+ A
A -
تحقيق – أكرم الفرجابي

أعرب عدد من الناشطين في منصات التواصل الاجتماعي عن شكرهم لمتطوعي كأس العالم في قطر، على جهودهم الحثيثة للمساعدة في تقديم تجربة مذهلة للمشجعين واللاعبين والمسؤولين، واعتبروا المتطوعين سر نجاح كأس العالم الأول في الوطن العربي، بفضل ما يتمتعون به من مهارات أصبحوا القلب النابض للبطولة.

وقالوا في تصريحات خاصة لـ الوطن إن المتطوعين من جنسيات وخلفيات مهنية متنوعة أسهموا في إثراء تجربة المشجعين، ونشر ثقافة التنوع، لافتين إلى أن تجربة التطوع تزخر بالكثير من المزايا، ومن ضمنها تعزيز تواصل الثقافات بين أفراد فريق العمل والمشجعين، مشيرين إلى أنهم نجحوا في مد جسور التعاون بين الشعوب وبناء الحوار الإيجابي، بفضل القوة المؤثرة لرياضة كرة القدم وشغف الجماهير بها.

في الوقت ذاته أشادت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بجهود أكثر من «20» ألف متطوع، يشاركون في نهائيات كأس العالم 2022 المقامة حاليا في دولة قطر، بمناسبة يوم التطوع العالمي، كما أثنت اللجنة و«فيفا»، على جهود المتطوعين في تنظيم أكبر بطولة كروية، ونشر حساب لجنة المشاريع والإرث عبر «تويتر»، مقطع فيديو، يُظهر احتفال مجموعة من متطوعي كأس العالم بيوم التطوع العالمي، وأدوا رقصاتهم الخاصة على أنغام أغنية «ارحبوا».

شغف التطوع

بداية يؤكد صلاح الدين المحمود، عضو لجنة استقطاب المتطوعين في قطر الخيرية، أن العمل التطوعي أصبح جزءا من الحياة العامة، ولعل الواقع الذي نعيشه أصبح أكثر فاعلية لكل فرد لديه شغف العمل التطوعي لخدمة الآخرين، نظرا لتعدد البرامج والأنشطة والفعاليات في الدولة واهتمام المؤسسات والمراكز التي تعنى بالعمل التطوعي في استقطاب نخبة من أفراد المجتمع للاستفادة من خبراتهم وتطوير المهتمين منهم في مختلف المجالات، فالعمل التطوعي عمل جميل ومثمر من خلاله يكتسب الإنسان العديد من الخبرات في مختلف المجالات حتى إذا كان تخصصه مختلفا عن المهام التطوعية التي يقوم بها، باعتبار أن مجالات التطوع متعددة منها الخيرية والإنسانية وهذه لها طابع خاص في العمل والأجر والثواب، ومنها وكذلك التطوع من أجل خدمة البلاد في المحافل المختلفة لرد الجميل للوطن.

وأشار عضو لجنة استقطاب المتطوعين في قطر الخيرية إلى أن دولة قطر تعمل منذ أكثر من عشر سنوات في الإعداد والتحضير لبطولة كأس العالم 2022 لتظهر بأجمل حلة في بلد عربي ومسلم، والأجمل من هذا أن تكون أنت عزيزي المتطوع رقما في هذا الإنجاز، بالرغم من أن قطر كلها متطوعون، والعالم العربي كله متطوعون، والعالم الإسلامي كله متطوعون، فالكل مساهم ومشارك في إنجاح هذه البطولة، حيث يشكل المتطوعون عنصرا هاما في الأحداث الرياضية الكبرى، وهم ملح البطولة والخط الأول في التعامل مع الجمهور.

خوض التجربة

من جانبها تقول الإعلامية والناشطة التطوعية أسماء الحمادي، أن خوض تجربة العمل التطوعي، تجعل الشباب يتعرفون على أنفسهم، وإلى أي مدى لديهم القدرة على التحمل والصبر، والقدرة على إدارة المشكلات في حال حدوثها، بالإضافة إلى قياس قدرتهم على التعامل مع أشخاص آخرين يختلفون عنهم في البيئة والأفكار وحتى في القدرات، مؤكدةً أن العمل الخيري والإنساني والتطوعي إلى جانب أن فيه أجرا وثوابا كبيرا، إلا أنه يمكن الإنسان من التعرف على نفسه في المقام الأول والتعرف على الآخرين المحيطين به.

وقالت الحمادي إنها مع كل عمل تطوعي تقوم به تشعر بأنها أصبحت إنسانة جديدة، وسبحان الله على قدر التعب والجهد الذي يبذل في هذا العمل على قدر الراحة النفسية التي يشعر بها الإنسان بعد مساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم، مبينةً أن في نهاية المشروع التطوعي الذي يقوم به المتطوع لا يتذكر أي إرهاق أو تعب شعر به، ويكفي بالنسبة له أن يساعد الناس ويظفر بدعواتهم الصادقة، ويسمع منهم الكلمة الطيبة ويرى الابتسامة على وجوههم.

وتناولت الحمادي تجربتها في هذا المضمار، موضحة أنها بدأت مع قطر الخيرية في 2015، بجمع التبرعات من طلاب المدارس لطلاب من الأيتام في بنغلاديش، منوهةً بأن التجربة في البداية كانت غير واضحة المعالم بالنسبة لها، إلى أن سنحت لها الفرصة بخوض التجربة على أرض الواقع في ميدان العمل الخيري والتطوعي، عندما سافرت إلى بنغلاديش، وشعرت إلى أي مدى العمل التطوعي يجعل الإنسان يشعر بإنسانيته.

سجل التطوع

ومن جهتها قالت الإعلامية والناشطة التطوعية إيمان الكعبي إن التطوع من واقع تجربة استمرت لأكثر من خمس سنوات يسهم إسهاما كبيرا في تطوير شخصية الفرد، فمبجرد أن تنزل الميدان وتمارس هذا العمل ستجد هنا أنك تعمل ولربما لساعات طويلة دون أن تشعر بالملل فهنا تكتسب صفة الصبر، وأيضاً بمجرد العمل في جماعة وتوزيع الأدوار ستكتسب المعرفة وستتعلم كيف تعمل بروح الفريق بعيدا عن الأنانية، فالعمل التطوعي عمل يخلص فيه المتطوع عمله لوجهه الله، وبمجرد أن تنهمك في هذا العمل بحملة أومبادرة ما بعد الانتهاء ستجد نفسك في راحة نفسية، وستكون حينها في منأى عن الضغوطات النفسية والعصبية، فالعمل التطوعي كفيل بأن يعلمك كيف تتمكن من التخلص من الصفات السيئة وتستبدلها بصفات إيجابية.

وأوضحت الكعبي أن التطوع ممتع يشعر فيه الإنسان بحس المسؤولية التي تقع على عاتقه اتجاه نفسه والآخرين، فالعمل التطوعي عمل ينبع من الذات، فهو يصقل الشخصية ويغير مجرى الحياة، فهي ثقافة لا بد من غرسها في المجتمع حتى يدركها الجميع ويؤمن بها وبأهميتها، فالتطوع عبارة عن تكاتف جهود من الأفراد لإنجاح حدث ما، وهذا التدافع على التطوع في كأس العالم «فيفا قطر 2022» والنجاح الذي تحقق خلال البطولة، يثبت الإدراك التام الذي وصل إليه المتطوعون، ويؤكد إصرارهم وعزيمتهم في إنجاح هذا الحدث الهام، وتسجيل أسمائهم بماء من الذهب في سجل التطوع بنسخة استثنائية للجميع، تقام لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط.

فوائد التطوع

ومن جانبه تحدث السيد محمد غانم المهندي، الناشط المجتمعي بمواقع التواصل الاجتماعي، عن فوائد التطوع، منوها بأنه يرضي غرائز كثيرة في النفس، عندما يتطوع الإنسان بتقديم خدمات لوطنه ومجتمعه سواء كان لأقرب الناس أو للمجتمع بصفة عامة يؤدي ذلك إلى تقوية سبل التواصل بين الناس، ويعمل على تماسك المجتمع، كما يساعد أحيانا التطوع في العمل الخيري الخارجي على وصول المساعدات إلى الفئات التي لا تستطيع الحكومات تقديم الخدمات الأساسية لها، ويساهم كذلك في نشر الوعي بالكثير من المجالات، مثل مجالات الوعي الصحي، ونشر السلوكيات الهامة، والحد من السلوكيات الضارة.

وأشار المهندي إلى ضرورة تعزيز ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، مبيناً أن هناك الكثير من المراكز اليوم في دولة قطر تحتضن العمل التطوعي والخيري والإنساني، وتشجع الشباب على الانخراط فيه، مؤكدا أن وجود العمل التطوعي ركيزة أساسية للعمل الخيري والإنساني «فمن تطوع خيرا فهو خير له»، موضحا أن دولة قطر تولي اهتماما كبيرا بالعمل التطوعي في الوقت الراهن الأمر الذي بدا واضحا خلال استضافتها لبطولة كأس العالم الجارية حاليا، مبينا أن وجود الفعاليات سواء كانت رياضية أو غيرها بالدولة ينعكس بشكل إيجابي على العمل التطوعي.

copy short url   نسخ
07/12/2022
335