+ A
A -
حوار- سارة مهنى
استنكر عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف الوطني السوري بالقاهرة، عدم جدية النظام السوري في حل الأزمة السورية سياسياً وكذلك المجتمع الدولي، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة السورية بكل جدية لحل الأزمة سياسياً.. مشيراً إلى أن قطر دعمت الحل السلمي في سوريا وهي من الدول التي قدمت لبشار النصيحة وكانت صادقة لكن بشار لم يستمع.
طالب «الحلواني»، في حواره مع الوطن، بتسليح المعارضة ومدها بالسلاح النوعي لمواجهة النظام السوري بعد فشل كل المحاولات السياسية.
.. وإلى نص الحوار:
ما آخر تطورات الوضع السوري الآن؟
- بالنسبة للوضع السياسي، في الآونة الأخيرة استقال كبير المفوضين السوريين محمد علوش ورئيس الوفد التفاوضي العميد أسعد الزعبي، وبالطبع أعلنوا تلك الاستقالة بسبب عدم جدية الدول الراعية للمفاوضات، سواء الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية؛ في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة السورية بكل جدية لحل الأزمة السورية سياسياً، لكن للأسف عدم جدية الأمم المتحدة وعدم التزامها بالقوانين التي تصدرها هي والولايات المتحدة الأميركية تجعل القضية السورية في مكانها وتقدم النظام السوري.
نحن نعلم أن أصدقاء الشعب السوري 116 دولة، بينما أصدقاء النظام ثلاث دول فقط، لكن النظام السوري يحقق بمساعدة الدول الثلاث تلك فقط ما لا تحققه المائة وست عشرة دولة، وهذا يتلخص في عدم مصداقية المجتمع الدولي في حل القضية السورية حلاً سياسياً على الرغم من تمسك المعارضة به منذ زمن طويل، لذلك العملية لم تراوح مكانها.
تداولت أخبار بأن الائتلاف السوري طالب بتسليح المعارضة السورية.. هل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحاً ما رأيك؟
- نعم هذا صحيح، وذلك نتيجة أن النظام يقتل المعارضة السورية بحجة أنها مسلحة وأنه يحارب الإرهاب، لذلك ائتلاف قوى المعارضة السورية طرح نفسه كبديل، فالنظام يستدعي قوى أجنبية على الأرض كما تم تسليح وحدة حماية الشعب الكردي بـ5000 مقاتل دربته الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة داعش، نحن أيضاً نستطيع إخراج داعش إذا كنا نمتلك سلاحا.
هل روسيا انسحبت بالفعل من سوريا؟
- لو انسحبت بالفعل لكانت إيران والنظام السوري في خبر كان، الروس لم ينسحبوا لكنه كان انسحابا تكتيكيا فقط العودة للخلف وتنظيم الصفوف وإخراج خطة بديلة عن الخطة السابقة بعد ما حظيت بهزيمة في ريف حلب الشمالي.
الروس قاموا بضرب 111 هدفا ولم يضربوا داعش إلا بـ10 أهداف فقط، وبقية الأهداف كانت مساجد ومشافي ومدارس وأسواقا شعبية.. فكيف لهم أن ينسحبوا وهم من يفاوضون ومن يقاتلون بجانب المرتزقة والإيرانيين، فإيران لها معسكراتها التي تدرب بها مرتزقتها وتعطيهم 400 دولار لكل شخص لكي يقاتلوا بسوريا.
هناك نفاق دولي واضح في التعامل مع الأزمة السورية، ففي أحداث 11 سبتمبر ثبت تورط الإيرانيين في تلك الأحداث، كما أن القاعدة تم اختراقها من قبل إيران مثل اختراقها لداعش مع النظام السوري والمخابرات الأميركية لكن لم نسمع صوتاً واحداً يدين إيران ويتوعدها بالحساب عما فعلته في تلك الأحداث، لكن العرب فقط من حُسبوا ومازالوا يحاسبون على تلك الأحداث.
هناك تصريح لرئيس الائتلاف السابق خالد خوخة يقول فيه إن الحل السياسي مرهون بموافقة النظام على القرار الأممي «2018» ما رأيك في ذلك؟
-هذا القرار هو قانون تسليم صلاحيات سلطة النظام السوري لحكومة انتقالية، وبالتأكيد فإن الحل السياسي جيد لكنه يراوح مكانه بسبب تعنت النظام وعدم جدية الدول بالضغط على بشار لتسليم اختصاصه لحكومة شراكه توافقية.
مع مضي 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو.. هل ترى أن المنطقة العربية مقبلة على سايكس بيكو جديد؟
- نحن تربينا على اتفاقية سايكس بيكو القديمة والتي تضرر آباؤنا منها كثيرا، وللأسف نحن مقبلون على سايكس بيكو جديدة أكثر بكثير من القديمة، وكل الدول العربية معرضة لذلك وكلنا مستهدفون، فإذا لم نتوحد ونجتمع كدول عربية وإسلامية موحدة سوف نؤكل جميعا.
هل من الممكن انعقاد جنيف 4 بعد فشل 1و2و3؟
- بالطبع جائز، المفاوضات ليس معناها الربح لكن هي عبارة عن تبادل أحاديث وليس الغاية منها أن أكسب المفاوضات لكن الغاية منها أن نصل لحل يرضي الطرفين أو يحقق العدالة الدولية حسب القرارات الموضوعة من الأمم المتحدة.
ونحن نعيش أجواء الانتخابات الأميركية الآن باعتقادك هل سيتغير موقف الإدارة الأميركية من القضية السورية بتغير الرئيس؟
لست واثقاً من أن موقف الإدارة الأميركية سيتغير من الأسوأ إلى الأحسن فموقفها الآن سيئ.
ما المخاطر التي تهدد المدنيين والنازحين في الساحل السوري؟
-النظام السوري وإيران يريدان أن يغيرا الديموغرافيا لدى الشعب السوري لذلك يعملان دائماً على تهجير السنة من تلك المناطق حتى تتغير ديموغرافياً من جنوب دمشق إلى حمص وشريط حماة ثم المنطقة الساحلية.
ما الذي خلفه التدخل الروسي في سوريا إلى الآن؟
- التدخل الروسي خلف الحفاظ على النظام السوري وإمداده بالسلاح والعتاد والمال وتسويقه على أنه نظام شرعي على الرغم أنه سقط شرعياً بقرار من جامعة الدول العربية والعالم يتعامل مع هذا النظام من بوابة الروس والإيرانيين والصينيين.
بالنسبة للأراضي السورية قبل التدخل الروسي كان بشار يسيطر على 17 % فقط من مساحة سوريا لكن بعد التدخل حاز بشار على 33 % من المساحة قابلة للازدياد وذلك حتى يحقق أكبر قدر من التفوق السياسي على المعارضة في المفاوضات.
كم عدد الحركات المسلحة التي تساند بشار الأسد؟
-آخر إحصاء يقول إن هناك 60 حركة مسلحة تساند بشار، بخلاف الميليشيات والدول الثلاث «روسيا وإيران والصين».
لماذا استهدف بشار الأسد حلب في الآونة الأخيرة وألحق بها الدمار دون غيرها من محافظات سوريا؟
- حلب هي العاصمة الصناعية لسوريا واستهداف حلب هو استهداف للمعارضة المعتدلة لذلك هو يريد من استهدافها أن يقول إن تلك المعارضة مسلحة وإرهابية، وليس الجيش الحر هو من يقاتل بها لكن فشل بشار فشلاً ذريعاً هو والإيرانيون والروس لأن حلب لا يوجد بها إرهابيون لكن يوجد مقاتلون أحرار والمناطق التي استهدفها بشار في حلب لا يوجد بها جيش حر لكن بها مستشفيات وأحياء سكنية.
ما دور الائتلاف السوري من الأحداث الجارية؟
- الائتلاف السوري ممثل لهيئة التفاوض السياسي وكذلك هو حليف للفصائل المقاتلة على الأرض مثل الجيش الحر والفصائل المعتدلة، والائتلاف بعيداً عن دوره السياسي له خدمات إغاثية في بلدان عدة من خلال وحدة تنسيق الدعم.
ما المساعدات الاقتصادية التي يمد بها الائتلاف السوريين في شتى البلدان المتواجدين بها؟
-المساعدات الإغاثية كثيرة ومتنوعة وهي محصورة في المواد الغذائية والدوائية، كما أن للائتلاف عدة مؤسسات منها «مؤسسة الحج» وغيرها ووحدة تنسيق الدعم في الائتلاف هي من تتولى ذلك.
هل جامعة الدول العربية على مستوى الحدث السوري؟
- للأسف لا، لو كانت على مستوى الحدث لانتهت الأزمة السورية منذ أن بدأت.
كانت هناك أنباء عن تدخل عربي بسوريا.. ماذا تقول بشأن ذلك؟
- سمعنا أن هناك قوة ردع عربية سوف تدخل سوريا وأن الجامعة العربية تعد جيشا عربيا موحدا سيتدخل لحل الأزمات، لكن لم يتحقق شيء على الأرض إلى الآن، نحن وُعدنا من أشقائنا بدول الخليج بأنه سيكون هناك سلاح غير نوعي وهم صادقون، لكن الأميركان يقفون حجر عثرة في تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية وهم من يمنعون وصولها.
هل هنك علاقة بين إسرائيل والمجتمع الدولي بشأن جدية حل الأزمة السورية؟
- إسرائيل هي البوصلة في ذلك فهي عدونا الأول والأخير وسوف تكون إلى الأبد، فالمصالح الأوروبية تدور في فلك إسرائيل.. لذلك تحطيم الجيوش والبلدان هي من مصلحتها.
هل التفاوض هو الحل أم الاستمرار في الحرب؟
- نحن نتمنى أن يكون التفاوض هو الحل لكن بشار عاهدناه على غير ذلك فنحن قمنا بمبادرات كثيرة معه قبل أن نخرج من سوريا لكن كان يرفض كل الحلول، وكانت هناك محاولة أيضاً للرئيس السوداني عمر البشير فهو كان صديقاً لبشار ونصحه، وقال البشير أمسكت يوماً بدستور سوريا وقلت إن هناك خمس مواد إذا تغيرت سيلمس الشعب السوري هذا التغير وقمنا بزيارة سرية لسوريا وشرحنا لبشار أنه إذا قام بذلك سينتهي الخلاف لكن بشار أطرق رأسه في الأرض وقال لا أستطيع.
في كل تفاوض كنا نخاف من ردة فعل الشارع، ونقول كيف نخرج له فارغي اليدين، وكنا نريد من بشار أن يعطينا أي شيء ليهدأ الشارع لكن بشار كان دائماً ما يرفض ذلك.
هل لمجلس التعاون الخليجي دور في محاولة حل القضية السورية؟
- نعم وأكثر الدول التي حاولت بكل جهد في ذلك هما قطر والمملكة العربية السعودية.
كيف كان لقطر دور في ذلك؟
- قطر دعمت الحل السلمي في سوريا، وهي من الدول التي قدمت لبشار النصيحة وكانت صادقة لكن بشار لم يستمع وكذلك تركيا فعلت.
ما الاستعدادات التي قامت بها المعارضة للمرحلة المقبلة على الصعيد السياسي والعسكري؟
- على الصعيد السياسي تحاول المعارضة رص الصفوف والانفتاح على جميع الدول العربية والإسلامية وهناك نشاط ملحوظ فإذا تابعتم مذكرات هيثم المالح القانونية ستجدون نشاطا ملحوظا للائتلاف بالسفارات الدولية وأيضاً منظمات المجتمع المدني والهيئة الرئاسية الجديدة قامت بها.
أما عسكرياً فإن الائتلاف الوطني يطالب بتسليح الجيش الحر والفصائل المعتدلة بسلاح نوعي وهناك أكثر من أربعين فصيلا مقاتلا متحالفا مع الجيش الحر لكن نسعى أن يكون الإجماع لذلك.
برأيك من صنع داعش؟ ولماذا؟
- داعش عبارة عن ثلاثة أقسام، قسم القاعدة التابع لأسامة بن لادن والذي اُخترق من قبل المخابرات الأميركية والإيرانية، داعش من فترة ليست ببعيدة خرجت من جنوب سوريا من الرقة تحديداً بـ80 سيارة وسارت لمسافة 800 كيلومتر من مخيم اليرموك للرقة.. كيف لداعش أن تسير بهذا الرتل تلك المسافة وتصل للرقة ولم يلاحظ الأميركان والروس والنظام السوري فهناك تورط منهم جميعاً في صناعة داعش.
كم عدد المعتقلين في سجون بشار وعدد الشهداء منذ أن بدأت الحرب في سوريا؟
-أكثر من 600 ألف مفقود منذ بدأت الحرب.. وأتوقع أن عدد المعتقلين يبلغ 500 ألف أو يزيد.
وعن عدد الشهداء هناك عدة إحصائيات منها من يقول 200 ألف وأخرى تقول نصف مليون والعدد غير معروف بالضبط إلى الآن لكن أتوقع أن يكون أكثر بكثير من كل تلك الإحصائيات.
كم فصيلا يحارب في جبهة المعارضة؟
- تقريباً 55 فصيلا وبانتماءات مختلفة وموحدين برؤية واحدة باستثناء جبهة النصرة.
حدثنا عن معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات والبلدان المختلفة؟
-المعاناة الأولى للسوريين هي الغربة فأكثر ما يزعج السوري هو أن يعيش مغتربا عن سوريا فنحن لا نستطع أن العيش بدونها، والمعاناة الثانية الإحباط من المعاملة السيئة التي يتلقاها السوري من بلد عربي شقيق وخاصة نحن سبّاقون لاحتضانها مثل لبنان لم نكن نتوقع منهم تلك المعاملة هذا بعيدا عن الشعب اللبناني فهو شعب عظيم.
سوريا فتحت أبوابها للعراقيين واللبانيين في كل الحروب فأتذكر أنه في وقت الحرب الدائرة في لبنان والعراق كنا نذهب على الحدود ونجلس في العراء لنستقبل أي عائلة لبنانية أو عراقية نازحة لكي نأويها وكنا نتبنى طعامهم ومسكنهم لكن لم نعامل تلك المعاملة منهم.
وتكمن أيضاً المعاناة في الإقامات وتجديدها، أما معاناة اللاجئين في المخيمات كانت شديدة في البداية، لكن بدأت تهدأ كثيراً فكانوا يعانون من ارتفاع درجة الحرارة والبرد الشديد بها، إلا أن الوضع الآن يزداد تحسنا، لكن أيضاً هناك تقييد في حرية التنقل والخروج والدخول من المخيمات.
استنكر عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف الوطني السوري بالقاهرة، عدم جدية النظام السوري في حل الأزمة السورية سياسياً وكذلك المجتمع الدولي، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة السورية بكل جدية لحل الأزمة سياسياً.. مشيراً إلى أن قطر دعمت الحل السلمي في سوريا وهي من الدول التي قدمت لبشار النصيحة وكانت صادقة لكن بشار لم يستمع.
طالب «الحلواني»، في حواره مع الوطن، بتسليح المعارضة ومدها بالسلاح النوعي لمواجهة النظام السوري بعد فشل كل المحاولات السياسية.
.. وإلى نص الحوار:
ما آخر تطورات الوضع السوري الآن؟
- بالنسبة للوضع السياسي، في الآونة الأخيرة استقال كبير المفوضين السوريين محمد علوش ورئيس الوفد التفاوضي العميد أسعد الزعبي، وبالطبع أعلنوا تلك الاستقالة بسبب عدم جدية الدول الراعية للمفاوضات، سواء الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية؛ في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة السورية بكل جدية لحل الأزمة السورية سياسياً، لكن للأسف عدم جدية الأمم المتحدة وعدم التزامها بالقوانين التي تصدرها هي والولايات المتحدة الأميركية تجعل القضية السورية في مكانها وتقدم النظام السوري.
نحن نعلم أن أصدقاء الشعب السوري 116 دولة، بينما أصدقاء النظام ثلاث دول فقط، لكن النظام السوري يحقق بمساعدة الدول الثلاث تلك فقط ما لا تحققه المائة وست عشرة دولة، وهذا يتلخص في عدم مصداقية المجتمع الدولي في حل القضية السورية حلاً سياسياً على الرغم من تمسك المعارضة به منذ زمن طويل، لذلك العملية لم تراوح مكانها.
تداولت أخبار بأن الائتلاف السوري طالب بتسليح المعارضة السورية.. هل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحاً ما رأيك؟
- نعم هذا صحيح، وذلك نتيجة أن النظام يقتل المعارضة السورية بحجة أنها مسلحة وأنه يحارب الإرهاب، لذلك ائتلاف قوى المعارضة السورية طرح نفسه كبديل، فالنظام يستدعي قوى أجنبية على الأرض كما تم تسليح وحدة حماية الشعب الكردي بـ5000 مقاتل دربته الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة داعش، نحن أيضاً نستطيع إخراج داعش إذا كنا نمتلك سلاحا.
هل روسيا انسحبت بالفعل من سوريا؟
- لو انسحبت بالفعل لكانت إيران والنظام السوري في خبر كان، الروس لم ينسحبوا لكنه كان انسحابا تكتيكيا فقط العودة للخلف وتنظيم الصفوف وإخراج خطة بديلة عن الخطة السابقة بعد ما حظيت بهزيمة في ريف حلب الشمالي.
الروس قاموا بضرب 111 هدفا ولم يضربوا داعش إلا بـ10 أهداف فقط، وبقية الأهداف كانت مساجد ومشافي ومدارس وأسواقا شعبية.. فكيف لهم أن ينسحبوا وهم من يفاوضون ومن يقاتلون بجانب المرتزقة والإيرانيين، فإيران لها معسكراتها التي تدرب بها مرتزقتها وتعطيهم 400 دولار لكل شخص لكي يقاتلوا بسوريا.
هناك نفاق دولي واضح في التعامل مع الأزمة السورية، ففي أحداث 11 سبتمبر ثبت تورط الإيرانيين في تلك الأحداث، كما أن القاعدة تم اختراقها من قبل إيران مثل اختراقها لداعش مع النظام السوري والمخابرات الأميركية لكن لم نسمع صوتاً واحداً يدين إيران ويتوعدها بالحساب عما فعلته في تلك الأحداث، لكن العرب فقط من حُسبوا ومازالوا يحاسبون على تلك الأحداث.
هناك تصريح لرئيس الائتلاف السابق خالد خوخة يقول فيه إن الحل السياسي مرهون بموافقة النظام على القرار الأممي «2018» ما رأيك في ذلك؟
-هذا القرار هو قانون تسليم صلاحيات سلطة النظام السوري لحكومة انتقالية، وبالتأكيد فإن الحل السياسي جيد لكنه يراوح مكانه بسبب تعنت النظام وعدم جدية الدول بالضغط على بشار لتسليم اختصاصه لحكومة شراكه توافقية.
مع مضي 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو.. هل ترى أن المنطقة العربية مقبلة على سايكس بيكو جديد؟
- نحن تربينا على اتفاقية سايكس بيكو القديمة والتي تضرر آباؤنا منها كثيرا، وللأسف نحن مقبلون على سايكس بيكو جديدة أكثر بكثير من القديمة، وكل الدول العربية معرضة لذلك وكلنا مستهدفون، فإذا لم نتوحد ونجتمع كدول عربية وإسلامية موحدة سوف نؤكل جميعا.
هل من الممكن انعقاد جنيف 4 بعد فشل 1و2و3؟
- بالطبع جائز، المفاوضات ليس معناها الربح لكن هي عبارة عن تبادل أحاديث وليس الغاية منها أن أكسب المفاوضات لكن الغاية منها أن نصل لحل يرضي الطرفين أو يحقق العدالة الدولية حسب القرارات الموضوعة من الأمم المتحدة.
ونحن نعيش أجواء الانتخابات الأميركية الآن باعتقادك هل سيتغير موقف الإدارة الأميركية من القضية السورية بتغير الرئيس؟
لست واثقاً من أن موقف الإدارة الأميركية سيتغير من الأسوأ إلى الأحسن فموقفها الآن سيئ.
ما المخاطر التي تهدد المدنيين والنازحين في الساحل السوري؟
-النظام السوري وإيران يريدان أن يغيرا الديموغرافيا لدى الشعب السوري لذلك يعملان دائماً على تهجير السنة من تلك المناطق حتى تتغير ديموغرافياً من جنوب دمشق إلى حمص وشريط حماة ثم المنطقة الساحلية.
ما الذي خلفه التدخل الروسي في سوريا إلى الآن؟
- التدخل الروسي خلف الحفاظ على النظام السوري وإمداده بالسلاح والعتاد والمال وتسويقه على أنه نظام شرعي على الرغم أنه سقط شرعياً بقرار من جامعة الدول العربية والعالم يتعامل مع هذا النظام من بوابة الروس والإيرانيين والصينيين.
بالنسبة للأراضي السورية قبل التدخل الروسي كان بشار يسيطر على 17 % فقط من مساحة سوريا لكن بعد التدخل حاز بشار على 33 % من المساحة قابلة للازدياد وذلك حتى يحقق أكبر قدر من التفوق السياسي على المعارضة في المفاوضات.
كم عدد الحركات المسلحة التي تساند بشار الأسد؟
-آخر إحصاء يقول إن هناك 60 حركة مسلحة تساند بشار، بخلاف الميليشيات والدول الثلاث «روسيا وإيران والصين».
لماذا استهدف بشار الأسد حلب في الآونة الأخيرة وألحق بها الدمار دون غيرها من محافظات سوريا؟
- حلب هي العاصمة الصناعية لسوريا واستهداف حلب هو استهداف للمعارضة المعتدلة لذلك هو يريد من استهدافها أن يقول إن تلك المعارضة مسلحة وإرهابية، وليس الجيش الحر هو من يقاتل بها لكن فشل بشار فشلاً ذريعاً هو والإيرانيون والروس لأن حلب لا يوجد بها إرهابيون لكن يوجد مقاتلون أحرار والمناطق التي استهدفها بشار في حلب لا يوجد بها جيش حر لكن بها مستشفيات وأحياء سكنية.
ما دور الائتلاف السوري من الأحداث الجارية؟
- الائتلاف السوري ممثل لهيئة التفاوض السياسي وكذلك هو حليف للفصائل المقاتلة على الأرض مثل الجيش الحر والفصائل المعتدلة، والائتلاف بعيداً عن دوره السياسي له خدمات إغاثية في بلدان عدة من خلال وحدة تنسيق الدعم.
ما المساعدات الاقتصادية التي يمد بها الائتلاف السوريين في شتى البلدان المتواجدين بها؟
-المساعدات الإغاثية كثيرة ومتنوعة وهي محصورة في المواد الغذائية والدوائية، كما أن للائتلاف عدة مؤسسات منها «مؤسسة الحج» وغيرها ووحدة تنسيق الدعم في الائتلاف هي من تتولى ذلك.
هل جامعة الدول العربية على مستوى الحدث السوري؟
- للأسف لا، لو كانت على مستوى الحدث لانتهت الأزمة السورية منذ أن بدأت.
كانت هناك أنباء عن تدخل عربي بسوريا.. ماذا تقول بشأن ذلك؟
- سمعنا أن هناك قوة ردع عربية سوف تدخل سوريا وأن الجامعة العربية تعد جيشا عربيا موحدا سيتدخل لحل الأزمات، لكن لم يتحقق شيء على الأرض إلى الآن، نحن وُعدنا من أشقائنا بدول الخليج بأنه سيكون هناك سلاح غير نوعي وهم صادقون، لكن الأميركان يقفون حجر عثرة في تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية وهم من يمنعون وصولها.
هل هنك علاقة بين إسرائيل والمجتمع الدولي بشأن جدية حل الأزمة السورية؟
- إسرائيل هي البوصلة في ذلك فهي عدونا الأول والأخير وسوف تكون إلى الأبد، فالمصالح الأوروبية تدور في فلك إسرائيل.. لذلك تحطيم الجيوش والبلدان هي من مصلحتها.
هل التفاوض هو الحل أم الاستمرار في الحرب؟
- نحن نتمنى أن يكون التفاوض هو الحل لكن بشار عاهدناه على غير ذلك فنحن قمنا بمبادرات كثيرة معه قبل أن نخرج من سوريا لكن كان يرفض كل الحلول، وكانت هناك محاولة أيضاً للرئيس السوداني عمر البشير فهو كان صديقاً لبشار ونصحه، وقال البشير أمسكت يوماً بدستور سوريا وقلت إن هناك خمس مواد إذا تغيرت سيلمس الشعب السوري هذا التغير وقمنا بزيارة سرية لسوريا وشرحنا لبشار أنه إذا قام بذلك سينتهي الخلاف لكن بشار أطرق رأسه في الأرض وقال لا أستطيع.
في كل تفاوض كنا نخاف من ردة فعل الشارع، ونقول كيف نخرج له فارغي اليدين، وكنا نريد من بشار أن يعطينا أي شيء ليهدأ الشارع لكن بشار كان دائماً ما يرفض ذلك.
هل لمجلس التعاون الخليجي دور في محاولة حل القضية السورية؟
- نعم وأكثر الدول التي حاولت بكل جهد في ذلك هما قطر والمملكة العربية السعودية.
كيف كان لقطر دور في ذلك؟
- قطر دعمت الحل السلمي في سوريا، وهي من الدول التي قدمت لبشار النصيحة وكانت صادقة لكن بشار لم يستمع وكذلك تركيا فعلت.
ما الاستعدادات التي قامت بها المعارضة للمرحلة المقبلة على الصعيد السياسي والعسكري؟
- على الصعيد السياسي تحاول المعارضة رص الصفوف والانفتاح على جميع الدول العربية والإسلامية وهناك نشاط ملحوظ فإذا تابعتم مذكرات هيثم المالح القانونية ستجدون نشاطا ملحوظا للائتلاف بالسفارات الدولية وأيضاً منظمات المجتمع المدني والهيئة الرئاسية الجديدة قامت بها.
أما عسكرياً فإن الائتلاف الوطني يطالب بتسليح الجيش الحر والفصائل المعتدلة بسلاح نوعي وهناك أكثر من أربعين فصيلا مقاتلا متحالفا مع الجيش الحر لكن نسعى أن يكون الإجماع لذلك.
برأيك من صنع داعش؟ ولماذا؟
- داعش عبارة عن ثلاثة أقسام، قسم القاعدة التابع لأسامة بن لادن والذي اُخترق من قبل المخابرات الأميركية والإيرانية، داعش من فترة ليست ببعيدة خرجت من جنوب سوريا من الرقة تحديداً بـ80 سيارة وسارت لمسافة 800 كيلومتر من مخيم اليرموك للرقة.. كيف لداعش أن تسير بهذا الرتل تلك المسافة وتصل للرقة ولم يلاحظ الأميركان والروس والنظام السوري فهناك تورط منهم جميعاً في صناعة داعش.
كم عدد المعتقلين في سجون بشار وعدد الشهداء منذ أن بدأت الحرب في سوريا؟
-أكثر من 600 ألف مفقود منذ بدأت الحرب.. وأتوقع أن عدد المعتقلين يبلغ 500 ألف أو يزيد.
وعن عدد الشهداء هناك عدة إحصائيات منها من يقول 200 ألف وأخرى تقول نصف مليون والعدد غير معروف بالضبط إلى الآن لكن أتوقع أن يكون أكثر بكثير من كل تلك الإحصائيات.
كم فصيلا يحارب في جبهة المعارضة؟
- تقريباً 55 فصيلا وبانتماءات مختلفة وموحدين برؤية واحدة باستثناء جبهة النصرة.
حدثنا عن معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات والبلدان المختلفة؟
-المعاناة الأولى للسوريين هي الغربة فأكثر ما يزعج السوري هو أن يعيش مغتربا عن سوريا فنحن لا نستطع أن العيش بدونها، والمعاناة الثانية الإحباط من المعاملة السيئة التي يتلقاها السوري من بلد عربي شقيق وخاصة نحن سبّاقون لاحتضانها مثل لبنان لم نكن نتوقع منهم تلك المعاملة هذا بعيدا عن الشعب اللبناني فهو شعب عظيم.
سوريا فتحت أبوابها للعراقيين واللبانيين في كل الحروب فأتذكر أنه في وقت الحرب الدائرة في لبنان والعراق كنا نذهب على الحدود ونجلس في العراء لنستقبل أي عائلة لبنانية أو عراقية نازحة لكي نأويها وكنا نتبنى طعامهم ومسكنهم لكن لم نعامل تلك المعاملة منهم.
وتكمن أيضاً المعاناة في الإقامات وتجديدها، أما معاناة اللاجئين في المخيمات كانت شديدة في البداية، لكن بدأت تهدأ كثيراً فكانوا يعانون من ارتفاع درجة الحرارة والبرد الشديد بها، إلا أن الوضع الآن يزداد تحسنا، لكن أيضاً هناك تقييد في حرية التنقل والخروج والدخول من المخيمات.
