+ A
A -
لطم على خديه.. ضرب راسه في الأرض.. اقتلوني قبل أن تفارق روح ولدي الحياة.. لا اريد أن ابقى حيا بعده.. انا القاتل.. وأنا القتيل.. أنا الجاني وأنا المجني عليه.. أنا من زرعه في الرحم وأنا من أعاده جثة إلى الرحم..
طفل دون العاشرة.. ركض خلف والده ليصطحبه معه إلى السوق.. لكن الوالد اثر بقاءه في البيت.. اصر الولد، واراد أن يلحق بوالده.. بان يقوم بمقابلته في الجهة الأخرى.. ففيما هو مسرع تعثر فوقع على الارض من الجهة المختفية عن السائق، لكن من يجلس بجوار السائق وهو الشقيق الأكبر شاهد اخاه يتعثر، صرخ لكن بعد فوات الاوان فقد دنت الساعة وحان الاجل عبرت السيارة ذات الدفع الرباعي فوق جسد الصغير فغادرت روحه إلى بارئها.. الحمد لله يقول الرجل المؤمن هو الذي اعطى، وهو الذي اخذ ». الإنسان المؤمن بأن الاجل اذا حان لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون «رحمه الله.. واللهم الهمه الصبر والسلوان انه طفل في الثامنة من عمره تقبله في فسيح جنانك وغفر الله لوالديه.. فقد اراد الله امرأ كان مفعولا مسجلا له منذ سكنت روحه في جسده..

رافقني الحزن والالم على مدار ايامي. واستحضرت عشرات الحالات التي تسبب فيها الاباء في قتل الابناء من حيث لا يعلمون فالاطفال في مثل هذا السن يتعلقون بآبائهم.. وخاصة الذهاب في جولات بالسيارة وعلى كل أب يرى ابنه تبعه إلى السيارة أن يطمئن انه اعاده إلى البيت واغلق عليه الباب حتى لا يفاجأ به ملقيا أمام سيارة أو خلفها.. فكم من حادث دهس لابناء من اباء لم يتنبهوا لمن تعلقوا بهم قد لحقوا بهم فكان اجلهم..
نعم انه قدر.. لكن رسولنا الكريم قال «اعقل وتوكل على الله» فهو المنجي وهو الذي يلطف بالقدر الواقع..

الحزن يمتد ما بين المحيط والخليج.. وأكاد أبكي.. على ارواح اطفال يدفنون في جرائم حرب ترتكب في حلب.. قصف على مدار النهار واطراف الليل ووسطه وخاتمته ولا ضوء في اخر النفق مع هذا الغياب الدولي.. اميركا مشغولة في انتخاب رئيس، والعالم العربي مشغول في كيفية مواجهة داعش واحزاب التطرف..ومواجهة من يقولون لا اله الا الله.. الم نقرا قول الله سبحانه وتعالى «افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون».

نبضة اخيرة
«لو نزلت صاعقة من السماء ما أصابت مستغفر»
«عمر بن الخطاب»
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/10/2016
1937