+ A
A -

من أبرز المظاهر التي لفتت انتباه الإعلام الغربي وعبّر عنها بنوع من الحذر والتكتم أحيانا، هي ما ظهر من علامات التشجيع المشترك بين الفرق العربية منذ الدور الأول للمونديال. فبعد الفوز المفاجئ لفريق السعودية ضد المرشح الأبرز لنيل الكأس أي الأرجنتين، سرت من المحيط إلى الخليج مشاعر الفرح والغبطة بفوز المنتخب السعودي بقطع النظر عن كل المعطيات الأخرى السياسية والعقائدية والاجتماعية وغيرها.

شعر الجميع أن فوز السعودية هو فوز للعرب والمسلمين، ولم يقتصر ذلك الاحتفال على السعوديين أو القطريين أو الخليجيين بشكل عام. نفس الشعور غمر الجميع بمن فيهم الأمير الوالد والشيخ تميم من المنصة الشرفية احتفالا بفوز المغرب على بلجيكا، حيث تحول الاحتفال إلى احتفال بفوز العرب لا بفوز الفريق المغربي فقط.

أسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق حول قدرة المناسبة الرياضية العالمية على توحيد شعوب المنطقة وتحقيق ما لم تحققه جامعة الدول العربية، ولا غيرها من المؤسسات الرسمية. فلأول مرة في تاريخ اللعبة وتاريخ المنطقة تستقبل دولة عربية مسلمة مئات الآلاف من المشجعين القادمين من كل أنحاء الأرض لمساندة فرقهم الرسمية.فرضت قطر على ضيوفها احترام خصوصيتها الثقافية والعقائدية ورفضت مظاهر دعم المثلية وحددت مناطق خاصة لاستهلاك الكحول، كما وضعت فرقا أمنية خاصة بالتعامل مع النساء.ووضعت قطر إلى جانب ذلك الإرث الثقافي العربي الإسلامي في الواجهة عبر كل الوسائل التي تسمح للزائر بأن يطّلع على جوانب من الحياة العربية في الخليج ومميزاتها.

وقد ساهمت حفاوة الاستقبال واستنفار كافة طاقات البلاد من أجل إنجاح المناسبة العالمية في إحساس العرب والمسلمين خاصة بأن قطر تمثّلهم بل إنها النسخة الوحيدة التي يمكنها أن تعبر عنهم أمام بقية دول العالم.

لم يقتصر توحد الجماهير العربية في مناسبات فوزها بل ظهر ذلك خلال تمثّلها للبلد المضيف حيث دافعت الجماهير العربية الحاضرة في المونديال أو الغائبة عنه بشراسة عن الدوحة أمام الهجمة الإعلامية التي تعرضت لها خاصة من قبل الإعلام الغربي.

copy short url   نسخ
01/12/2022
50