+ A
A -
جريدة الوطن

دشن سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، مساء أمس الأربعاء الموافق 7 ديسمبر 2022 في جامعة قطر، أكبر لوحة فنية في العالم بالرسم على القماش، أنجزها الفنان عماد صالحي، وذلك بحضور عدد من الشخصيات، وممثل عن مؤسسة غينيس، حيث تم تتويج العمل بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ليصبح هذا العمل الإبداعي أكبر لوحة فنية في العالم تدخل موسوعة «غينيس» بمساحة 9652 مترا مربعا، وهي تمتد على طول أبعاد ملعب كرة القدم، وتعتبر خلاصة جهد مستمر ومتواصل على مدى خمسة أشهر.

واللوحة تحكي قصة كرة وتستعيد الذاكرة التاريخية للعبة، وتشرح طبيعة الكرات المستخدمة، والدول المستضيفة للبطولة، والفائزة بكأس العالم، وأفضل اللاعبين والهدافين في كل دورات كأس العالم.

وخلال حفل التدشين الذي قدمه الإعلامي ناصر المالكي، تم عرض فيديو عن مراحل إنجاز هذا العمل الفني الضخم، كما تم تنظيم جولة للإطلاع عن قرب على اللوحة الفنية المرسومة على القماش.

وبعد ذلك تم تسليم شهادة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وإيذانا بدخولها الموسوعة للأرقام القياسية، وسط حضور إعلامي كبير من قبل وسائل الإعلام العالمية.

دعم المبدعين

وبهذه المناسبة قال سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، «إن وزارة الثقافة لا تدخر جهداّ في سبيل إبراز أعمال المبدعين وأصحاب المبادرات الإبداعية، ودعم الأعمال الفنية المتميزة، مضيفا سعادته أن هذه اللوحة تجسيد وتأريخ للحدث العالمي الكبير الذي تشهده قطر، وما تتضمنه الحروف العربية، يأتي تيمناً بما قاله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مونديال 2022 لكل العرب.

واستشهد سعادته ببيت الشعر:

وما استعصى على قوم منال....

إذا الإقدام كان لهم ركابا

ومن جانبه أكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة الفيصل القابضة، قائلاً إنه لمن دواعي سروري أن نشهد هذا الحدث الثقافي المهم، وأن نكون في «الفيصل القابضة» من الداعمين لهذا العمل الفنيّ الضخم الذي أنجزه الفنان عماد صالحي، ليعبّر بطريقته المبدعة عن العلاقة الوطيدة بين الفنّ والثقافة والرياضة، والتي من شأنها أن توحّد الشعوب وتقرّبها من بعضها البعض، بغضّ النظر عن أصولها وأعراقها. كما أودّ أن أنتهز هذه الفرصة لأتوجه بالشكر إلى وزارة الثقافة لجهودها الملحوظة، في دعم الفنّانين ذوي الأفكار الخلاقة التي من شأنها أن تُثري المشهد الثقافي والفنّي في قطر.

وأضاف سعادته قائلا إن مشاركة هذا العمل الفني في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وخاصة في هذه الفترة التي تشهد استضافة بلادنا الحبيبة لكأس العالم فيفا 2022 لكرة القدم، بالإضافة إلى احتفالات اليوم الوطني، تعتبر فرصة مهمة لنا لتسليط الضوء على هذه الأحداث البارزة التي تشهدها البلاد، والتي سرعان ما ستصبح نقطة جذب قوية للفنانين. مع أمنياتي بالتوفيق والنجاح للفنان عماد صالحي.

لوحة بمعايير عالمية

ومن جانبه، قال السيد شادي جاد، وهو مُحكم رسمي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، إنه تدرب من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية للحكم ومنح ألقاب غينيس للأرقام القياسية، واليوم أنا هنا لإعلان نتائج تسجيل أكبر لوحة فنية، ولتحقيق هذا الرقم القياسي، يجب أن نضمن أنه قد تم اتباع كل الإرشادات المعيارية، ويسرني القول بأنها قد تحققت.

وتابع السيد شادي جاد قائلا: هناك رقم قياسي قائم حققه ساشا جافري بلوحة قياسها 1,595.76 م2، لافتاً النظر إلى أن الرقم القياسي للفنان عماد صالحي هو 1595.76 متر مربع. معلناً أن الفنان عماد صالحي حقق إجماليا كليا قدره 9,652 مترا مربعا، وأنه صاحب اللقب الجديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أكبر لوحة فنية، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة، موجهاً التهنئة له نيابة عن غينيس للأرقام القياسية.

أهمية الإبداع

أما السيدة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة، فقالت: نحييّ الفنان المبدع عماد صالحي، وتفخر في وزارة الثقافة بوجود مبادرات تنافسية عالمية يساهم فيها الجميع، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل أرقام قياسية ترتبط بالثقافة بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد سبق أن شاركت الوزارة بأكبر لوحة في العالم لتدوين أمنيات الأطفال، وقد وصل عددها إلى 5 آلاف بطاقة، وشهدها الحي الثقافي (كتارا)، بالتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للطفل،

وأضافت أنه «في ديسمبر 2018، وتزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني، شهد جناح كلية الشرطة في درب الساعي تدشين أكبر لوحة في العالم من الموزاييك مكونة من القطع الخشبية الملونة بعنوان»الوعد 2022«، مؤكدة أنه»في ذكرى اليوم الوطني عام 2017، دخلت لوحة «العز»، التي تحمل صورة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى موسوعة غينيس لأكبر عدد من المشاركين في تلوين لوحة، إذ شارك 13828 شخصاً في تلوينها، من أهل قطر والمقيمين والزوار من مختلف الجنسيات، وذلك بفارق 11 ألفاً و185 مشاركاً عن الرقم المسجل بالموسوعة، وهو 2643 مشاركاً.

وتابعت أنه في نوفمبر 2010، حطمت شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)، الرقم القياسي العالمي بحياكة أكبر قميص رياضي من نوعه في العالم، وعرضته في احتفال كبير بحدائق أسباير، ويبلغ طوله 72.2 متراً، وعرضه 48.7 متر، وجرى تصميم القميص بالتنسيق مع موسوعة «غينيس» بهدف دعم الملف القطري لطلب استضافة المونديال. وكل هذه المبادرات ترتبط باهتمام مؤسسات الدولة بالعمل والمنافسة على الأرقام القياسية، بالإضافة إلى الإلهام النابع عنها لإظهار الإمكانيات المذهلة حول العالم. واليوم بهذه اللوحة يسهم الفنان عماد صالحي في كسر رقم عالمي جديد يتزامن مع تنظيم كأس العالم فيفا 2022 في دولة قطر، وندعو المبدعين في جميع القطاعات لمزيد من المبادرات الهادفة، وتؤكد وزارة الثقافة على أهمية الابداع والدور الهام للمثقفين في هذل المجال.

إنجازات عديدة

وفي تصريح لها قالت الأستاذة أسماء النعيمي، مدير إدارة الأنشطة الرياضية في جامعة قطر»بكثير من الفخر والاعتزاز يسر جامعة قطر أن تحتفل مع وزارة الثقافة بتدشين أكبر لوحة فنية رياضية في العالم تزامنا مع فعاليات كأس العالم 2022في قطر. وجامعة قطر مشارك رئيسي في جهود دولتنا الحبيبة لإنجاح بطولة كأس العالم. وفي هذا الإطار، يسعدنا إقامة هذا النشاط الرياضي والثقافي هنا في ملعب الجامعة لتحقيق رقم قياسي جديد يضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجامعة في كثير من المجالات.

وفي كلمته قال الفنان عماد صالحي إن اللوحة الفنية «قصة كرة»، تعد أكبر لوحة فنية في العالم بمساحة 9600 متر مربع على أبعاد ملعب كرة القدم، وهي خلاصة جهد مستمر ومتواصل، وقد استغرق رسمها خمسة أشهر كاملة، واستخدمت فيها كميات كبيرة من الأصباغ والقماش والفرش من أجل تحقيق إرث فني تاريخي يجسد مسيرة كرة القدم خلال بطولة كأس العالم.

وتابع قائلا إن قصة كرة، وهو اسم اللوحة الفنية، غيرت كثيرا من مفاهيم العالم في مجال الفن التشكيلي المعاصر، إذ دمجت بين التراث والحداثة، والرياضة والفن، ورُسمت بأحدث أساليب الرسم التعبيري والتجريدي والحركي، من خلال مزج الألوان والخطوط، وذلك لكي تشرح تاريخاً بأسلوب حديث في مجال الفن البصري. ولفت النظر إلى أنه عند النظر إلى أطراف اللوحة تبدو للمتلقي ملامح الجماهير من جميع شعوب العالم، وهي تعبر عن ثقافات مختلفة، مع مجموعة ألوان وخطوط تعكس ملامح من تاريخ كأس العالم من عام 1930 إلى عام 2022، مؤكداً أن «قصة كرة» تستعيد الذاكرة التاريخية لبطولات كأس العالم، وتشرح طبيعة الكرات المستخدمة في المونديالات السابقة، والدول المستضيفة لكأس العالم، والدول الفائزة بالكأس، وأفضل اللاعبين والهدافين في كل دورات كأس العالم.

وقال الفنان عماد صالحي إن «قصة كرة» تجمع شعوب العالم وتوحدها، وتعكس الجانب المشرق للتعددية الثقافية والفكرية، وتروج للمحبة والسلام بين الأمم، لافتا النظر إلى أن القماش المستخدم يقدر طوله بحوالي 9600 متر مربع، وأن عدد الأصباغ وصل لأكثر من 3000 لتر، بينما استخدم أكثر من 150 فرشاة، واستغرق عمل هذه اللوحة ما بين 14 إلى 18 ساعة في اليوم.

ووجه الفنان عماد صالحي الشكر إلى وزارة الثقافة على دعمها المتواصل للعمل، و«الفيصل القابضة» و«مجموعة عدنان الدولية»، وكل من شارك أو ساهم في ظهور هذا العمل.

والفنان عماد صالحي من مواليد 1980، وحاصل على ميدالية ذهبية و4 شهادات فنية مرموقة من اليونسكو في ندوة باريس للرسم 2020، وعلى جائزة العالم الخاص في الذكرى الخمسين لمهرجان خطى الإنسان«إيطاليا 2019، وحاصل على الجائزة العالمية الأولى لمهرجان العسل العالمي بمشاركة أكثر من 86 دولة في العالم» البرتغال 2016، وكذلك على الجائزة العالمية الكبرى من مهرجان سيكاكو الدولي في كوريا الجنوبية سيول 2017، وحاصل على الجائزة العالمية الثانية من مهرجان حرية الصحافة السياسية» كندا 2018، والجائزة العالمية الخاصة من المهرجان الدولي للإنسان والطبيعة «الصين 2015، وحاصل أيضا على جائزة فخرية من مهرجان الحرب والسلام في مهرجان طوكيو» اليابان 2016، كما أنه عضو رسمي في الرابطة الكندية لفناني الفكاهة السياسيين العالميين من عام 2019 حتى نهاية عام 2021.

copy short url   نسخ
08/12/2022
50