انبهرت كثيرا كما لم أنبهر من قبل وأنا أزور قرية الحكايات التي نظمتها الحملة الوطنية للقراءة في ساحة الاحتفالات بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي أُفتتحت يوم الخميس الماضي وحظيت بإقبال جماهيري كبير، لأن فكرة هذه القرية رائعة وجديدة، خرجت عن الجمود المألوف الذي تعودنا عليه في تنظيم الفعاليات، وجعلت القراءة رغبة محبوبة، ووسيلة ترفيه للكبار والصغار، وأكدت أن لدينا مواهب خلاقة، لأنها وجدت من يرعاها ويمنحها الثقة في النفس ويوفر لها بيئة الإبداع والابتكار، فلقد كانت الحملة الوطنية للقراءة التي نظمت فعالية قرية الحكايات محظوظة كل الحظ كونها بإشراف وتحت مسؤولية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر التي تحرص على الحضور لترى بنفسها، فمن رأى ليس كمن سمع، وتتفاعل مع الناس لتستمع منهم مباشرة ويتحدثون إليها وتتحدث إليهم، مما كان له بالغ الأثر في هذا النجاح، وإلهام فريق الشباب القطري الواعي القدرات الإبداعية.
ومثلما أبهرني قيادة سعادة الشيخة هند وحسن التنظيم، أبهرني أيضا حماس الشباب الذي يعمل في هذه الحملة، إنهم يعملون بروح الفريق، ولكي لا نبخس الناس أشياءهم لابد أن أذكر أسماءهم، فهم السيد خليفة الكبيسي رئيس المكتب الإعلامي الذي يحرص على التواصل الدائم مع وسائل الإعلام لتزويدهم بالحقيقة والمعلومات الدقيقة، وكل ما يريدون معرفته عن الحملة وفعالياتها ليكون الجمهور على علم تام بأماكن ومواعيد الفعاليات، وكذلك الأخت علياء السويدي مسؤولة العلاقات الإعلامية التي تعتبر نموذجا عصريا للفتاة القطرية النشيطة التي لا تكل ولا تمل في سبيل خدمة وطنها، رأيتها تتنقل هنا وهناك وتجيب بابتسامة خفيفة لطيفة عن كل سؤال واستفسار سواء من الصحفيين أو الجمهور، وأيضا السيد سعود البوعينين أخصائي تواصل خارجي الذي يقوم بدور هام في الترويج لهذه الحملة دون كلل أو ملل، ولم ينقطع التواصل بينه وبين الإعلام، فالشكر لهؤلاء جميعا على ما قاموا ويقومون به من جهد والشكر موصول لزملائهم الذين لم يتسنى لي مقابلتهم،إنهم كوكبة من الشباب القطري الواعد، يتعاملون مع الجميع تعاملا حسنا وراقيا، فهم من أبناء هذا الوطن الذين يستطيعون تقديم الأفضل لقطر، ممن ينطبق عليهم قول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه: «قطر تستحق الأفضل من أبنائها» وذلك في خطاب سموه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس والأربعين لمجلس الشورى في الأول من الشهر الجاري.
بقي لي أن أعرِّف بقرية الحكايات، فقد صُمِّمتْ لتقديم ست من شخصيات الحملة الوطنية للقراءة المحببة للأطفال هي: ذات الرداء الأحمر، بينوكيو، أليس في بلاد العجائب، جحا، لولو الصغيرة، والسندباد، مع تنظيم أنشطة حول كل شخصية لتعزيز طريقة «التعلم من خلال اللعب»، وإلى جانب المناطق المخصصة لتقديم شخصيات الحملة اشتملت الفعالية على أنشطة الأخرى كمنطقة سرد القصص، ومتاهة الكتب، والألعاب التعليمية المرحة، بالإضافة إلى شاحنة الحملة الوطنية للقراءة.
إنها عبقرية الفكرة والزمان والمكان.
بقلم : آمنة العبيدلي