+ A
A -
نحب المطر ونعشقه وهكذا هو الإنسان يعشق من يغيب ويشتاق لمن يطول غيابه، نحب المطر لأنه حيا وبشر وبهجة، تجدد وحيوية، نحبه لأنه يشجع على الطلعات والتنزه والبر وقضاء أحلى اللحظات والأمسيات والأوقات، إنه الانطلاقة نحو الطبيعة والتمتع بجمالها، ويشجع على الحب والأمل والدفء والاحتضان والأطيبان، الشتاء تتداخل فيه السماء والأرض، تضخ السماء ماء الحياة للأرض فتنتعش وتبتهج، يصل إلى رحمها فيتلقفه بحب وشوق فيتولد بعد حين بذور طيبة تبدأ بالنمو على شكل نبتة أو زهرة أو وردة، نعشق المطر ورائحته وقطراته وغزارته وهطوله وبرده، نفرح عندما يبللنا المطر، أو يلامسنا، نعشق حميمية الشتاء، ولحظات التحلق في العنة أو الحديقة أو البيت، ألحان الشتاء غير وقصائد الشتاء غير وأجواء الشتاء غير، نحب الشتاء ولا يسعدنا في الشتاء إلا المطر، وقد جاء الشتاء وهطل المطر ولكن أكثر ما أزعجنا وعكر علينا صفو فرحتنا وجاب لي الضغط الإشكالية الأزلية مستنقعات المياه الغزيرة في شوارعنا والأحياء والطرق وانسداد قنوات الصرف! وغرق بعض المجمعات السكانية ومنها بعض شقق اللؤلؤة التي تسربت إليها الأمطار بشكل عجيب وغريب وفوضوي! شقق امتلأت بمياه الأمطار ولم تجد مجالاً وسبلاً لاحتوائها إلا بتوقف الأمطار! مشاريع عملاقة تخر مع المطر! الشيفة شيفة والمعاني ضعيفة! في الشكل الله الله وفي المطر يعلم الله! والقادم أسوأ خاصة بعد التحذيرات الجوية من توقع أمطار رعدية مصحوبة برياح قوية إذا تواصل تراخي المسؤولين وجنوحهم إلى الحلول الترقيعية مع كل زخة مطر!! ملايين
الريالات صرفت على هالمشاريع! أين الجودة؟ أين الإتقان؟ أين الذمة؟ حتى المساجد لم تسلم من المطر!! طالها البلل!! وتسرب إليها المطر من أسقفها إلى أرضيتها! ولامس سجادها وهو ما يثير الحنق على هشاشة البنيان والغش التجاري وسوء التنفيذ! ربع ساعة مطر تغرق بعض شقق اللؤلؤة بالأمطار!! إنها إشكالات ومشكلات استفزازية تحصل مع كل موسم هطول أمطار! إنها تمثل أمراضا مزمنة تنغص علينا صفو حياتنا وفرحتنا بالمطر وعلى المعنيين علاجها بالتي واللتية وإلا انتشرت وسادت وفرخت أو باضت!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
28/11/2016
704