+ A
A -
كتب - خالد علي

نجح منتخب فرنسا في حسم أول تذكرة تأهل إلى الدور التالي من بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وذلك بعدما كان أول منتخب يحقق الفوز في مباراتين متتاليتين في البطولة، عندما انتصر على المنتخب الأسترالي في الجولة الافتتاحية بالمجموعة، بأربعة أهداف مقابل هدف، حملت توقيع ادريان رابيو وكيليان امبابي وجيرود هدفين، وفي الجولة الثانية كرر الديوك الانتصار على حساب منتخب الدنمارك بهدفين مقابل هدف من توقيع امبابي.

ويسير الديك الفرنسي بخطى ثابتة في بطولة كأس العالم، بعدما أرسل رسالة قوية إلى كافة المنافسين بأنه قادم إلى قطر من أجل المنافسة على اللقب الأغلى في العالم، ومحاولة الفوز بالمونديال للمرة الثانية على التوالي، وهو ما لم يحققه أي منتخب عبر التاريخ سوى السامبا البرازيلية، حينما فازت باللقب عام 1958، وكررت نفس الإنجاز في النسخة التالية التي أقيمت عام 1962.

ما حققه المنتخب الفرنسي أنهى على لعنة حامل اللقب الذي كان يتم اقصاؤه من البطولة التي تلي النسخة التي شارك فيها وفاز بلقبها، وهو ما تكرر في 4 بطولات من أصل خمس تم تنظيمها في القرن الحادي والعشرين، فلقد حدث ذلك في نسخة عام 2002، ونجا حامل اللقب في 2006، وكذلك في 2010، مروا بـ 2014، وأخيرا 2018، قبل أن تنتهي لعنة القرن على الأراضي القطرية في 2022.

مباراة الدنمارك وفرنسا البداية

فاز منتخب فرنسا بأخر نسخة من كأس العالم في القرن العشرين، عندما انتصرت على البرازيل في المباراة النهائية التي أقيمت على أرضها بثلاثة أهداف دون رد، بجيل ذهبي للديوك الفرنسية في هذا التوقيت، قاده زين الدين زيدان الحارس فابيان بارتيز وديديه ديشامب وباتريك فييرا وليليان تورام، وفي النسخة التالية من المونديال، والتي كانت الأولى في القرن الحادي والعشرين، سقط في الفخ.

بدأت لعنة القرن عام 2022، على الأراضي اليابانية، ففي الوقت الذي كان يتوقع العالم أن يتنافس منتخب فرنسا على بطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، خسر الديوك الفرنسية مباراة الافتتاح أمام منتخب السنغال بهدف حمل توقيع بابا ديوب، وفي الجولة الثانية سقط الفرنسيون في فخ التعادل السلبي أمام أوروجواي، قبل أن يبدأ النحس رسميا في مباراة الدنمارك بالجولة الثالثة والأخيرة، والتي شهدت وداع فرنسا المونديال من دوره الأول، عقب الخسارة بهدفين من توقيع دينيس روميدال وجون دال توماسون.

وقتها لم يصدق أي مشجع ما حدث لمنتخب فرنسا، فأبطال العالم ودعوا البطولة من الدور الأول، ليس ذلك فحسب بل لم يحققوا أي انتصار، بل خرجوا بنقطة وحيدة في مجموعة تضم الدنمارك والسنغال وأورجواي، وما زاد الطين بلة أنه على مدار 270 دقيقة لم يسجل المنتخب الفرنسي أي هدف في البطولة، ليودع المنافسات في أول صدمة لحامل اللقب في القرن الحالي.

البرازيل استثناء في «2006»

منتخب السامبا كان الناجي الوحيد من هذا النحس، وذلك بعدما اجتاز الدور الأول من بطولة 2006، عقب فوزه ببطولة 2002 على حساب ألمانيا بهدفين دون رد، وأوقعته قرعة بطولة العالم مع كل أستراليا وكرواتيا واليابان، وحقق المنتخب البرازيلي الفوز في مبارياته الثلاث بدور المجموعات وسجل سبعة أهداف، وتلقت شباكه هدف واحد فقط.

وشق منتخب البرازيل طريقه في بطولة 2006، وواصل استكمال مسيرته بعدما عبر دور الستة عشر، بثلاثة أهداف مرمى منتخب غانا، سجلهم رونالدو وادريانو وزي روبرتو، ولكن راقصي السامبا ودعوا المونديال من الدور ربع النهائي بعد الخسارة من منتخب فرنسا بهدف في الدقيقة السابعة والخمسين عن طريق تييري هنري.

البرزايل هو المنتخب الوحيد الذي نجا من لعنة القرن بعبور دور المجموعات في بطولة 2006 التي أقيمت في ألمانيا، ولكنه خرج من الدور ربع النهائي.

إيطاليا ثاني الضحايا في «2010»

وقعت إيطاليا ضحية فخ لعنة البطل وحامل اللقب، فبعدما فاز الطليان ببطولة 2006 على حساب فرنسا في المباراة النهائية الشهيرة بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، ظن البعض أن الأتزوري قادم إلى جنوب إفريقيا من أجل المنافسة بقوة على اللقب، ولم يمكن أحد يفطن إلى لعنة حامل اللقب في هذا التوقيت.

بدأ الطليان البطولة، بتعادل مخيب للآمال أمام باراجواي، حيث كانت إيطاليا متأخرة بهدف ونجح دي روسي في إدراك التعادل بهدف في الدقيقة الثالثة والستين، وفي المباراة الثانية أمام نيوزيلندا تكرر سيناريو اللقاء الأول، فلقد حول تأخره بهدف مبكر إلى التعادل بركلة جزاء سجلها فينتشينزو ياكوينتا.

المباراة الثالثة توقع الجميع أن يستفيق منتخب إيطاليا، فإنه سيواجه منتخب كوستاريكا، فاستقبل هدفا مبكرا عن طريق روبرت فينيك لاعب سلوفاكيا، في الدقيقة الخامسة والعشرين، واستقبل هدفا ثانيا من نفس اللاعب في الدقيقة السابعة والثلاثين، قبل أن يسجل دي ناتالي هدف تقليص الفارق للطليان، وبعدما أجهض كميل كوبونك أمل إيطاليا في التعادل بهدف ثالث، إلا أن فابيو كوالياريلا سجل هدفا ثانيا لم يساعد إيطاليا في عبور هذا الدور.

إسبانيا رسخت العقدة في «2014»

رسخ الماتادور الإسباني عقدة حامل اللقب في نسخة 2014 التي أقيمت في البرازيل، فدخل الإسبان البطولة وهم أبطال العالم من نسخة 2010، ولكنهم وقعوا في مجموعة صعبة نسبيا، تواجد فيها كل من هولندا وتشيلي وأستراليا، ولكن كان لمنتخب إسبانيا حظ أوفر في التأهل فإنهم أبطال العالم.

خسر الماتادور الجولة الأولى بنتيجة ثقيلة أمام هولندا بخمسة أهداف مقابل هدف، وفي الجولة الثانية بهدفين دون رد، وفي الثالثة أمام استراليا بثلاثية نظيفة، ليودع الإسبان البطولة بلا رصيد من النقاط، من خلال ثلاث هزائم متتالية ولم يسجل سوى هدف واحد في مرمى هولندا من ركلة جزاء.

ألمانيا والنحس والمؤكد في «2018»

اعترف الجميع بلعنة حامل اللقب في مسخة 2018، بعدما ودع منتخب ألمانيا حامل اللقب البطولة من الدور الأول بهزيمتين وانتصار وحيد، لقد كان وداعا دراماتيكيا لأبطال العالم على الأراضي الروسية.

بدأت ألمانيا البطولة بمواجهة المكسيك وخسرت بهدف لوزانو، وفي الجولة الثانية حققت فوزا صعبا في الوقت بدل الضائع أمام السويد، فلقد تأخر الألمان بهدف تويفونين، وتعادل عن طريق ماركز رويس، قبل أن يسجل هدف الفوز في الدقيقة الخامسة والتسعين عن طريق توني كروس، وفي اللقاء الثالث خسر في الوقت القاتل من كوريا الجنوبية بهدفي كيم يونج سون وسون هيونج مين.

الدنمارك وفرنسا «حل» العقدة في قطر

من الفوارق العجيبة في تلك العقدة أنها بدأت بمباراة بين فرنسا والدنمارك وانتهت أيضا بمباراة بينهما في قطر بالجولة الثانية، انتصر فيها الديوك بهدفين مقابل هدف، لينتهي النحس الذي بدأ بسبب الديوك والدنماركيين.

copy short url   نسخ
28/11/2022
65