+ A
A -
عرفت البشرية الفساد الماحق والساحق على مر تاريخها الطويل، الفساد بشتى صوره! وكم من الدول دفعت ضريبة باهضة لهذا الفساد! خاصة تلك الدول والبلدات التي تشهد صراعات سياسية وحروب وصدامات عسكرية طاحنة! رموز الفساد بأنواعهم غسيل أموال، حشيش، مخدرات، صفقات مشبوهة، مسكرات، تجار أسلحة، تزوير، خيانات للأمانات، أتعبوا البلاد والعباد وكأن فسادهم فريضة وضرورة!! في تلك الدول المتحضرة يدققون في سيرة المسؤول من حيث القوة والأمانة والكفاءة والأخلاق، فإذا لم تتحقق فيه الشروط المطلوبة والصفات المرغوبة والمعايير المنشودة يشطب اسمه ويلقى في مزابل الولاية أو قارعة الطريق! هناك وجوه منتفخة من صفاقتها وسرقاتها (وبوقاتها) وتحتاج إلى عصاة عمر! وجوه منتفخة وجيوبها منتفخة من استغلال المال العام! هناك من يستغل سيارة الحكومة وأجهزة الحكومة وهواتف الحكومة وميزانيات الحكومة للإثراء وقضاء مصالحه الخاصة! وهناك من يستغل موظفين الحكومة في قضاء مصالحه! هناك مدمنين على الفساد بأنواعه وتوّسد لهم المواقع وتعطى لهم الأولويات وتمنح لهم المسؤوليات! والرسول يقول ما معناه إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ويعني بها ساعة الفساد والفوضى الخلاقة! هناك مسؤولين غير مؤتمنين وحكومات فاسدة وشركات فاسدة ومكاتب متجاوزة والضحية البلاد والعباد! هناك مسؤولين آخر همهم العمل والإتقان فيه! رغم أن سمو الأمير يقول مراراً وتكراراً إن الفساد المالي والإداري هو الأخطر لما يسببه من ترهل في المؤسسات لا يمكن قبوله ودعا السادة الوزراء إلى الاهتمام بذلك، كم من مشاريع توقفت! وكم من مؤسسات تعثرت! بسبب المسؤول الفاسد وبطانته غير النظيفة! كم وكم من ضحايا هذه اللصوصية السائبة! شركات وهمية! وشركات خربوطية! نصب واحتيال! والضحية مستهلك الخدمة! وكأن الفساد السائد شيء متعارف عليه ولا يشكل مصدر قلق في الضمير المحلي أو الإقليمي أو الدولي أو العالمي علماً أنه يشكل جريمة تحاسب عليها القوانين والقواعد الشرعية والوضعية! لقد استشرى الفساد في الأرض والبحر والسماء ونسأل الله السلامة! بما فعله السفهاء! واستشرى الاستبداد السياسي بسبب الجهلاء الذين أوجدوا لنا مجتمعات متأزمة متشرذمة تسير عكس حركة الحضارة والحياة الكريمة السليمة! الفساد بأنواعه خراب للبلاد ومضر بالعباد  ومدمر للطاقات لهذا ينبغي توسيد الأمر لصاحب الكفاءة القوي الأمين النزيه المستقيم لا الاقتصار على المعايير الشخصية  هذا رفيجي هذا أعرفه أحسن  من اللي ما أعرفه! أو بناء على العلاقات العائلية أو الأسرية! الحمد لله  أن دولة قطر هي الأولى عربياً في مكافحة الفساد لإيمانها أن الشفافية هي أقصر الطرق للتنمية المستدامة وسيادة القانون ومنع الجريمة والضرب بيد من حديد على أصحاب المذهب الوسيع سراق المال العام ولا شك أن هذا الإيمان سيوقف ظاهرة الفساد الماحقة والحالقة والمعيقة للمسيرة! إن السكوت عن المفسدين في كل مكان ليس من الأدب بل هو منتهى قلة الأدب! ولكن البعض يبرر سكوته أن  (من خاف سلم) (وامشي جنب الحيطة) (ومشي حالك) وكلها من أمثالنا العربية الانهزامية!! لأن السكوت يرضي رموز الفساد ويؤهل أصحابه إلى أعلى المناصب ونيل الدرجات الاستثنائية بشكل أسرع ومنحهم لاحقاً وظيفة أمتع!! وحسبنا الله ونعم الوكيل!!! 
وعلى الخير والمحبة نلتقي  

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/12/2016
866