+ A
A -
قضاء الإجازة فن وحسن اختيار وحسن تدبير، وكل شخص له ظروفه وأسلوبه وذوقه في اختيار الأماكن السياحية، قضاء الإجازة بعد نظر وسعة صدر وقدرة على التحمل والترتيب والبرمجة وليست القدرة المالية فقط، فهناك أشخاص عندهم القدرة المالية التي توصلهم إلى أبعد المسافات وأغلى الدول وأفخم الفنادق ولكنهم يعودون تعساء!! القضية ليست وفرة المال والحجز في الدرجات الأولى أو رجال الأعمال، القضية ليست سفرا من أجل السفر، وجهدا ومشقة في المطارات والمسافات في حين لا يقابل هذا راحة أو سعادة أو ترفيه وترويح يوازي المال المدفوع، أعرف كثيرا من الأشخاص الذين يسافرون إلى أرقى الدول ولكنهم لا يحققون أكبر قدر من السعادة والرضا، أعتقد شخصياً أن السبب يعود إلى سوء اختيار، سوء تخطيط وترتيب وبرمجة الإجازة، أنا شخصياً وهذا من فضل ربي أمتلك قدرة على تنظيم الإجازة بترتيب وأسلوب وكيفية تحقق لي الرضا والسعادة سواء في الداخل أو الخارج.
قضيت إجازتي الحالية في تركيا بين اسطنبول ومحافظة أزمير ومنطقة رومانسية تسمى (آلا جاتي) وتكتب ALACATI، في هذا الوقت من السنة لا حشود سياحية ولا ارتفاع في الأسعار ولا ازدحام في ساعات الذروة، إنه فصل الخريف فصل الجمال في تركيا فصل ساحر سواء في اسطنبول أو بليك دوزو أو غيرها من المناطق، لا أجد مكاناً أروع من اسطنبول كنقطة انطلاق مثالية، كانت الوجهة إلى محافظة أزمير عن طريق طائرة خطوط داخلية في حدود 45 دقيقة ومنها إلى ألا جاتي، رغم صغر مساحتها ومحدودية مناطق البلدة إلا أنها تستحق الزيارة والتمتع بالسير في أزقتها المتعرجة ومشاهد منازلها التي بنيت قرابة الـ(200) سنة، إنها ليست مجرد بلدة جميلة فحسب بل أنها أخاذة تحتضن تراثاً لا يمكن تجاهله، إنها بلدة قديمة ورائعة وهادئة تشكل مقصد الأفواج والسياح من مختلف المناطق، ولكن ليست في هذه الفترة من السنة إنها بلدة تحتفظ بطابعها المحلي الريفي المريح بمطاعمها وكافيهاتها ومحلاتها البسيطة وكلابها وقططها وناسها الطيبين البسطاء الذين حولوا منازلهم إلى فلل سياحية فندقية، بعد مبيت ليلة واحدة في البلدة انتقلت بالسيارة إلى أزمير، حقيقة استمتعت فيها بالتنزه ومشاهدة المناظر الطبيعية والجمال الأزميري الأخاذ، إنها محافظة تنبض بالحياة والجمال والطبيعة والتفاؤل والنشاط والأمسيات الاحتفالية الرائعة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
18/11/2016
1125