البط والوز.. تراث وأصالة

كلمة بط معرّبة عن الفارسية بت، وليس صحيحاً ما ورد في إحدى المسرحيات العربية أن سبب تسمية البط بهذا الاسم والوز كذلك! أن الشيطان بطها! والثانية لأن الشيطان وزها! وهذا استعباط واستغفال رخيص! طبق البط ذو شهرة واسعة خاصة في مصر والبلاد الآسيوية، وجل المطاعم الآسيوية والفنادق عندنا تعمله، طبق لذيذ رائع منظره وهو محشي، طبق البط من روائع الأطباق وأكله طيب على فترات ـ كما يقول أخي وصديقي الأستاذ أشرف بربار ويضيف كذلك أن الوز لذيذ وخفيف، أطباق مستوحاة من التراث والأصالة، يمكننا أن نتناول طبق البط مع صديق، مع الأسرة، مع الزوجة، في أيام عطلة، يخلصك من متاعب أسبوع من التعب، مجرد شم الطبق وتذوقه سينسيك منغصات أسبوع كامل من الحنة والمنة والزنة والرنة! مع البط ستكون سعيداً، وأنت تشرب عصيراً، ومع البط ستتجاوز المشاعر السلبية، وستزيدك البطة طاقة دافعة ومشاعر إيجابية دافقة، ستجعلك أكثر روقاناً، وأفضل حالاً وبالاً ومآلاً، طبق البط سيقلل عندك هرمون التوتر والضغوط النفسية وسيقلل من تخشبك وشيخوخة عواطفك المبكرة، وتبلد حسك، سيمنحك طبق البط حياة جديدة ولحظات منعشة يعقبها استرخاء جميل، لا تدع شيئا يمنعك من أكل البط وبيض البط فهو لذيذ ومتوفر وفوائده أكثر، وحجمه أكبر، يقول بعض أهل الاختصاص: إن البط لا يعرف كيف يسوق لنفسه ومنتجه! مثل الدجاجة! فالدجاج خفيف ويحسن التسويق لنفسه من خلال الصياح! صياحه يعني أن هناك منتجا جديدا نازلا ومتوفرا الآن سارع قبل نفاد الكمية فالفترة محدودة، ومكانه موضع صياحها! لكن البطة عندما تبيض لا تصيح ولا تستغيث، تضع بيضها بهدوء وفي مكان غير معلوم وعليك البحث عنه إن أردت ورغبت! حالها كحال الكفاءات أصحاب الخبرات والشهادات والمهارات المركونين الذين لا يعلم بهم أحد! والذين لا يطرقون الأبواب لانتزاع حقوقهم! لأنهم ليسوا كالدجاج الذي يتنطط هنا وهناك للحصول على ما لا يستحقون! من بلاط المسؤول! ذكر البط يسمى العاشق مدى الحياة لأنه لا يعيش إلا مع أنثى واحدة فقط! ولا يكون مع غيرها حتى بعد وفاتها! لا تدع شيئاً يوقفك عن أكل البط وتذوقه، صديقي يقول: كنت لا أجد رغبة عندي لأكل البط، ولكن بعد أن تذوقته أسرني وتملكني وأخذ ينشد في ليله الطويل: أحبك حب البط، المبطوط للبطبوط، وأحبك حب الدجاجة الدجاجة للكتكوت، وتارة يقول بالعربية: يا ليتني بين هذا البط منسدح يحكي لي البط ما يحكي عن الحب، عن كل شيء به عن شوقه وأنا، عن لوعة القلب أحكي له والصبّ، ويبدو أن صديقنا الحبيب أمضى ليلة حالمة مع طبق البط الذي كان أشهى من طعم أطباق ليالي ألف ليله وليلة، وبجانبه طبق كسكسي «الكسكس المغربي» وهي كلمة أمازيغية ومعناها الطريقة، ويجاوره طبقا الشخشوخة والحريرة المميزان، وبعد أكل طبق خير الطيور البط تشعر بلا شك بالنعاس والنوم العميق واااك واااك واااك، نوم العافية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي