+ A
A -
اضبط ساعتك الداخلية.
وقتك الداخلي، هو الوقتُ.. ما دونه حركة شمس ظاهرية.
وقتك الداخلي، له شمسه، وحركتها.. دعني أغامر وأقول، إن هذه الشمس هي شمس الوجود كله، ذلك الذي فيك قد انطوى.
راقب تلك الشمس حين تشرقُ، وحين يصيرُ ظلك، في طولك، وحين يتقاصر، وحين يختفي، والليل يلفُ الوجود كله، ببهاء سكينته.. وبهاء ظلمته، معا.
راقب حركة الليل والنهار، جوّاك..
واضبط ساعتك تلك، على نبضات قلبك.. أضبطها على حركة أنفاسك إذ هي تطلع، وإذ هي تنزل!
صانع ساعتك الداخلية، بديع.. دونه ببلايين البلايين من المسافات الضوئية، الصنّاع السويسريين.
دعك ياصاح، من ( بغ بن).. ومن توقيت غرينتش.
التوقيت الأصلي، داخلك.
جوّاك.
نظم زمنك الداخلي.
استثمر كل وقتك، في التفكير الداخلي، والتأمل الداخلي.
أعرف نفسك، لتعرف ربك.. وإذا ماتجلّت لك هذه المعرفة، استقم. بالاستقامة تصبح حرا.. وبالاستقامة تعيش كل لحظة من حياتك، وأنت حر.. وأعلى مراتب الحرية، هو أن تتحرر من خوفك الداخلي.
الحرية جوّاك. عيشها بعقلك وخيالك ووجدانك.. وكن بها برا حفيا، وأنت تتعامل بها مع الفرد الآخر.. مع المجتمع... والقاعدة الأساسية في هذا التعامل: «حريتك تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين».
ثق: حين تنتهي حرية الآخرين، تبدأ حريتك أنت من جديد..!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
29/11/2016
1437