لم أكن أتخيل وأنا في طريقي إلى مشتل السوق المركزي التابع لإدارة الحدائق بوزارة البلدية والبيئة أنني ذاهبة إلى مكان بهذا السحر وهذا الجمال، يبعث على الهدوء وطمأنينة النفس ووراحة البال، ويسر الناظرين ببهائه ونمائه.
فمن يتخيل أن المشتل يمتد على مساحة 93 ألف متر، وبه حوالي 260 نوعا من النباتات ما بين الزهور بكل أصنافها، والأشجار المثمرة بكل أنواعها، وأشجار للزينة بكل جمالها!.
من يتخيل أن هذا المشتل يبيع في اليوم الواحد حوالي عشرة آلاف شتلة، ومنه يتم تزيين الكورنيش والأماكن العامة في قطر خلال احتفالات البلاد باليوم الوطني بأكثر من خمسة ملايين زهرة؟، نعم هذه حقيقة واقعة ولكن لا يعرفها إلا القليل من الناس.
لهذا فإنني أدعو المواطنين والمؤسسات لزيارة هذا المشتل، وعلى وجه التحديد أدعو المدارس بمراحلها المختلفة الابتدائي والإعدادي والثانوي، فسيجدون هناك فوائد علمية جمة، سيعرفون الكثير عن النباتات الموجودة لديهم في المناهج الدراسية، فما يدرسونه نظريا سيرونه هناك عمليا حول دورة حياة النبات وخلاياه وأنسجته وتغذيته، وأنوعه وألوانه.
إنه أيضا مكان جميل وساحر لقضاء أوقات عائلية والتقاط صور تذكارية، والأهم من كل ما سبق أن تكون الزيارة من أجل التفاعل مع الشعار الجميل «لنجعل قطر حديقة كبيرة»، الذي أطلقته وزارة البلدية والبيئة من خلال إدارة الحدائق واعتمادا على هذا المشتل، فترجمة هذا الشعار إلى حقيقة على أرض الواقع يعد مسؤولية كل قطري بل كل من يعيش على أرض قطر، وليس مسؤولية الوزارة وحدها، كل منا معني بتجميل قطر، والاهتمام بمظهرها، من خلال المحافظة على بيئتها، وفي هذا الصدد من يريد المشاركة في تحقيق هذا الشعار ولا تسمح له ظروفه بزيارة المكان، فإن من خدمات المشتل توصيل الزهور إلى باب البيت، فماذا ننتظر إذن؟، وهذا يستوجب أن نشكر الوزارة على وجود مشتل بهذا المستوى منظم ومرتب ترتيبا علميا سليما، ويستحق مدير إدارة الحدائق أن نوجه له الشكر على هذه العناية الفائقة التي لمسناها بالمشتل، وعلى التعريف بالمشتل حتى من خلال حسابه الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي.
أدعو وسائل الإعلام المرئي إلى زيارة المشتل وإعداد تحقيقات ميدانية من هناك، ونقل هذه الصورة الجميلة عن قطر للمشاهدين من داخل قطر وخارجها، ستجد وسائل الإعلام هناك مادة برامجية مفيدة.
لكن لنا رجاء حار من المسؤولين وهذا الرجاء أنقله عن عدد كبير من المواطنين تلقيته، فكل من ذهب إلى هناك عاد ليطالبنا بتوصيل صوته إلى المسؤولين وهو نقل سوق الأغنام من جوار المشتل، فليس من المعقول أن يذهب الناس إلى هناك ليجدوا رائحة المشتل والزهور قد اختلطت برائحة الأغنام!
بقلم : آمنة العبيدلي