البراد فرصة للتحرر من الأحزان بالأمل وبالدعاء «يأتي بها الله إن الله لطيف خبير».
بالدعاء تنسى المتاعب والنقاط السوداء والبؤس والقهر ومتاعب الزمن وظلم البشر.. استمتع
فيه لتبقى جميلا بالبراد والأجواء الجميلة إلى الأبد.. في البراد تحلو اللقاءات والزيارات والصباحات
والمساءات، تحلو السوالف ويحلو الضحك وتحلو اللحظات مع الأغنيات الراقية.. ما أجمل
البراد وسط أناس يحبونك وتحبهم هذا الحب لو وزع على العالم لملأه حبا ودفئا.. كل شيء
جميل في البرد لأن البراد يداعب كل شيء.. ويؤجج المشاعر ويلهب العواطف.. في البراد
نبحث عن كل شيء ونشتاق لكل شيء للدفء للأكل للعطر للمكسرات للمشويات
للنظرات، للخل الجميل.. هناك جمال يمنحك إياه البراد لا يستطيع الحر أو القيظ أو الصيف
منحه لك.. ما أجمل الشتاء في قطر.. والبراد في الدوحة الغناء.. ما أجمل لحظات الشواء في
الشتاء نقشر ونأنس ونضحك ونتسامر في بلدة طيبة ورب غفور.. ما أجمل لحظات البراد في
الشتاء وما أجمل أجواء البراد في الدوحة هذه الأيام.. الله يا عمري قطر.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
07/01/2017
1392