+ A
A -

في العام 1954 أُقيم كأس العالم في سويسرا، وقد رفضَ ستةٌ من اللاعبين الأيرلنديين البارزين المشاركة في تلك البطولة، بسبب إقامة مباراتين للمنتخب أيام الآحاد، وهو اليوم المخصص للصلاة، فقد رأى السُّداسيُّ أن بقاءهم في أيرلندا، وحضور الصلاة في كنيسة «بلفاست الكُبرى» هو الحلُّ الأنسب!

وجاء قرار اللاعبين بعد أن رفضَ الاتحادُ الدوليّ لكرة القدم تقديم أو تأخير موعد المباراتين إلى يومٍ غير الأحد!

الجدير بالذكر أن المنتخب الأيرلندي لم يخسر في أي من المباراتين، فقد انتهتا بالتعادل، ولم يُفوّت اللاعبون الصلاة!

لم يصِفْ أحدٌ يومها هؤلاء اللاعبين بالمتشددين، على العكس تماماً لقد أشاد بهم الجميع، فقد كان ما زال شيء من رمق الفطرة في أوروبا!

ومشكلة هذا الكوكب مع أوروبا أنها تريدُ أن تحمل الناس على ما تراه، وكل من خالفه فهو متخلف ورجعي وغير متحضر!

فمنذ أربعين سنة فقط كان الشذوذ في أوروبا جريمة يعاقبُ عليها القانون، وكان على جميع العالم أن يرى هذا الرأي، واليوم صار العكس هو الجريمة هناك، وبناءً عليه على الجميع أن يُغيّروا آراءهم لأنّ أوروبا غيّرتْ رأيها!

كلنا شاهدنا صورة المنتخب الألمانيُّ في مباراته الافتتاحية ضد اليابان، حيث وضع اللاعبون أياديهم على أفواههم كاحتجاج على منعهم من دعم الشذوذ الذي كانوا يسجنون من يدعمه في الماضي القريب!

والمشكلة أنهم يُحاضرون في حرية التعبير عن الرأي، ولكن جرّب عندهم أن تُشكك بأرقام ضحايا المحرقة حتى يتم سجنك! ليس الإنكار هو الجريمة، ولكن مناقشة الأعداد فقط!

وعندما عبّر «مسعود أوزيل» عن رأيه في قضية «الروهينغا»، شنوا عليه حرباً إعلامية شعواء، انتهت باعتزاله اللعب دولياً، وقال قولته المشهورة: عندما نفوز فأنا ألماني، وعندما نخسر فأنا مهاجر تركي!

من الأشياء التي لا أفهمها؛ محاولتهم إيجاد علاقة بين الشذوذ وكرة القدم! ولا أفهم كذلك لماذا على الإنسان أن يُدافع عن ألوان متعددة في حين أن كأس العالم تم تنظيمه للدفاع عن ألوان الوطن، الوطن فقط!

copy short url   نسخ
27/11/2022
265