+ A
A -
حسين لقرع كاتب جزائري

كان رئيسُ الاتحاد الدولي لكرة القدم إيفانتينو منصفا عادلا حينما كشف نفاق الغرب وازدواجية معاييره وذكّر بأنّ هناك دولا أوربية عديدة ومنها فرنسا والبرتغال تمنع الخمر داخل ملاعبها، لكنّها تستنكر ذلك على قطر لأنها فقط دولة مسلمة، ودعاها إلى الخجل من تاريخها والكفّ عن توجيه المواعظ الأخلاقية للآخرين.

الغريب أنّ بعض الحاقدين على قطر لم يجدوا ما يعيّرونها به سوى أنها أنفقت أزيد من 220 مليار دولار خلال التحضيرات لكأس العالم، ما يمثّل عشرة أضعاف ما أنفقته روسيا خلال كأس العالم 2018، أما الحقيقة، فهي أنّ هذه المبالغ الضخمة لم تُنفَق على تشييد 8 ملاعب عالمية فقط، فذلك أمرٌ مبالغ فيه، بل أنفِقت على البنية التحتية، وفي مقدِّمتها الفنادق وشبكة الطرق الحديثة والميترو والمطارات والموانئ ومنشآت أخرى، وكل هذه المنشآت العصرية لن تُفكّك كبعض مدرّجات الملاعب، بل تبقى ليستفيد منها القطريون والوافدون العرب الأجانب وحتى السياح عقودا طويلة.

إنها صورة للتضليل السافر الذي يكشف الكثيرَ من عُقد الاستعلاء والعجرفة والعنصرية واحتقار كل ما لا يمتُّ إلى الغرب بِصلة، وكأنّه هو الذي ينبغي أن يحتكر وحده التفوّق في مجالات الحياة جميعا، حتى تنظيم منافسة رياضية ناجحة!الشروق الجزائرية

copy short url   نسخ
25/11/2022
0