+ A
A -
نبيل السهلي كاتب فلسطيني

بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول / سبتمبر 2000 وحتى الآن (نهاية عام 2022)، يلحظ المتابع غيابا شبه تام لما يسمى معسكر اليسار الإسرائيلي، الأمر الذي دفع كثيرا من المحللين السياسيين إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء هذا الغياب، والمدة المرشحة لاستمراره، فيما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، حين تنبؤوا بتلاشي اليسار الإسرائيلي، أو ما يسمى معسكر السلام من المشهد السياسي الإسرائيلي، وهذا ما حصل فعلا خلال انتخابات الكنيسيت في شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.

ومن الأهمية الإشارة إلى وجود لبس أحيانا بين مفهوم اليسار الإسرائيلي وقوى السلام، فمفهوم اليسار أوسع، حيث تعتبر قوى السلام إحدى مكونات معسكر اليسار، وتصنف بيسار اليسار وفق المعيار الرئيسي للتصنيف، وهو الموقف من مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الخامس من حزيران / يونيو 1967. فمن ينادي بإعادة هذه المناطق كاملة إلى السيادة الفلسطينية وعدم الاحتفاظ بها، أو ضمها إلى إسرائيل مقابل السلام، ينطبق عليه تحديد قوى السلام وهي يسار اليسار.

وما يزيد من صعوبة تحديد قوى السلام في إسرائيل وفق هذا المفهوم، هو مفهوم السلام لدى القوى والأحزاب الإسرائيلية. فمن المعروف أن قادة إسرائيل منذ احتلال الضفة والقطاع، ينادون بتحقيق السلام مع العرب، في الوقت الذي يمارسون فيه أعمالا عدوانية ضد سكان الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

وما زاد من صعوبة هذا التحديد، أن حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «مناحيم بيغن»، كان أول من وقع اتفاق سلام مع دولة عربية، هي مصر، وانسحب من شبه جزيرة سيناء، وهو ما لم يفعله حزب العمل زعيم ما يسمى معسكر السلام.عربي 21

copy short url   نسخ
06/12/2022
0