قال بهلول:
كان هناك مليونير من سويسرا، يحب أن يسافر سائحا في الأماكن البعيدة والفقيرة، حيث الناس على بساطتهم وعلى طبيعتهم.
مر في البلد العربي (كذا) وفي قرية نائية فقيرة، وجد أحد سكان القرية الذي يدعى سلّوم الأعور، حيث كان بعين واحدة.
فاستضافه عنده وأكرمه أشد الكرم، رغم فقره المدقع الواضح، فعجب السويسري أشد العجب من كرم سلّوم الأعور وأخلاقه.
فلما أراد أن يرجع هذا المليونير السويسري إلى بلده أخذ عنوان واسم وصورة سلّوم.
فلما وصل إلى سويسرا أراد أن يكافئ سلوم على صنيعه وأخلاقه، ولأن سلّوم لا يعرف البنوك ولا يقربها ولا تقربه، فقد وضع المليونير الفلوس في شنطة وأعطاها سفير بلد سلوم، ليوصلها له بمعرفته كمكافأة له على حسن ضيافته.
رأى السفير المليون في الشنطة، فقال:
رجل فقير وأعور يأخذ مليون دولار، أظن أن ذلك كثير عليه وقد يموت المسكين من الفرحة، فحولها إلى العاصمة مائة ألف دولار.
وصلت إلى محافظ العاصمة فرأى المائة ألف دولار المرسلة إلى سلّوم الأعور فقال:
فقير وأعور لا يستحق كل هذا المبلغ الكبير، وأخشى أن يموت من الفرح، فحولها عشرة آلاف إلى محافظ منطقة سلّوم، فلما وصلت الشنطة وفيها عشرة آلاف دولار استكثرها، وقال:
هذا الأعور يأخذ عشرة آلاف وأنا محافظ وراتبي لا يزيد عن ألف، فأخذها وأرسل مع مدير الشرطة ألف دولار ليوصلها إلى سلّوم.
قال مدير الشرطة:
أنا أحق بالألف، فالأعور يكفيه مائة دولار وبزيادة عليه، ثم حولها بيد الشرطي ليوصلها إلى سلّوم.
أخذ الشرطي المائة دولار وقال:
أنا أحق بها، فسلوم لا يحتاج المال أصلا في هذه القرية المقشفة، فلما وصل إلى عشة سلّوم الأعور قال له:
هل تذكر السائح السويسري؟
قال نعم.
قال لقد أرسل لك هذه الشنطة كعربون شكر لك، ولكني استأجرت حمّارا مخصوصا ليوصلني وأنا أحملها إليك، لذلك يجب أن تدفع أجرة الحمار.
قال سلوم الأعور، يا شرطي والله ليس عندي الآن غير ديك أبتر.
فأخذ الشرطي الديك وسلم سلوم الشنطة الفارغة.
قال أحد المستمعين لبهلول:
كأنك يا بهلول تعرّض ببعض الجمعيات الخيرية العربية؟
سكت بهلول وانتهت القصة.
بقلم : بن سيف