+ A
A -
اعتدته لا يسكت عن الخطأ ويهاجم كل تجاوز، ثائرا في انتقاداته، لاذعا في مفرداته، اعتدته مصوبا للأخطاء وممتدحا للأفكار السوية، ومشيداً بأصحابها من باب اعدلوا هو أقرب للتقوى، مستمعا أكثر مما يتكلم، غيورا في عمله، متقنا في أدائه ووظيفته، حريصا على وقته، اتصل بي ظهر أمس منتقداً وضعاً ولفظاً يعتقد جازماً أنه خطأ فادح! يجب الوقوف عنده وتصويبه! يقول اتصل بمدير الجهة المعنية! اتصل بسكرتارية المدير! من دون جدوى! فاتصل بي من باب العشم، كان ثائراً حانقاً ولكني مازحته ولاطفته فذهب حنقه أدراج الرياح! يقول البعض من الناس يقول النعي ويستخدم هذه المفردة في حال الإعلان عن وفاة شخص ومشاطرته الأحزان! وهو يعترض على كلمة نعي في هذا الموضع في الكلام! ويقول يجب أن تستبدل إلى كلمة عزاء واجب! لأن النعي غير العزاء! تباحثنا في المسألة، قال آخر النعي هو الإخبار بالموت أما العزاء فهو الأخذ بخاطر ذوي الميت والتخفيف عنهم وتسليتهم في مصابهم، يقول صاحبنا هذه العادة التي أشبه بالمراسم التقليدية والتقليعة الجديدة يبدو أنها عادة مستحكمة خلت منها روح المواساة والتعزية الحقيقية! ـ رأيه ـ نحن لا نحجر على رأي ولا نصادر فكرا ـ يقول بهذا اللفظ الخطأ في الموضع الخطأ هو خطأ! يقول إنها عادة مستحكمة لا غير! ونعتها بالنعي في موضعها غير موفق! مجرد تقليد موروث لا غير! ويقول آخر شارك في الحوار أن النعي مذموم والدليل ما أخرجه الترمذي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه كان إذا مات له الميت قال لا تؤذنوا به أحداً إني أخاف أن يكون نعياً، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي والحديث حسنه الترمذي وقال الحافظ في الفتح اسناده حسن، يقول صاحبنا هناك فجوة وثغرة بين ما ينبغي أن يكتب وما هو كائن! ويقول هناك أشخاص يلوون أعناق القواعد والكلمات طوع إرادتهم وحسب رغبتهم دون أن يعرفوا ألف باء اللغة! أو الفرق بين  النعي  والعزاء! ـ للعلم صديقنا خريج لغة عربية وعنده من القدرة والحس اللغوي ما هو جدير بالتقدير والإجلال ـ ويعشق التعبير الراقي والفكر الواعي ولا يرضى بحال أي مساس باللغة وخلط الكلام ببعضه بهذا الشكل! لأن النيل من اللغة هو نيل ومساس بالدين وهنا خط أحمر، يقول صاحبنا ليت الأمر ينتهي عند هذا الحد ويتم استبدال كلمة نعي إلى كلمة   عزاء أو وقف الخدمة! أو تفويض الأمر إلى محكمي اللغة العربية للبت والقطع في هذه المسألة الخلافية التي فجرها صديقنا الغيور دون صخب ولا غضب. 
وعلى الخير والمحبة نلتقي .

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
24/10/2016
4514