+ A
A -

في العام 1937، وفي مباراة بين تشارلتون وتشلسي على ملعب «ستانفورد بريدج» كان الضباب كثيفاً جداً، ومن العسير رؤية الكرة، فقرر الحكم إيقاف المباراة بعد ثلث ساعة على بدايتها، ولكن بسبب ضجة الجماهير لم يسمع حارس مرمى تشلسي «سام بارترام» الصافرة، وبقي واقفاً يحرسُ مرماه ويُحدق في الضباب منتظراً هجوم الخصم، وقف هكذا مسمراً مكانه مدة 15 دقيقة إلى أن أخبره أحدهم أن المباراة قد تم إيقافها!

لاحقاً علّق الحارس على الأمر قائلاً: كنتُ أعتقدُ أننا نهاجم طيلة ذلك الوقت، وأنا حزين لأن زملائي لم يتذكروني!

وفي ليل 15 يوليو من العام 1950، والتي صادفت عشية المباراة النهائية لكأس العالم، نام «مواتشير باربوسا» وهو أكثر رجل شعبية في البرازيل!

الحارس العملاق الذي كان بطلاً، وصار خائناً في اليوم التالي بعدما فشل في صد هدف الأورغواي الذي انتزعت به كأس العالم من البرازيل!

بعد 13 سنة قاموا بتحسين الملعب الذي جرت فيه المباراة، وعندما غيروا قوائم وعارضات المرمى، جاء باربوسا، وأخذ تلك القوائم والعارضة وأحرقها! ولكنه لم يرجع بطلاً كما كان!

مساكين حُراس المرمى!

يتم صلبهم في كل مباراة تحت القوائم والعارضة، يُتركون عُزلاً إلا من قفازاتهم، ويتعرضون لنيران المهاجمين، وصد مائة هدف في المباراة، لن يشفع لأحدهم إن تسبب بهدف!

هذه هي العقلية التي نحكم بها جميعاً في هذه اللعبة المجنونة!

بصفتي أحد عشاق الملكي الأنيق ريال مدريد، كنتُ أصبُّ جامَ غضبي على «كريم بنزيما» وهو يهدر الفرص، وأصفقُ بحرارة «لتيبو كورتوا» وهو يذود ببسالة عن المرمى، ولكن في لحظة ما كان كورتوا يُخطئ، وبنزيما يسجل أخيراً، فكنتُ أرى كورتوا متخاذلاً، وبنزيما بطلاً!

لا فكاكَ من هذه العقلية أبداً، لدرجة أنه يمكنني أن أتخيل السيناريو في كأس العالم! وبصفتي أحد عشاق راقصي السامبا في الملاعب فقط! سأصبُّ جامَ غضبي على «نيمار» و«جيسوس» و«رافينيا» وهم يهدرون الفرص، وسأصفق لـ «أليسون» وهو يذود عن المرمى، ولكن في لحظة ما سيشفع هدف لهؤلاء المهاجمين، ولن يسامح أحد «أليسون» لخطأ يتيم.

copy short url   نسخ
20/11/2022
195