+ A
A -

مع اقتراب صافرة البداية لمونديال العرب من عاصمة الرياضة، تحول العالم بأسره للحديث عن هذه البطولة الاستثنائية واجتاحت أخباره وصوره وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، فلا صوت يعلو عليه، والكل ينتظر مبارياته ويترقب فعالياته ويتأهب لمتابعة فقراته. اليوم ينخفض صوت الساسة ويهدأ رجال الأعمال والاقتصاد، وتتوارى أعمال الفن والسينما عن المشهد، مع قدوم الضيف الكبير ملهم الجماهير.

وأصبح العالم اليوم بجميع أطيافه واهتماماته يتنفس كرة قدم، وتحولت كل قطاعاته لمتابعة أحداث المستديرة في كل صغيرة وكبيرة.

يستمر توافد بعثات المنتخبات المشاركة في بطولة «كأس العالم FIFA قطر 2022»، حيث انتظمت الفرق، التي وصلت حتى الآن، في تدريباتها، استعدادا للبطولة التي تنطلق بعد 48 ساعة في أيقونة الملاعب المونديالية.. من استاد البيت الشامخ، برمزيته العربية وهويته التراثية.. يعانق البحر من مدينة الخور.. في مشهد مهيب، يمزج بين الأصالة والحداثة، بتصميم فريد ليس له مثيل، كما أنه يجمع بين البر والبحر، ويعبّر عن عموم أهل قطر.

كذلك يستمر توافد الجماهير من مختلف أنحاء العالم، لمتابعة هذه البطولة الاستثنائية، بعد أن انتهت كافة التحضيرات، وباتت قطر في أتم جاهزية لاستقبال هذا الحدث الكبير، وقد شهدنا في الأيام الماضية افتتاح عدد كبير من المشاريع الخدمية والسياحية العملاقة، التي ستكون إضافة عالمية للمونديال ومحورية للبلاد، كإرث مستدام، كان آخرها افتتاح «قطر للسياحة» ثلاث وجهات شاطئية جديدة بالدوحة، هي: شاطئ الخليج الغربي ونادي شاطئ B12 وشاطئ دوحة ساندز.

{{{

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لم تكن بعيدة عن كل ذلك، إذ افتتحت منذ أيام المعرض الإسلامي التفاعلي في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، ضمن فعاليات الوزارة المصاحبة لبطولة «كأس العالم FIFA قطر 2022».

هذا المعرض الإسلامي التفاعلي سيسمح للزائر بالتعرف على المسجد والعمارة الإسلامية، فضلا عن التعرف على بعض جوانب الإسلام، والمساجد التاريخية في دولة قطر.

تفاعل وزارة الأوقاف يستحق الثناء والتقدير، فهي فرصة طيبة للتعريف بالإسلام، وإبراز الوجه الحقيقي لسماحته ووسطيته واعتداله.

{{{

شاهدت صانع محتوى غربيا على موقع «تويتر» يختبر الحالة الأمنية في قطر بطريقة جميلة، إذ ترك سيارته مفتوحة وفيها مفتاح السيارة ومحفظة وهاتف محمول، وكلها ظاهرة للعيان، في اليوم التالي، وبعد مرور «24» ساعة عاد إلى السيارة ليجد أن كل شيء في مكانه، تماما كما تركه، صحيح أنه ليس من الحكمة ترك السيارة مفتوحة، ولا ترك أشياء مهمة فيها كالمحفظة، لكن هذا الاختبار يعكس مستوى الأمن والأمان في قطر، وهو أمر نعرفه جميعا، لكن بالنسبة لزوار قطر فإن هذا المستوى العالي جدا، كان مفاجأة لم يروا مثيلا له في أي مكان آخر.

وللإنصاف فإنه لا بد من الإشادة بجهود وزارة الداخلية، وهي مقدرة للغاية، خاصة خلال الاستعدادات لاستضافة المونديال، وبلغة الأرقام، حققت دولة قطر المركز الأول على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا لمؤشر السلام العالمي «2022»، على مستوى الحالة الأمنية، متقدمة بـ «6» مراكز عن العام السابق باعتبارها الأكثر أمنا وأمانا.

وبالأمس أكدت لجنة أمن كأس العالم جاهزيتها التامة وأنها لن تدخر جهدا لتكون هذه النسخة الأكثر أمانا في العالم، وتوفير وتحقيق كافة المبادئ والمعايير الدولية والطموحات التي تم التخطيط لها.

الأمن والأمان أولوية في قطر، لذلك لم يكن غريبا أن تلفت هذه الظاهرة انتباه صانع المحتوى، ونسأل الله أن يديم هذه النعمة علينا، إذ أنها لا تقدر بثمن.

{{{

في أحد شوارع مدينة الكويت رُفعت لافتة كبيرة حملت عبارة «رفعتوا الراس يا أهل قطر»، ولأهلنا في الكويت نقول «راسكم مرفوع» دائما بإذن الله، ولطالما جمعت بين شعبينا وبلدينا أفضل العلاقات، ولطالما كانت الكويت «ذخر وسند» لجميع أشقائها، وهو موقف ليس بغريب عنها وعن أهلها، الذين ننتظر وجودهم بيننا خلال المونديال للترحيب بهم.

{{{

الإشادات التي تتواصل لها ما يبررها، إذ إن قطر استعدت بشكل متميز لهذا الحدث الكبير فنيا وتنظيميا، وأقامت ملاعب تعد من الأفضل في العالم، إلى جانب التحضيرات اللوجستية الأخرى التي تساعد في استقبال أعداد كبيرة من المشجعين من مختلف أنحاء العالم، ومع اقتراب «اللحظة التاريخية» تبدو قطر بأبهى حلة وأحسن حال، رافعة لافتة الترحيب بكل اللغات، ونحن على يقين بأن هذه البطولة، التي هي بطولة كل العرب، سوف تترك الكثير من الانطباعات الطيبة وستؤكد للعالم بأسره أنها واحدة من أفضل البطولات على الإطلاق.

copy short url   نسخ
18/11/2022
165