+ A
A -
كتبت- أسماء الشاديلي

قال تقرير صادر عن بنك قطر للتنمية حول قطاع إنتاج وتجهيز اللحوم في دولة قطر أن الاستهلاك السنوي للّحوم الصالحة للأكل، باستثناء الأسماك والمأكولات البحرية الأخرى يوازي 8.2 % من إجمالي الاستهلاك الغذائي في قطر. وقد قُدِّر استهلاك اللحوم في قطر خلال العام 2020 وهي أحدث بيانات متاحة بواقع 205 ألف طن لتسجل قيمة سوق اللحوم في قطر قيمة 2.27 مليار ريال قطري ( 625 مليون دولار أميركي).

ووفقا للتقرير ذاته فقد تصدّرت لحوم الضأن سوق اللحوم باستحواذها على حصــة تبلغ 49 % من القيمة الإجمالية و26 % من الحجم الإجمالي في العام 2020. وتبعتها الدواجن التي بلغت حصتها من القيمة 27 % وحصتها من الحجم 60 % في العام نفسه. وشكلت لحوم الأبقار الفئة الرئيسية الأخرى مع حصة بلغت 18 % من القيمة الإجمالية في العام 2020. وسجلت لحوم الضأن المستوى الأعلى لمتوسط سعر الكيلوجرام، تلتها لحوم الأبقار والإبل والدواجن. وقد بلغ متوسط أسعار لحوم الضأن نحو أربعة أضعاف أسعار لحوم الدواجن.

ومن المتوقع أن ينمو إجمالي حجم سوق اللحوم، الذي بلغ 205 آلاف طن في العام 2020، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3 % يصل إلى 240 ألف طن بحلول العام 2025. أما من ناحية الاستهلاك، فقد سجلت لحوم الدواجن معدلات الاستهلاك الأعلى، واستحوذت على نسبة فاقت 60 % من استهلاك اللحوم الإجمالي في العام 2020، ويُتوقع أن تبقى في المرتبة الأولى بين اللحوم حتى العام 2025.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التقديرات لا تشمل عمليات تصنيع منتجات اللحوم التي تقوم بها شركات تصنيع الأغذية في الخارج، ولا عمليات تصنيع أو استيراد الأطعمة الجاهزة للأكل، مثل أرز الدجاج ولفائف الدجاج ولحوم البرجر المعبأة وإضافات بيتزا الدجاج وغيرها، وهي تستثني أيضًا عمليات تجهيز اللحوم في الخارج من قبل سلاسل الوجبات السريعة والفنادق والمطاعم والمقاهي، وغيرها من شركات الخدمات الغذائية.

وقد وصل الإنتاج المحلي من اللحوم في العام 2020 إلى 58 ألف طن، وفي مقدمته لحوم الضأن (بما فيها لحوم الحملان والماعز) التي بلغ إنتاجها 24 ألف طن، تليها لحوم الدواجن مع 22 ألف طن، ولحوم الأبقار مع 5 آلاف طن، ولحوم الإبل وغيرها مع 7 آلاف طن.

واستأثرت لحوم الدواجن بالحصة الكبرى من الواردات، تلتها لحوم الأبقار والضأن (بما فيها الحملان والماعز) فقد سجلت لحوم الدواجن معدل الاستهلاك الأعلى بحيث شكلت أكثر من 60 % من إجمالي استهلاك اللحوم للعام 2020.

كما شهدت تربية الدواجن نموًا سريعًا خلال السنوات الثلاث إلى الأربع الماضية، وكان معظم الإنتاج المحلي من لحوم الدواجن يأتي من الماشية التي تتم تربيتها في البلاد، أما بالنسبة للضأن، فقد أجرت المقاصب استثمارات أو دخلت في شراكات مع مزارع في دول مختلفة مثل أستراليا ولبنان والأردن والسودان وسوريا وتركيا وغيرها.

وقامت حصاد الغذائية بعدة استثمارات في الخارج لتربية الماشية وتوريدها، وذلك من خلال الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية في كل من أستراليا والأردن والسودان وسوريا ومصر وغيرها.

ومن حيث القيمة، جاءت في صدارة الدول التي تم توريد الماشية منها كلا من: أستراليا بحصة (20 %) ولبنان بحصة (18 %) وإيران بحصة (17 %) وتركيا بحصة (11 %) والسودان بحصة (4 %) وتم أيضًا شراء الماشية من دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا وإسبانيا وغيرها.

ويقدر الإستهلاك السنوي للأغذية في قطر بنحو 2.26 مليون طن في 2020 و2.23 مليون طن في 2021 بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 % خلال الفترة بين 2021 وحتى 2025 ومن المرجح أن ينمو هذا الاستهلاك بفعل ارتفاع الدخل المتاح للإنفاق وهو الأعلى في المنطقة وازدياد عدد الشباب والمستهلكين الحضريين وتزايد عدد الوافدين.ويعتمد استهلاك الغذاء أيضًا على تزايد الوفود السياحية إلى البلاد.

وتستند الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي إلى ركائز أساسية مثل: تطوير وزيادة الإنتاج المحلي من الأغذية الطازجة وتنويع مصادر التجارة الخارجية لتجنب التعرض لأي مخاطر محتملة قد تنشأ في الأزمات والطوارئ وتكوين مخزونات استراتيجية في البلد من السلع الغذائية التي يمكن تخزينها لفترات طويلة.

وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة قطر 2018-2023 بشكل كبير زيادة إنتاج اللحوم المحلية ودعم الاكتفاء الذاتي. ولتعزيز إنتاج اللحوم المحلية، شرعت الدولة في تنفيذ عدد من المشاريع من قبيل ما يلي: 8 مشاريع لتربية اللحوم الحمراء وتسمينها، ولديها إمكانية إنتاج محتمل يبلغ 1200 طن متري سنويا و4 مشاريع لتربية الأحياء المائية، بإنتاج محتمل قدره 3610 أطنان مترية سنويًا. و3 مشاريع لبيض المائدة بإنتاج محتمل يبلغ 13,500 طن متري سنويا. ومشروعان للأعلاف الحيوانية التي يحتمل أن يبلغ إنتاجها 50,000 طن متري سنويا.

وبحسب البيانات المتاحة ففي عام 2021، حققت حكومة قطر الاكتفاء الذاتي بنسبة 18 % لفئة اللحوم الحمراء الطازجة. مع استهداف زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 30 % للحوم الحمراء الطازجة بحلول عام 2023. وقد شهدت قطر نموًا كبيرًا على كافة المستويات من العام 2017 إلى العام 2021 ليصل مجموع الــمواشي فيهــــا إلى 1.48 مليون رأس، منها 62.4 % من الضأن 26.1 % من الماعز و8.1 % من الإبل و3.4 % من الأبقار.

وقد أصبحت قطر ثاني دولة في العالم تسمح ببيع اللحوم المصنّعة مخبريًا (المعروفة أيضًا باللحوم المستزرعة)، وتنتَج هذه اللحوم من كمية صغيرة من الخلايا الحيوانية في بيئة مخبرية، وهي عملية تنتج لحومًا حقيقية بدون الحاجة إلى ذبح الحيوانات.

وفي السوق القطري تشتمل سلسلة القيمة في قطاع اللحوم على وحدات الأعمال التي تنتج المواد (المدخلات) اللازمة لصنع أعلاف الحيوانات، وعلى إنتاج الأعلاف الحيوانية، وتربية الحيوانات (لتربية والتسمين)، والذبح، والتجهيز، والتوزيع، ومنتجات وسوق اللحوم. ويعني تجهيز اللحوم بشكل أساسي تحويل الحيوانات الحية إلى لحوم، بما في ذلك الذبح والتقطيع والمعالجة والتعبئة والتغليف، وتسمّى وحدات التجهيز هذه في بعض الدول بوحدات تعبئة وتغليف اللحوم. أما المنتجات التي تعدّها فهي اللحوم الكاملة (مثل الدجاج الكامل أو الذبائح الكاملة) والقطع (وتسمى أيضًا بالأجزاء) واللحوم المفرومة، التي تورَّد طازجة/‏ مبردة أو مجمدة.

وتتواجد الشركات المتكاملة لتجهيز اللحوم في كامل سلسلة القيمة، بدءًا من المواد الأولية (علف الحيوانات) وصولاً إلى تجهيز اللحوم وتصنيع وبيع منتجات اللحوم تحت علامتها التجارية أو في متاجر البيع بالتجزئة المملوكة للشركة أو المرخصة.

ومن الأمثلة عن الشركات المتكاملة، نذكر شركات اللحوم العالمية أمثال كارجيل وكليمنس وهورميل وشركة التنمية في منطقة مجلس التعاون.

أما فيقطر، فتعتبر الشركة العربية القطرية لإنتاج الدواجن ومزرعتي والشركة الوطنية للأغذية من الشركات المتكاملة الرائدة في تجهيز لحوم الدواجن، بما يتكامل مع تربية الدواجن وتسمينها. ويعتبر كل من مصنع الأنعام للإنتاج الحيواني ووِدام الغذائية هما الشركتان الرئيسيتان لتجهيز اللحوم الحمراء، مع أنهما تستوردان الحيوانات الحية أو الذبائح المبردة أو المجمدة من الخارج، فبسبب الأحوال الجوية في قطر، يصعب إنشاء مزارع محلية للأغنام أو الأبقار أو الحيوانات الأخرى. لذلك، ومع أن قطاع الدواجن قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال المزارع المحلية، إلا أن الشركات العاملة في قطاع اللحوم الحمراء تستثمر أكثر فأكثر في مزارع خارج قطر.

واستثمرت شركة حصاد الغذائية في دول مختلفة مثل أستراليا ولبنان وتركيا والسودان ومصر وغيرها، وذلك من خلال الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (أكوليد)، بهدف تأمين إمدادات الحيوانات الحية. وتعمل الشركة أيضًا على زيادة هذه الإمدادات بأسعار تنافسية. ومنذ بدايتها، تبنّت الشركة نموذجًا استثماريًا فائق التطور ركّز بشكل أساسي على الاستثمار على مستوى العالم من أجل تلبية المتطلبات الغذائية في دولة قطر والمنطقة.

وتقوم حصاد الغذائية باستثماراتمتنوعة في قطر وأستراليا وعمان، وتخطط أيضًا لاستثمارات مستقبلية محتملة في أماكن أخرى. أما فيقطر، فتملك حصاد شركات عدة مثل أعلاف قطر (مزارع أعلاف) وقطفة للإنتاج الزراعي (مزارع زراعية) والشركة العربية القطرية لإنتاج الدواجن «الواحة» (مزرعة دواجن) والشركة الوطنية للتصنيع الغذائي «نافكو» (مصنع تمور) وغيرها.

وفي المقابل، تملك شركات مستقلة أخرى لتربية الحيوانات مزارعَ في أوروبا والدول الآسيوية، ومن بينها مزارع نور التي تملك مزارع أغنام وأبقار في بلغاريا، وتعمل هذه الشركات مع الشركات الرائدة في تجهيز اللحوم والتوزيع لاستيراد وتوريد الحيوانات الحية في قطر.

copy short url   نسخ
08/12/2022
610