+ A
A -
الإستدامة جزء كبير من أعمالنا، ونركز حاليا على إعادة تدوير بقايا الأقمشة السوق القطري مهم لماركتنا، لذلك افتتحنا الفرع الرابع للدار في «برنتان» -الدوحة

حوار / حنان الغزواني

BOUTIQUE IMAGES: Courtesy of Valentino

CEO PORTRAIT: Photographer Jody Rogac@Second Name Agency

يتمتّع بقدرة فريدة على استشعار التغيّرات المستقبليّة والصيحات الجديدة قبل حدوثها. منذ تولّيه منصب المدير العام التنفيذي لماركة «فالنتينو» Valentino الإيطالية الفاخرة في يونيو 2020، قام «ياكوبو فنتوريني» بتطبيق رؤية ونموذج تجاريّ جديدَين للدار من أجل تعزيز إرث «فالنتينو» Valentino والنهوض به، وإعطاء دفعة جديدة للعلامة الإيطالية، لإعادة تحديد مكانها بين دور الأزياء الفاخرة الرائدة كأكثر بيوت الأزياء الإيطالية شهرة.

عمل بشكل وثيق مع رئيس مجلس إدارة ميزون فالنتينو السيد رشيد محمد رشيد والمدير الإبداعي بييرباولو بيتشولي لتطوير وتنفيذ الاستراتيجية.

تتواجد دار «فالنتينو» Valentino في 151 موقعًا من خلال شبكة توزيع قوية، تركّز على تنفيذ خدمات البيع بالتجزئة والعمل مع شركاء البيع بالجملة مختارين.

لمعرفة المزيد عن فلسفة الدار ومشاريعها المستقبلية في السوق القطري والمنطقة، أجرت جريدة الوطن لقاءً مع «ياكوبو فنتوريني» المدير العام التنفيذي لدى «فالنتينو» Valentino، الذي شاركنا رؤيته واستراتيجيته لإدارة أكثر بيوت الأزياء الإيطالية شهرةً، وإلى التفاصيل..

* ما هي رؤيتك واستراتيجيّتك المستقبلية لماركة «فالنتينو» Valentino الفاخرة ذات الإرث المرموق الذي يمتدّ على مدى أكثر من 40 عامًا؟

إنّها المرة الثالثة التي أعود فيها إلى دار «فالنتينو» Valentino حيث تولّيتُ مناصب مختلفة على مرّ السنين، وهي ماركة عزيزة على قلبي منذ بداية مسيرتي المهنية. أشعر بأنّ بأن قيم الدار قريبة مني ومن رحلتي الشخصية.

هذه الدار كانت حبّي الأوّل في عالم الموضة. وأنا أعتبر بأنّ «فالنتينو» Valentino هي دار الأزياء الإيطالية الأكثر تميّزاً وشهرةً.عندما عدت إليها كمدير عام تنفيذي في يونيو 2020، كنت أرغب منذ البداية في إعادة الشركة إلى المكانة التي تنتمي إليها.وهذا يُشكّل مصدر قوّة لنا ويساعدنا على تعزيز رموز وإرث دار «فالنتينو» Valentino المرموقة.

كلمة Maison في الفرنسيّة تعني «الدار»، مما يضيف إحساسًا بالانتماء والألفة، بينما كلمة Couture هي مرادف للاهتمام بأدقّ التفاصيل، والحرفيّة، والتفرّد، والأهم بالنسبة لي هو الإبداع الموجود دائمًا في صميم أعمالنا، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة بين العرض الأول والعميل، وهذا ما نسعى إلى نقله؛ لنجسد هذه القيم داخل المتجر وفي رحلة العميل، ويتمّ مشاركتها مع الفريق، لتفسير العلاقة والروابط القوية التي تعتبر من القيم المرادفة للدار، يمتد هذا النهج إلى ما قبل البيع وبعده.

يركز نموذج الأعمال الجديد للدار الذي قمت بتحديده مع المساهم والمدير الإبداعي على الزملاء والأفراد والعمل الجماعي وإظهار الإبداع وتجربة العملاء والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.هذا هو مسار فالنتينو الجديد الذي لا يمكن تحقيقه بين عشية وضحاها والذي يتطلب أيضًا اتخاذ بعض القرارات الحاسمة.

أعتقد أن مستشاري عملاء فالنتينو ومديري الفريق وجميع الأشخاص داخل المتجر يبنون علاقات قوية وقائمة على الثقة مع عملائنا، سواء في المتجر أو على مواقع التجارة الإلكترونية أو من خلال الشبكات الاجتماعية أو على موقع الويب. الشخصية الإستراتيجية لخلق العلاقة وتنميتها وصيانتها هي مستشار العملاء، بتنسيق من مدير الفريق، وهو الرقم الذي يحل محل مدير القسم في رحلة العميل التجريبية، دائمًا بنهج يركز على العميل. يتم تنسيق مستشار العملاء من قبل مدير الفريق وليس مدير القسم . يجب تطوير جميع الفئات بما يسمح للعميل بالتعامل دائما مع مستشار عملاء واحد.

ولتجسيد قيم الدار وخصائصها المتوارثة، أعتقد أنّ مستشاري خدمة العملاء لدى «فالنتينو» Valentino، ومدير الفريق، وجميع العاملين داخل المتجر، ينسجون علاقات متينة مع عملائنا مبنيّة على أساس الثقة، سواء في المتجر، أو عبر مواقع التجارة الإلكترونية، أو شبكات التواصل الاجتماعي.

* ما هي خططكم لاستهداف جيل الألفية؟

من المهم إنشاء علاقة وثيقة مع عملائنا الشباب، ليشعروا بأنّ الدار قريبة من حياتهم اليوميّة، مما يخلق فرصة للحوار وتبادل القيم. وفيما يتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط، فإنّ 40% من عملائنا هم من فئة الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عامًا. والمفتاح هو الحفاظ على عودتهم. مهمتنا ليست فقط جعل منتجاتنا جذابة لفئة عمرية معينة بل جعلهم يفهمون عالمنا والقيم التي تُغلفه.. بالنسبة لي، من المهم خلق التعاطف والتواصل مع العملاء الشباب من خلال استخدام قوّة الوسائل الرقمية والمبتكرة.

لقد علّمتنا الجائحة العالميّة الكثير حول كيفيّة التواصل مع عملائنا عن بعد، وخلقت فرصا لتجربة وسائل جديدة للتواصل. خلال تلك الفترة، أطلقنا مشروع «شي ميزون فالنتينو» Chez Maison Valentino، وهو تجربة رقميّة شاملة وتفاعليّة في المقر التاريخي للماركة، مع واجهة ثنائية الأبعاد لقصر «بالازو مينيانيلي» Palazzo Mignanelli في روما (من ابتكار الرسامة «جوانا أفيليز»)، حيث يمكن للعملاء اكتشاف إرث الماركة، ورؤية المدير الإبداعي، ومصادر الإلهام، والكثير عن التصاميم الراقية «كوتور»، وذلك من خلال النقر على نوافذ القصر. ويعتبر «شي ميزون فالنتينو» Chez Maison Valentino المشروع الأوّل الذي تمّ إطلاقه تزامنا مع بداية الجائحة العالميّة مع سلسلة من أحداث البث المباشر على الموقع الإلكترونيّ وعلى تطبيق إنستغرام.

إنّ قربنا من عملائنا أينما تواجدوا رقمياً، ومحاولة الاستماع إلى رغباتهم، يُسهّل علينا خلق حوارات مُخصّصة مع الجميع. ومن الضروري كذلك تطوير منتجات تجذب شريحة الشباب مثل مجوهرات الازياء.

ما هي استراتيجية «فالنتينو» Valentino للسوق القطري؟ وما مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى الدار؟

يعتبر السوق القطري مهمًا جدًا بالنسبة لنا، فهو سوق رئيسي يستقطب أعداداً هائلةً من العملاء الذين سافروا كافّة أنحاء العالم والذين يتميّزون بفهمهم العميق للرفاهية ويبحثون عن أعلى مستويات الخدمة أثناء التسوق.

افتتحت دار «فالنتينو» Valentino مؤخّراً المتجر الرابع لها في «برنتان- الدوحة» - الدوحة، بالإضافة إلى المتاجر التي سبق افتتاحها في فيلاجيو مول، قطر مول وبلاس فندوم، ليصل عدد متاجر الدار في منطقة الشرق الأوسط إلى 36 متجراً. من المهم الإشارة إلى أن أكبر متاجر الدار وفق المفهوم الجديد تم افتتاحها في الشرق الأوسط في جدّة أواخر سبتمبر بالإضافة إلى «برنتان- الدوحة».

لا شك أنّ العميل القطري يُقدّر المنتجات الفاخرة ذات التصميم الفريد. كما أثبتت منطقة الشرق الأوسط بشكل عام أنّها واحدة من أهم الأسواق في العالم للمنتجات الفاخرة، وبالتالي، فإنّنا نخطط لافتتاح ثلاثة متاجر أخرى في المنطقة بحلول عام 2023، في كل من الكويت والبحرين والرياض. وأنا أؤمن بإمكانيات سوق الشرق الأوسط، ولا سيّما السوق القطري، حيث لدينا قاعدة عملاء قوية (حوالي 70٪ هم عملاء جدد و 30٪ عملاء مخلصون للعلامة التجارية) ونتطلع إلى التوسع أكثر وجذب المزيد من العملاء.

* ما رأيك بسوق المنتجات الفاخرة في قطر؟ هل ثمّة طلب مُعيّن على إحدى الصيحات في المنطقة على عكس الأسواق الأخرى؟

يحب عملاؤنا في الخليج التميز والقطع الفريدة ويقدرون أيضًا العلامات التجارية الفاخرة. لديهم حب للثقافة ويريدون التعرف على تاريخ الدار وتفاصيلها. هناك عدد من التصاميم التي تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة بما في ذلك التصميمات غير العادية والاستثنائية والقطع المصنوعة حسب الطلب ومجموعات الكبسولات الحصرية المصممة خصيصًا للمنطقة مثل Worldwide Exclusive MIDDLE EAST CAPSULE 2023. المصممة للشرق الأوسط.

* ما هي التحديات التي تواجه «فالنتينو» Valentino اليوم؟

ليست تحدّيات بقدر ما هي فرص لتغيير نموذج العمل وبناء ثقافة جديدة للشركة قائمة على الإبداع وتركز على الإنسان. عندما انضممت إلى الشركة، كانت 55% من مبيعاتنا من بالتجزئة و45% من البيع بالجملة، وهدفنا خلال السنوات ال3لا3 المقبلة أن نحقق 80%من مبيعاتنا عبر التجزئة و20% من البيع بالجملة؛ حتّى الآن، 65% من مبيعاتنا تتم عبر التجزئة و35% من البيع بالجملة. لقد تعاونا مع بعض الشركاء المختارين لأن البيع بالجملة لا يزال يشكّل جزءًا لا يتجزّأ من قنوات التوزيع لدينا.

* ما هو موقفكم من العالم الرقمي الذي شهد نمواً سريعاً خلال جائحة كورونا؟

خلال فترة الوباء، قمنا بتحسين تجربة التسوّق عبر الانترنت وقنوات البيع مع إيجاد طرق مقنعة لدمج اللمسة الإنسانية بها. برأيي ، تشكل التكنولوجيا عنصراً محورياً قد يساعدنا في زيادة سرعتنا وذكائنا. وبالفعل، ارتفعت نسبة استخدام منصات التجارة الإلكترونيّة خلال تلك الفترة، ولا يوجد أي مؤشّر لاختفاء هذا الإتجاه في الفترة المقبلة، على الرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها.

ركزنا على العملاء أكثر، حيث طورت فالنتينو خدمة موظف الاستقبال الشخصي ومكَنت مجتمعها رقميًا من الحصول على تجارب مخصصة وخدمات فريدة، مما ساهم في خلق نهج فردي ومخصص أكثر حتى وإن لم يتمكن العميل شخصيا من الذهاب إلى المتجر ، مما ساعدنا في التقرب إلى عملائنا وتحقيق نتائج غير عادية من خلال تجارب شاملة . تواصل فالنتينو إدخال العنصر البشري في التجربة الرقمية من خلال مشاريع في مجال الأدب - الشعر - الموسيقى والترفيه. يستمر نهجنا الرقمي والمبتكر بينما ننظم العروض الحية بالتوازي مع التجارب الرقمية. لقد غيّر العالم الرقمي الطريقة التي نتواصل بها مع عملائنا.

دفع الوباء العديد من العلامات التجارية إلى تغيير خطوط إنتاجها، تحول الكثيرون إلى الملابس المريحة التي أصبحت ضرورة خلال تلك الفترة خاصة وأن الناس تكيفوا مع فكرة البقاء في المنازل، لكننا كنا من بين الأقلية التي فكرت خارج الصندوق لأننا كنا ندرك حاجة الناس للأمل والفرح في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي شلت حركة العالم وهكذا أطلقنا The Party Collection كرسالة إيجابية للاحتفال بفرحة وبهجة الحياة.

* ما الذي يبحث عنه عملاء اليوم في متاجر «فالنتينو»؟

يبحث العملاء عن علامات تجارية رائدة وهادفة. يريدون أن يعيشوا تجارب متكاملة ويشعرون بالراحة أينما تواجدوا سواء في المنزل أو الخارج، وإنشاء علاقات مع مستشاري خدمة العملاء تتخطى عملية الشراء، ولهذا السبب لدينا نهج مصمم خصيصا لكل عميل، يهدف إلى توفير تجربة تسوق فريدة من نوعها من خلال الاهتمام بهم كبشر والتركيز عليهم، وهذا هو أحد الركائز الأساسية لنموذج العمل الجديد الذي حددته، والذي يسمى التركيز على العملاء. نطبق نهج Clientelling أيضًا عبر الإنترنت، إذ تتمتع التجارة الإلكترونية بإمكانيات كبيرة وهي منصة جيدة للتسوق ولاقتراب العملاء من الدار أينما تواجدوا.

* كيف أثّر العالم الرقمي على العلامة التجارية وعملائها، لا سيما أن الأغلبية اليوم تفضّل التسوّق عبر الإنترنت؟

نخطط لافتتاح متاجر أينما تواجد عملاؤنا وليس العكس. فالتجارة الإلكترونيّة مهمة ونحن نتقن العمل عن بعد، كما أثبتت مبيعاتنا عبر منصّتنا الإلكترونية التي ارتفعت بنسبة 10%. نواكب النمو الرقمي من خلال إضافة عدد من الخدمات الجديدة والحصرية إلى منصاتنا، بما فيها خدمة مستشار التسوق الشخصي.

* كيف تعالج «فالنتينو» موضوع الاستدامة؟

الاستدامة مسألة مهمّة جداً بالنسبة لنا. وفي هذا الصدد، انضممنا إلى التزام «السلام الأخضر» Greenpeace في العام 2013، بهدف التوقف عن استخدام المواد الكيميائية الضارة بالإنسان والبيئة؛ كما وقّعنا على مشاريع تلتزم بالحدّ من إزالة الغابات. قررنا أن تصبح مجموعاتنا خاليةً تماماً من الفرو من عام 2022 فقد تم استبعاد فرو الألبكا من مجموعة 22 موسم (ربيع/ صيف). كما أنشأنا قسماً مسؤولاً عن اكتشاف مواد خام جديدة وبدبلة وتقنيات مبتكرة أقلّ أذيةً وخطورةً.

في مارس 2022، انضممنا إلى برنامج SAF (وقود الطيران المستدام) التابع للخطوط الجوية الفرنسية Air France والخطوط الجوية الملكية الهولندية KLM، من أجل تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والمساهمة في لتحول الأخضر للنقل الجوي والحفاظ على البيئة من خلال دعم الحلول المبتكرة.

لقد تعاونا أيضا مع موقع Karma Metrix Energy Efficient الإلكتروني، وهي شركة أبحاث وتسويق إيطالية تجمع ما بين الاهتمام بالبيئة والتكنولوجيا الرقمية للمساعدة في تحديد مقدار توفير الطاقة لصفحات الويب /المواقع الإلكترونية. ويسمح هذا التعاون للدار أن تقدّر توفيرها للطاقة واتخاذ إجراءات تهدف إلى التخفيف من تأثيرها على البيئة من خلال تحديد مقدار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن موقع فالنتينو الإلكتروني .

كما أطلقنا حذاء «فالنتينو غارافاني أوبن فور إيه تشانغ» Valentino Garavani Open for a Change الرياضي (يناير 2022)

أود أيضا أن أشير إلى حملة فالنتينو لإطفاء الأضواء في أكتوبر الماضي، حيث تم إطفاء الأنوار في متاجر «فالنتينو» على نطاق عالمي يوميًا من الساعة 10 مساءً، وهو قرار يتماشى مع استراتيجية الدار المراعية للبيئة. إنها خطوة واسعة النطاق ستشمل حوالي 95 متجرًا، ومن المتوقع أن تساهم في خفض الاستهلاك اليومي للطاقة بأكثر من 800 كيلوواط في الساعة، أي ما يعادل استهلاك 13000 مصباح كهربائي في الساعة. وفي عام 2020 ، دعت «فالنتينو» أصدقاء الدار للمشاركة في حملة خيرية تحت عنوان «فالنتينو إيمباثي» Valentino Empathy، حيث تبرّعنا بمليون يورو للمستشفى الإيطالي «لازارو سبالانزاني» Lazzaro Spallanzani في روما لمحاربة الكوفيد - 19. هدفنا التالي هو إعادة تدوير بقايا الأقمشة.

copy short url   نسخ
20/12/2022
315