كانت كلمة «آمنة» هي الكلمة الأساسية التي اختارها معظم ركاب المترو لوصف قطر، يليها السلام، والدفء، والترحيب.
بهذه الكلمات عبر عدد من المشجعين الذين تواجدوا في المترو من جنسيات مختلفة عن مشاعرهم تجاه مونديال قطر، مؤكدين أن المونديال شهد أعلى مستويات الأمن والأمان في تاريخ المونديال، وأنه خلال هذه الأيام القليلة، أظهرت بطولة قطر 2022 أعلى مستويات الأمن والتنظيم الاحترافي، بعيدًا عما تتميز به بطولات كأس العالم عادة من مشاجرات بين الجماهير وأعمال شغب في الملاعب، مستحقة بذلك لقب البطولة الأكثر أمانًا في تاريخ المونديال
وقال سيد أحمد من مصر، إن قطر تشهد أعلى مستويات الأمن والأمان في تاريخ المونديال، وقد أثبت خلال هذه الأيام القليلة أن بطولة كأس العالم قطر 2022 تتمتع بأعلى مستويات الأمن، وكذلك تم تنظيم البطولة بطريقة احترافية هادئة بعيدًا عن أعمال الشغب في الاستادات ومشاحنات الجماهير.
كما أكد على دور أفراد الأمن في قطر خلال المونديال ومهنيتهم العالية في التعامل مع الحشود وتوضيح القواعد والقوانين بلطف واحترام دون إظهار أي علامة على العنف أو التمييز، على الرغم من أن مصر لم تشارك في كأس العالم هذا العام، إلا أن أحمد ما زال يشجع أصدقاءه وعائلته على أن يكونوا جزءًا من هذه البطولة الضخمة، سواء من خلال حضور المباريات أو الفعاليات العديدة التي تنظم يوميا في البلاد، وأضاف: «نحن هنا للاستمتاع بكرة القدم وعيش هذه التجربة الفريدة بكل المقاييس».
وأعرب مشجع آخر من تونس عن سعادته بتواجده في قطر لأول مرة، وقال إنه كان حريصا على زيارة مختلف أماكن الجذب السياحي في الدوحة، وحضور الفعاليات المختلفة، والاستمتاع بأجواء المونديال التي يتم تنظيمها في كل مكان تقريبا، وقال: «أعلم أن تونس خارج البطولة ولكني على استعداد للبقاء ما دمت قادرا على ذلك، والاستمتاع بالأجواء الحماسية والأنشطة التي تقام في مناطق المشجعين ومنطقة الكورنيش، وهي واحدة من أجمل المناطق التي رأيتها».
وخلال جولة في محطة مترو مشيرب، كانت مجموعة كبيرة من المشجعين البرازيليين تهتف لمنتخب بلادها، وقال ألبرتو سيني: «أهنئ قطر على التنظيم الاستثنائي لكأس العالم 2022». مؤكدا أن هذه النسخة من البطولة هي الأفضل حتى الآن.
وأشار سني إلى أن دولة قطر نجحت في استضافة وتنظيم وخلق أجواء لزوارها من مختلف الثقافات والأعراق، والذين يتمتعون بالأمان والاحترام والتقدير من الجانب القطري رسميا وشعبيا.
وأضاف: «هذه البطولة فريدة من نوعها، ولا يهم من يفوز في النهاية، ولكن الأهم أن أحترم ثقافة هذا البلد وقوانينه وقيمه، وقد أثبتت قطر قدرتها على التنظيم، وأظهرت أنه يمكن جمع أشخاص من ثقافات مختلفة، في سلام وأمان واحترام، وهذا ما يهم حقًا في النهاية.
وتابع قائلا: «هناك الكثير من الأخبار الكاذبة والمضللة حول كأس العالم، ولا ينبغي الالتفات إلى هذا التزوير، ولا شك أنه عندما تريد إقامة حدث كبير، فإنك ستزعج شخصًا آخر، لكن هذا لا يهم، يجب علينا احترام بعضنا البعض، ويجب أن نتعامل مع الجميع باحترام، دون انتقاص وستختفي الأخبار الكاذبة في نهاية المطاف، وسيبقى هذا الانطباع الجميل الذي خلفته البطولة بين عشاق كرة القدم والعالم أجمع».
أما خوان سانتوس من البرازيل فقال: «يمكن رؤية العديد من المشجعين من مختلف البلدان يشاركون في المونديال، وهم يرتدون الثوب والغترة والعقال بألوان أعلام أو قمصان بلدانهم، ومما يزيد من رغبتنا في ارتداء هذه الملابس أن تميمة كأس العالم (لعيب) ترمز إلى الملابس التقليدية لمنطقة الخليج ويمكن رؤيتها في كل مكان في شوارع الدوحة..
و قال المشجع البرازيلي: لم أجد صعوبة في الاندماج مع الناس في هذا البلد الرائع، فالجميع هنا ودودون ويتعاملون بلطف والناس سعداء برؤيتنا نرتدي ملابسهم التقليدية.
وأضاف: في عدة مناسبات طلبت من شبان قطريين مساعدتنا في ارتداء الغترة والعقال بشكل صحيح وفي كل مرة كانوا يهبون لمساعدتنا بدون تردد.
أعربت الإسبانية كلوديا أندريس، التي كانت أيضًا في محطة مترو مشيرب وفي طريقها إلى منطقة المشجعين في البدع، عن سعادتها بتواجدها في قطر، معتبرة أن تجربتها قيمة ولا تُنسى.
وقالت: لم أشعر أبدًا بالأمان كما شعرت خلال تواجدي في قطر، لقد كونت صداقات وتعرفت على ثقافات العديد من البلدان، وخاصة الدول العربية، إن تنظيم هذا الحدث الرائع لأول مرة في المنطقة العربية والشرق أوسطية يعد تغييرا لقواعد اللعبة في كأس العالم، مشيرة إلى ان الرياضة طريقة رائعة لجمع الناس والدول على قيم مشتركة، وشددت كلوديا أيضًا على كونها محظوظة لأنها جربت الضيافة القطرية والتقاليد الإسلامية في بلد ديناميكي وحديث.
وختمت بالقول: يحضر بطولة كأس العالم في قطر جمهور كبير من مختلف دول العالم لمتابعة نسخة غير مسبوقة من المونديال تقام لأول مرة في دولة عربية وشرق أوسطية، هذا الخليط أثبت أنه مزيج ناجح وساحر وهذا رأي جميع من قابلتهم.
