نجاح قطر أصبح محط إعجاب العالم كله، ففي الوقت الذي تخرج العديد من الحملات الممنهجة للتشكيك في جهود قطر نحو استضافة كأس العالم الأروع في التاريخ، نجد العديد من المواقف الراسخة من كتاب كبار يؤكدون أن قطر بالفعل تحقق نجاحا واضحا وهناك تقدم حقيقي في مختلف المجالات، ويعتبر تميز كأس العالم في أول نسخة تقام بالشرق الأوسط والمنطقة له مكاسب كبيرة على قطر في جميع المجالات وليس فقط في الجانب الرياضي.
يقول المحلل الاقتصادي الأميركي البارز أدريان وولدريدج في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، لا توجد أي رياضة أخرى في أنحاء العالم تنافس كرة القدم في شعبيتها، مضيفا أن مباريات كرة القدم تتم مشاهدتها في أي مكان به إشارة بث تليفزيوني ويمكن ممارستها من جانب أي شخص يستطيع شراء هذه الكرة المستديرة، والحقيقة أن بطولة قطر تتفرد بعدة أشياء تحدث لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم.
ويقول وولدريدج إن هناك شعورا معاديا لدى الغرب ضد مشروع قطر الاستثنائي لاستضافة كأس العالم، بما يفوق العداء لاستضافة روسيا الدورة السابقة في 2018، ويضيف وولدريدج في تحليله أنه يتعين إدراك أن إنفاق قطر على مشاريع المونديال سيحقق تقدما كبيرا للبلاد، كما أن قطر حققت تقدما في العديد من الجوانب. ويؤكد وولدريدج أنه بمجرد انطلاق المباريات، سيغرق مليارات البشر في حمى كأس العالم، وسينسون كل ما أثاروه من أمور ليس لها علاقة بكرة القدم، فاللعبة ليست لعبة جميلة فقط، وإنما أيضا لعبة لا يمكن التنبؤ بنتيجتها. ودولة صغيرة مثل كرواتيا يمكنها مناطحة الكبار، واللاعبون المجهولون يمكن أن يتحولوا إلى نجوم.
وأشار إلى ان قطر أنفقت مبالغ بسيطة على ملاعب البطولة لكن الجزء الأكبر تم انفاقه على خطة ضخمة لبناء البلاد وتطوير البنية التحتية، فأعادت بناء وسط العاصمة وأقامت حوالي 100 فندق جديد ووسعت الميناء والمطار، وأعادت بناء شبكة الطرق وأنشأت ثلاثة خطوط مترو ومدينة جديدة تستوعب أكثر من ربع مليون شخص وغيرها من عوائل التقدم.
في الحقيقة الإشادات والتنويه الدوليان لا تكاد ينقطعان عن الاستعدادات غير المسبوقة التي قامت بها دولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وسط إجماع منقطع النظير على أن مونديال قطر سيكون استثنائيا، وعلى درجة عالية جدا من التنظيم والترتيب، وسط شغف كبير من جماهير العالم باكتشاف قطر وأهلها، ومنطقة الشرق الأوسط ككل.
وقد أشادت تقارير اقتصادية وإعلامية كثيرة بالمستوى التنظيمي الذي أعدته قطر لإنجاح البطولة، وجعلها استثنائية تفخر بها المنطقة والشعوب العربية ككل، رغم حملات التشويه التي تتعرض لها وتقودها وسائل إعلام غربية.
واستعدت قطر بشكل متميز لهذا الحدث الكبير فنيا وتنظيميا، وأقامت ملاعب تعد من الأفضل في العالم، إلى جانب التحضيرات اللوجستية الأخرى التي تساعد في استقبال أعداد كبيرة من المشجعين من مختلف أنحاء العالم.
