+ A
A -
العنوان أعلاه لمسلسل درامي اجتماعي بدوي كان يعرض عام 1975 وأنا ما زلت على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية بطولة يوسف شعبان وسلوى سعيد من 16 حلقة ثم تمت إعادة إنتاجه من جديد عام 2007 بنجوم آخرين روحي الصفدي ومرح جبر من 30 حلقة!! وأنا صغير كنت مغرماً بالمسلسلات الدرامية الاجتماعية وأتابع المسلسلات البدوية التي تعكس نوعاً ما قصص التراث والبر وأنماط الحياة البدوية البسيطة والجميلة، وضحا وابن عجلان تحكي قصة حب في البادية، تحكي أجمل مشاعر يمكن أن تحرك الإنسان نحو الفضائل، تحكي أجمل ولع وأجمل شوق وأجمل حب.
وضحا أو وضحى أو وضحة علم مؤنث عربي ومن عادة العرب حذف همزة الممدود فتصبح وضحا مثل (نجلا) وأسما وهيفا، ومعناه البيضاء اللون الحسنة الوجه البسّامة ذات النسب الطاهر النقي وقيل نوع من أنواع الخيل العربية الأصيلة، ما أجمل أن تكون الزوجة واضحة تنعشك بعذوبة الصوت والدفء والحنان، المرأة الواضحة تبهرك بجمالها وبقوة منطقها بإنسانيتها المميزة بشخصيتها الثابتة الراسخة التي صقلتها التجارب (بنت أبوها) لأنها مفخرة لكل إنسان يتعامل مع هذه النوعية المثال، إنهن مدارس نتعلم منهن الكثير وننهل المعرفة والخيرية منهن بأخلاقهن وآدابهن وجديتهن وحرصهن والتزامهن وطيبتهن وشفقتهن، هذه النوعية الجادة هن اللاتي كسرن قيود الموروث النعت المعيب للمرأة المثبط الماحي لدورها في المسيرة التنموية والبناء والتغيير والتطوير والتعمير وتأسيس صرح الأمة، هذه النوعية من النساء اللائي ملأن بمشاعر الحماس عنوانهن الوضوح والإنجاز والتفوق والتميز والتفرد معهن نصل إلى بر الأمان ونرتشف من معين الحنان، إنهن كفلق الصبح كانبلاج الفجر كتباشير الصباح الوضاح، يقول الشاعر: لو معي حبهن لاجتحت الذرى.. ولحركت ضمير الحجر!! يقول أحدهم: كان لنا جار كريم طيب يكنى أبا ناصر كان رجلاً شهماً مع جيرانه ومع زوجته وضحى امرأة خيرة صابرة كانت حياتهما صافية هادئة لا يكدرها مكدر، أراه في المسجد في صلاة الفجر وجل الصلوات، كان سعيداً بحياته ولحظاته مع زوجته ووضحى سعيدة معه، موفقاً في كسبه، مطيعاً لربه، مستمتعاً بزوجه، وكم تمنيت أن أكون مثله أعيش سعيداً وأموت حميداً في ظل زوجة مثل وضحى لا مجنوناً كسائر المجانين!!! وكان ينشد لها قائلاً:
ما أجمل اسمك يا وضحى
بالشعر العامي والفصحى
والمغرم في حبك أضحى
مجنونك يا مرحا مرحا.

وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
23/10/2016
4189