+ A
A -
أركض من باب العمود إلى المسجد الأقصى ممسكا بيدها.. تريد أن تصلي ركعتين.. لكن رائحة التاريخ توقفنا.. ويكاد الوقت يسرقنا.. والعدو يتربص بنا.. وقد تندلع مواجهة تحرمنا من الصلاة.. قالت لنذهب لنلقي التحية على العذراء في كنيسة القيامة.. وقفنا، حانت صلاة الظهر في نفس المكان الذي وقف فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. فأسرعنا إلى مسجد أقامه المسلمون يبعد 500 م عن الكنيسة بعد أن اختاره عمر ليصلي فيه صلاة الظهر ولم يقم بالصلاة أمام الكنيسة، حتى لا يقام المسجد في نفس المكان ويعطل دخول وخروج الحجاج إلى كنيسة القيامة.. وكان عمر بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح، وقد اشترط البطريرك على عمر بن الخطاب وهو يسلمه مفاتيح القدس ألا يسكن المدينة يهودي واحد وبقيت بلا يهود حتى جاء بلفور بوعده والانتداب البريطاني بجريمته وبدأ توافد اليهود فسقط الجزء الغربي منها في مؤامرة عالمية عام 1948، ومن ثم سقط الجزء الشرقي عام 1967، ومنذ 49 عاما والعرق يتصبب على جباه الصبية والشيوخ والنسوة في أزقة القدس وهم يقارعون المحتل لتبقى القدس الشرقية حيث الأقصى ومسجد عمر وكنيسة القيامة عربية إسلامية..
أمس ولأول مرة تعلن منظمة دولية أن الأقصى موقع إسلامي لا علاقة لليهود فيه.. وكم أسعدنا هذا القرار لولا تدخل مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا، التي نسأل الله رحيلها قريبا، ونشرها تصريحا تقول فيه إن القدس لجميع الأديان.. واليهود لا مكان لهم في القدس الا حسب ادعائهم تحت المسجد الذي يحفرون تحته ويحتاج توقفهم إلى قرار أممي تحت البند السابع.. وبودي أن تترجم قصيدة تميم البرغوثي وترسل إلى مديرة اليونسكو بوكوفا التي تبين أنه يوجد في القدس قبور لكل الاجناس عدا اليهود، يقول تميم لا فض فوه:
في القدس.. تنتظم القبور..
كأنهن سطور تاريخ المدينة..
والكتاب ترابها.. الكل مروا من هنا..
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا..
امرر بها.. واقرأ شواهدها.. بكل لغات أهل الأرض..
فيها الزنج والإفرنج والقفقاج والصقلاب
والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله..
والهلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك..
فيها كل من وطئ الثرى..
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا..
يا كاتب التاريخ.. ماذا جد فاستثنيتنا..
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى..
أراك لحنت..
نعم، لقد لحنت بريطانيا حين ألغت وصية صفرانيوس وتحدت المعتقد اليهودي الذي يرى أن لا حق لليهود في القدس إلا بعد عودة المسيح ويطهرهم من جريمة قتله..: حوار مع الراب اسرائيل رئيس حزب ناطوري كارتا - اجريته معه عام 2010 للوطن القطرية.
ومضة أخيرة
الغد لنا وسنصعد درجات المدينة سويا وسندخل مع أحبتنا من باب المغاربة مع «البراق» لنصلي سويا في الأقصى.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
16/10/2016
734