احتضن استاد البيت في العاشرة مساء أمس آخر مبارياته في كأس العالم 2022، فبعد أن احتضن المباراة الافتتاحية لأول كأس عالم تقام في قطر والشرق الأوسط والمنطقة العربية والخليجية والعالم الإسلامي، والتي جمعت منتخبنا العنابي أمام منتخب الإكوادور، جاءت مباراة المغرب وفرنسا أمس لتكون آخر المباريات التي تلعب بين أحضانه، ليكون هذا الملعب ذو الطراز المميز شاهداً على حضور عربي في مونديال العرب، ففي الافتتاح لعب العنابي أمام الإكوادور، وفي ختام مباريات المونديال على هذا الملعب الرائع كان حضور عربي تمثل في المنتخب المغربي الذي شرف العرب في مونديال العرب.

في ليلة الملعب المونديالي الأخيرة بنسخة كأس العالم 2022 ارتدى أجمل حلة وتزين وظهر في شكل بديع، وقد فتحت أبوابه مبكراً أمام الجماهير التي حضرت بكثافة لتشجيع أسود الأطلس والوقوف إلى جانبهم في ليلة ستبقى تاريخية لأنها المرة الأولى التي يظهر فيها منتخب عربي بنصف النهائي، وقدم الجمهور الشكر لأبطال المغرب على ما قدموه من نجاح وتميز وإبداع طوال البطولة.

يتميز استاد البيت بتصميمه الفريد المستوحى من بيت الشعر الذي سكنه أهل البادية، ويحتضن الهيكل الخارجي الذي يجسد شكل الخيمة بكل روعة واحداً من استادات كرة القدم فائقة الحداثة، عادة ما يمكن معرفة بيوت الشعر الخاصة بالقبائل والعوائل البدوية بالنظر إلى خطوطها السوداء والبيضاء، وينعكس ذلك على واجهة الاستاد الخارجية المميّزة، حيث شعر المشجعون لدى دخوله بحفاوة الترحيب من خلال نقوش السدو النابضة بالحياة.

وتم التركيز بشكل كبير على الاستدامة أثناء تطوير استاد البيت، حيث صُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم للاستفادة منها في مشاريع أخرى.

ويمتد نهج الاستدامة من الاستاد إلى مدينة الخور المحيطة، حيث تحظى هذه المدينة بالعديد من المتنزهات والبحيرات إلى جانب محمية خضراء تشكل حزاماً ممتداً من الاستاد حتى البحر، ما يساهم في ترسيخ إرث دائم من الاستاد الأكثر ترحيباً في العالم.

وسيبقى احتضان الملعب المونديالي لمباريات في كأس العالم مصدر فخر وعز وتاريخ سيبقى محفورا في ذاكرة الكرة القطرية والعربية، ففي أحضان استاد البيت كتب تاريخ غير مسبوق، كخوض العنابي أول مباراة في التاريخ على أرضه، وكذلك خوض منتخب عربي أول مباراة في نصف النهائي في تاريخ المونديال بين أحضانه.