+ A
A -
هطلت علينا أمطار الخير بفضل الله من متوسطة إلى غزيرة شلت على إثرها ـ في بعض الطرق ـ الحركة المرورية نتيجة تجمع برك المياه ـ رغم الجهود المضنية والمقدرة لسحبها ـ وأوجدت ربكة! وضاق الناس من لوية الشوارع! وتوقفت الدراسة في عدد محدود من المدارس!! اجتاحت الأمطار المجمعات السكنية والشقق والبيوت وبعض المؤسسات الخدمية!! وكشفت الأمطار تواضع الخدمات وتنفيذ المشاريع في الشوارع والمباني والأبراج، جل هذه الأماكن غرقت في الأمطار!! حالة استنفار عاشتها الأسر وهم يحاولون تصريف المياه التي دخلت بيوتهم!! وكانوا وجلين وهم يتابعون أخبار حالة الجو هذه الأيام وجلهم يخشى المطر أن يعود مصحوباً بالعواصف الرعدية لأنه يعيدهم إلى ذكرى مشاهد غير سارة!! فإذا كان البعض علاقته مع الأمطار علاقة مشتاق لمشتاقة خاصة عشاق البر، إلا أن البعض الآخر علاقته حذرة وخوافة مع المطر!! إحدى الأخوات تقول «الله يستر» إن شاهدت غيمة داكنة في السماء! وأخرى تقول «أخاف من هذه الأجواء»! والثالث يقول «خرت بيوتنا وخرب أثاثنا»! وتحولت فرجاننا إلى أحياء البندقية فينيسيا الإيطالية بعد أن غمرتها مياه الأمطار!! قد تكون الأمطار شكلا من أشكال الحياة، لكن عندنا للأسف شكل من أشكال الذعر والخوف وبطء الحركة وعرقلة للسير وسد طرق وفوضى شوارعية لها أول مالها آخر وتحذيرات وتسريبات وتجمع مياه!! وكأننا نعيش أجواء ومشاهد فيلم أكشن جميل ومرعب في نفس الوقت!! نحن لا نعرف على وجه التحديد ماذا نحب في المطر؟ بالنسبة لي تزهو الحياة بالمطر ما أجمل صباحات المطر أجواء مدهشة وزخاته مفرحة والشفاه مبتسمة، حتى الطيور تتجمع في أعشاشها وتمارس الحميمية على أغصانها، وهي ضاحكة شاكرة حامدة مستبشرة بحبات المطر، رائحة المطر تثيرنا تدهشنا تدفعنا للإنجاز والفعل الإيجابي، مع صباحات المطر نردد قول الشاعر العربي البحتري:
إن السماء إذا لم تبك مقلتها..
لم تضحك الأرض عن شيء من الخضر
والزهر لا تنجلي أحداقه أبداً..
إلا إذا مرضت من كثرة المطر
المطر جميل بكل أسمائه وصفاته ولكن بعيداً عن المآسي والإشكالات والمنغصات وخراب الديار!!! وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
02/12/2016
1577