من أجل الحصول على الأداء الأمثل، يلزم لاعبي كرة القدم ترطيبُ أجسامهم وتزويدها بالطاقة الكافية أثناء التمارين والمباريات، ولذلك غالباً ما نرى اللاعبين، سواء من لاعبي كرة القدم أو التنس أو حتى السلة، بين شوطي المباراة أو أثناء الاستراحة يتناولون مشروبات ملونة.

ما هي المشروبات الملونة التي يشربها اللاعبون؟

بشكل عام، تقوم شركات تصنيع المشروبات الرياضية، بتصنيع تلك المشروبات بشكل خاص للاعبين، كونها تقدم فوائد تفوق فوائد الماء.

فهذه المشروبات توفر التوازن الصحيح للكربوهيدرات والإلكتروليتات والسوائل في الجسم، من أجل تزويده بالطاقة الكافية لاستكمال التمارين والمباريات.

وتحتوي هذه المشروبات، وفقاً لما ذكره موقع Sports Dietitians الأسترالي، على ما يلي:

كربوهيدرات

تعمل الكربوهيدرات بمثابة وقود للعضلات والدماغ، الأمر الذي يجعل تناولها مهماً قبل أداء التمارين الرياضية، إذ إنها تساهم في تحسين أداء اللاعبين، كما أن إضافتها للمشروبات الرياضية تجعل طعم هذه المشروبات مستساغاً أكثر.

تحتوي معظم المشروبات الرياضية على 6 - 8 ٪ كربوهيدرات (6 - 8 غم /‏ لتر). ويجب الانتباه إلى أن تركيزات الكربوهيدرات التي تزيد عن ذلك يمكن أن تضعف إفراغ المعدة وتؤدي إلى اضطراب الأمعاء أثناء ممارسة الرياضة، وبالتالي تساهم في ضعف الأداء.

الشوارد

تشمل المشروبات الرياضية إلكتروليتات (شوارد) الصوديوم والبوتاسيوم، إذ يشجع محتوى الصوديوم في المشروبات الرياضية على تناول السوائل عن طريق تحريك آلية العطش، مع زيادة الامتصاص واحتباس السوائل.

في حين قد لا تكون المشروبات منخفضة الصوديوم مناسبة عندما تكون الإماهة السريعة ضرورية، (أي عندما تكون هناك حاجة لاستبدال نقص السوائل في فترة زمنية قصيرة).

بينما تساعد إضافة البوتاسيوم إلى المشروبات الرياضية في الحفاظ على توازن «الكهارل»، ويمكن أن تساعد في تقلص العضلات أثناء التمرين. والكهارل هي مواد تتحول في المحاليل إلى أيونات تحمل شحنة، ما يجعلها قادرة على التوصيل الكهربائي. وتوجد الكهارل في جسم الإنسان في كل من الدم، والبول، والأنسجة، وسوائل الجسم الأخرى.

إضافة النكهة

تعتبر النكهة ميزة مهمة في المشروبات الرياضية، فهذه النكهة قد تحث الرياضيين على تناول المزيد من السوائل، (في حين قد لا يرغب كثيرون بتناول المياه) أثناء أو بعد التمرين.

مكونات أخرى

تحتوي بعض المشروبات التي يتم تسويقها على أنها مشروبات رياضية على مكونات مضافة أخرى، مثل الفيتامينات والمعادن والبروتينات والمكونات العشبية.

من المحتمل أن تقدم هذه المكونات الإضافية القليل من الفوائد الإضافية على المشروبات الرياضية القياسية، وقد تؤثر على استساغة السوائل، وبالتالي استهلاك السوائل.

تحتوي بعض المشروبات الرياضية أيضاً على مادة الكافيين التي يمكن أن تكون لها فوائد في الأداء.

ما الذي تقدمه المشروبات الرياضية؟

قد تكون المشروبات الرياضية مفيدة قبل أي مباراة للمساعدة في زيادة ترطيب الجسم وزيادة الطاقة والكربوهيدرات، بينما قد يقلل الصوديوم المضاف من فقد البول قبل بدء التمرين.

تم تصميم المشروبات الرياضية بشكل أساسي للاستخدام أثناء التمرين الذي يستمر لأكثر من 90 دقيقة، من خلال التوفير الأمثل للسوائل والطاقة.

قد تسمح المشروبات الرياضية للرياضيين بالأداء لفترة أطول وأكثر فعالية في التدريب والمنافسة من خلال توفير الطاقة للعضلات العاملة والدماغ.

في حين يمكن أن تساعد المشروبات الرياضية في تحقيق «التعافي الغذائي» عن طريق تعويض السوائل والشوارد المفقودة في العرق، والمساعدة في تجديد مخازن الجليكوجين.

إذا كان هناك وقت محدود بين جلسات التدريب أو المنافسة، فإن المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم قد تعزز معالجة الجفاف بشكل أكثر فعالية.

لتحقيق جميع أهداف التعافي، يجب أن يكون تناول المشروبات الرياضية مكملًا بالأطعمة والسوائل التي توفر الكربوهيدرات والبروتين والعناصر الغذائية الأخرى الضرورية.

مشروبات اللون الوردي تتفوق على المشروبات الأخرى!

وكما نعلم فإن للمشروبات الرياضية ألواناً مختلفة، لذلك فإن صحيفة Daily Mail البريطانية أكدت أنّ المشروبات ذات اللون الوردي قد تعزز الأداء بنسبة 4.4 % مقارنة بالسوائل الصافية، حتى عندما يحتوي كلاهما على نفس المكونات.

وقد أكدت هذه المعلومة دراسة أجراها باحثون من جامعة وستمنستر بلندن في عام 2018 على متطوعين يقومون بالركض على جهاز المشي مدة 30 دقيقة، منهم من يتناول مشروبات لها لون صافٍ ومنهم من يشرب المشروب ذاته ولكن له صبغة زهرية.

ووجدت الدراسة أنّ أولئك الذين يشربون المشروب الوردي استطاعوا الجري أكثر من البقية لمسافة امتدت نحو 212 متراً بالمتوسط.

إلى جانب ذلك، تم اكتشاف أن المشروب الوردي عزز لديهم تأثير «الشعور بالرضا»؛ ما يجعل ممارسة الرياضة أكثر سهولة ومتعة.

ما هي كمية السوائل التي يفقدها اللاعبون خلال المباريات؟

يفقد اللاعبون الكثير من السوائل من خلال التعرق والتنفس، بسبب الجهد الكبير الذي يبذلونه خلال المباريات، بحيث يعمل الجسم على تبريد نفسه بالعرق الذي يتبخر من الجلد ويأخذ معه الحرارة، الأمر الذي يسبب فقدان السوائل بشكل كبير. ولتقدير مقدار السوائل المفقودة من الجسم، يقوم عادة المدربون بطرح وزن ما بعد المباراة للاعب من وزنه قبل اللعب لمعرفة الكمية المفقودة.

لذلك يحاول المدربون الرياضيون عادة التأكد من أن اللاعبين لا يفقدون أكثر من 3 % من وزنهم الإجمالي، سواء خلال جلسة التدريب أو في المباريات، وفقاً لما ذكره موقع Scientific American الأميركي.

في حين أنّ لاعبي كرة القدم يفقدون ما يصل إلى 2 - 3 كغم من وزنهم أثناء المباراة، ولكن ذلك يعتمد أيضاً على أوزانهم وأحجامهم، وفقاً لما أوضحه موقع The Pitch is Ours.

وأخيراً فإن حصول اللاعب على كمية كافية من السوائل أمر مهم؛ لأن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى أداء دون المستوى الأمثل، وفي الحالات القصوى الدوار وفقدان الوعي.