+ A
A -

يوم من أيام العرب...

بحضور تميم المجد

عانقوا هام السحب

سارعوا للعلياء.. وحققوا المجد

ارتفع البيرق أخضر

يحمل النور المسطر

فأل خير يا قطر..

رددوا: الله أكبر

انتصار تاريخي حبس الأنفاس، وأشعل الحماس، و«الأخضر» السعودي الشقيق، يعيد صياغة التاريخ بفوز غير مسبوق على رمز من رموز اللعبة في العالم، ومن ساداتها منتخب الأرجنتين، بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي، أفضل لاعب في الكوكب، لينثر الفرح في كل بيت عربي، وينشر السعادة في الأرجاء، وتحتفل البلاد بفوز الأشقاء.

الفرحة القطرية بهذه النتيجة التاريخية كانت كبيرة، وعندما توشح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بعلم المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو يتابع المباراة، فقد عبر عن مشاعرنا ونحن نترقب فوزا خليجيا وعربيا وآسيويا، يعزز من رصيدنا ومكانتنا في تصنيف اللعبة، ويزيد من حظوظنا للوصول إلى مكاسب أفضل، ومقاعد أكثر في الأدوار القادمة والبطولات المقبلة.

كانت لفتة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لها مغزاها ودلالاتها، فسموه حاضر بمواقفه ووجدانه مع كل ما هو عربي، ومناصر له في جميع المحافل، وداعم لكل قضاياه ومشاركاته، كما سبق وأعلن أن هذا مونديال العرب، كما جاء حفل الافتتاح ليؤكد على هذه المعاني عبر المزج الفريد بين التقاليد القطرية والعربية والثقافة العالمية، وجاء الانتصار الكبير لـ«الأخضر» بالأمس، ليصب في ذات الاتجاه، وليؤكد أن الطاقات العربية كبيرة وغنية وزاخرة وقادرة على تحقيق الكثير، متى ما أتيحت لها الفرصة.

لا أدري من أين أبدأ، من الروح القتالية أم الأداء الرجولي، أم المستوى البطولي أم من المهارات والفنيات والمعنويات، باختصار، كل شيء كان رائعا في استاد لوسيل، من حامي العرين العويس مرورا بخط الدفاع وصمام الأمان الذي أبدع في نشر شباك التسلل، لتصطاد راقصي التانجو واحداً تلو الآخر، مرورا بالوسط المتماسك وصولاً للأيقونة و«خالط الأوراق» سالم الدوسري، صاحب القنبلة الموقوتة التي انفجرت في شباك الحارس الأرجنتيني ورقصت على دويها الجماهير من الدوحة إلى الرياض إلى كل أصقاع الأرض، وصولاً لساو باولو وريو دي جانيرو الغرماء التقليديين للأرجنتين!

كانت ملحمة سعودية، آسيوية، عربية كتبت بمداد من ذهب، حقق فيها الصقور الخضر الانتصار العربي الأول في التاريخ على «التانغو» الأرجنتيني، المرشح بقوة للفوز في هذه البطولة.

ورغم تقدم الأرجنتين في الشوط الأول بهدف ميسي والبداية الصاعقة، إلا أن المنتخب السعودي لم ييأس، وكلمة السر كانت بين الشوطين، إذ دخل الشوط الثاني مجموعة من المقاتلين بعزيمة لا تلين وحققوا المستحيل بأداء ونتيجة ليس لها مثيل.

«الأخضر» سجل حضوره بقوة ودخل المونديال من أوسع أبوابه وكان «عالوعد» وحقق «السعد» ونشر «السعادة» بفوز سعودي أمام 88 ألف متفرج، غصت بهم مدرجات استاد لوسيل في رقم قياسي غير مسبوق في قطر والمنطقة.

مع هذا الفوز التاريخي عادت بنا الذاكرة للوراء 40 عاما عندما حققت الكرة العربية انتصارا مشابها بنفس الحجم والحدث والنتيجة عندما نجح منتخب الجزائر بقيادة نجمه التاريخي رابح ماجر في الفوز على منتخب ألمانيا في مونديال أسبانيا 1982.. وفي استاد لوسيل أمس التاريخ يعيد نفسه.. وبات واضحاً أن هناك ثمة علاقة بين إنجازات الكرة السعودية والأرض القطرية، فأصبحت ملاعبنا فأل خير بدءا من كأس أمم آسيا 1988 التي فازت بها السعودية، مروراً بوصولها لكأس العالم 1994 من استاد خليفة وكأس العرب 1998 من ذات الملعب، ووصولاً لاستاد لوسيل المونديالي في ذلك المساء التاريخي والأداء الخيالي.

مع صافرة النهاية تذكرت لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في المملكة العربية السعودية مع المنتخب قبيل سفره إلى الدوحة، عندما طلب منهم اللعب والاستمتاع، دون ضغوط، فلعبوا واستمتعوا وأمتعوا، بل حولوا المباراة إلى «عرضة» نجدية ضاع فيها راقصو «التانغو»!

فوز أكبر من الكلمات، خلط الأوراق، وأعاد الحسابات، وكلنا أمل في تألق المنتخبات العربية، بحجم ما نعلقه عليها من طموحات.

وفي مباراة أخرى لم يخيب نسور قرطاج الظن فيهم ورفضوا الخسارة في أول ظهور بمونديال قطر، ونجحوا في انتزاع نقطة غالية بعد تعادلهم مع الدنمارك، وهو منتخب كبير آخر، تأهل لنهائيات كأس العالم خمس مرات، بعد مباراة ظهروا فيها بصورة جيدة وتحديداً في الشوط الأول الذي كانوا فيه الطرف الأفضل، حيث تمكن عصام الجبالي من هز الشباك الدنماركية بهدف ألغاه الحكم بداعي التسلل في الدقيقة «23».

المنتخبان الشقيقان أمتعانا وأكدا أن كرة القدم العربية مازالت بخير، آملين أن تأخذ مكانة لائقة في صراع اللعبة، متمنين أن تتواصل الإنجازات في مونديال قطر، مونديال كل العرب.

محمد حمد المري - رئيس التحرير المسؤول

copy short url   نسخ
23/11/2022
105