ظل موقف دولة قطر ثابتا وقويا، في رفضها لكل الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد المدنيين. وبصفة عامة، فقد أولت قطر اهتماما عظيما بتفعيل الجهود الإقليمية والدولية، الهادفة إلى إنهاء الأزمة في سوريا، عبر تحقيق مطالب الشعب السوري، التي أقرتها القرارات والتوصيات العديدة، الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

ومن هذا المنطلق، فقد كثفت قطر من جهودها السياسية والدبلوماسية على أعلى المستويات، عبر الجهود السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في ما قام به سموه من اتصالات مكثفة مع العديد من القادة على المستويين الدولي والإقليمي. وفي هذا السياق فقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، في منتجع سوتشي الروسي، حيث نقل سعادة وزير الخارجية إلى الرئيس بوتين رسالة شفوية من سمو الأمير المفدى، حول عدة قضايا دولية وإقليمية، وخصوصا الوضع في سوريا.

إننا نثمن مجددا أهمية الاتصالات المكثفة، التي يقوم بها سمو الأمير المفدى، مع قادة العالم، لحثهم على التعجيل بتحقيق حل عادل وشامل في سوريا، يحفظ للشعب السوري كافة حقوقه المشروعة.

على مستوى آخر، في تطورات الأزمة السورية وتداعياتها المستمرة، فإننا ننوه بالإدانات الدولية الواسعة لما قام به النظام، من جريمة حرب جديدة عبر توجيهه لضربات جوية استهدف عبرها مخيما للنازحين، في شمال غرب سوريا، ما تسبب بمقتل 28 مدنيا على الأقل. وهي جريمة لاقت إدانات واسعة إقليميا ودوليا.

من ناحية أخرى، فقد حذرت المعارضة السورية مما يعتزم النظام السوري تنفيذه من مجزرة وشيكة في حماة، حيث أرسل النظام أمس تعزيزات أمنية جديدة إلى سجن حماة، استعدادا لإنهاء العصيان الذي ينفذه السجناء.

ونقول في هذا السياق، إن استمرار جرائم النظام يجب أن يكون دافعا لتسريع التوصل إلى الحل السياسي الشامل، المنشود للأزمة السورية.