+ A
A -
قال تعالى «ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».. «إنا لله وإنا إليه راجعون».. صديقنا وأخونا عمر محمد أحمد جمعنا المعهد الديني تحت مظلته، تزاملنا وتصادقنا وتصاحبنا ودرسنا وجلسنا على مقاعده في المرحلتين الإعدادية والثانوية وتخرجنا بتفوق، كنا نقضي الأوقات معاً، كنا ثلة من الطلبة الأصدقاء الخيرة المتجانسة أذكر منهم الأحباء فيصل حجر، وخالد حجر، وشاهين الغانم، وخبيب، وعمر والعبدلله كاتب هذه السطور.. متعنا الله بالصحة وحسن العمل، عندما أخبرني صديقي خالد حجر بوفاة «عمر» عجز اللسان عن الكلام والقلب عن البوح وخنقتني العبارة، لكني مصر على الكتابة.. فجعنا برحيله حزن القلب وذرفت العين.. «عمر» عايشناه فعرفناه طيب المعشر وحسن الخلق شموخ نفس وصاحب ابتسامة آسرة دائمة على وجهه، يشارك الجميع في أفراحهم وأتراحهم، أخلاقه عالية عرفناه نقياً كما الندى، شفيقاً كما النسمة، أليفاً كابتسامة طفل، كنا نذهب إلى أي مكان نريده بسيارته الكاديلاك الخضراء، مطعم بيروت شهد صولاتنا والمزارع شهدت جولاتنا والمساجد شهدت جلساتنا، وفريج بن محمود شهد أوقات مذاكرتنا واستعداداتنا للاختبارات، لحظات جميلة صعب أن تسقط من ثقوب الذاكرة التي هدّتها الأمراض، ليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق أو عزيز عليك أو حبيب، ولكنها سنة الله.. «كل نفس ذائقة الموت».. يا عمر يا طيب القلب، نم قرير العين لقد عانيت كثيراً من شرور هذه الدنيا، ومساوئ هذا الزمن، وقسوة الحياة، بالأمس القريب كنا نلهو ونلعب ونضحك ونخطط للمستقبل واليوم فاجأنا خبر رحيلك بلا وداع ولكن ستبقى حياً في قلوبنا لأننا نحبك فأنت الغالي في قلوب أحبائك.. عمر توفاه الله وهو في ريعان الشباب بعد أن أنهكه المرض، مات صباح يوم الخميس بعد أداء صلاة الفجر في المسجد في جماعة.. ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله.. إنها من علامات حسن الخاتمة.. مات صديقنا عمر ولو علمنا أنه سيفارقنا لجلسنا معه طويلاً وحادثناه كثيراً، مات تاركاً خلفه زوجة وأبناء يحفظهم الكريم ويرزقهم من فضله العظيم، إن القلب ليحزن وأنا على فراقك يا عمر لمحزونون، نسأل الله لك ولعموم المسلمين المغفرة والرحمة ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك وأصدقاءك الصبر والسلوان.
يقول الشاعر: الذكر يبقى زماناً بعد صاحبه
وصاحب الذكر تحت الأرض مدفون
اللهم ارحم صديقنا عمر محمد أحمد رحمة واسعة وتغمده برحمتك.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
29/10/2016
1116