+ A
A -
عزام حسن
باحث
(الترند) لفظ شاع استخدامه بعد ثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تعني العصري، الرائج، المتداول.. إلخ من المرادفات التي لاقت ترحيبا في عالم الموضة والتي حصرت المعنى في المواكب للموضة..
في جميع الأحوال فإن ثقافة شراء العطر مصب اهتمام الشركات، بل إنها من استراتيجيات استهداف الزبون. فالسعر، والشكل، واسم الماركة أساسيات البحث لدى الزبون وإن تفاوتت الأولويات.
من الصحف إلى المجلات وصولا إلى وسائل التواصل الاجتماعي تستثمر كبرى الشركات حساباتها إلى جانب حسابات المشاهير والمؤثرين للترويج لمنتجاتها وهذا ما ألفه المتابعين (followers) الذين يمنحون نجومهم ثقة تذوق العطور كذلك الأمر لمنتجات أخرى.
(الترند) في العطور لا يعني الجديد، والجديد لا يعني الأنسب، قد يكون إدخال بعض المكونات العطرية (ترند) يحسب لصالح دار العطور خاصة أن لم تكن تلك المكونات من إرث الماركة أصلا، فمنذ سنوات قليلة غزت مادة العود ومشتقاته معظم دور العطور حيث تسابقت في تقديم تركيباتها التي تحتوي العود استهدافا لأحد أهم الشرائح التي تستخدم العطور حول العالم وبالتالي زيادة المبيعات والانتشار.
زاد العود من توصيف العطور الشرقية أو العربية في كثير من الأحيان، والتي كانت ترتكز على مكونات أخرى كالفانيلا وخشب الصندل.
بالمقابل قد يكون القديم أو (الكلاسيك) في العطور (ترند) أيضاً الأمر كذلك في حالة (شانيل 5)، و(غيرلان شاليمار) اللذان قاربا المائة عام من تاريخ إصدارها، ولا زالا في أوج عطاءهما.
أما الهوية العطرية، فهي مرحلة متقدمة من درجات اكتشاف العطور التي تناسب الزبون، قامت على دراسات فندتها دور العطور بشكل تفصيلي تحاكي اهتمام الزبون وانسجامه مع مكونات العطر، لذلك يسأل مختص العطور غالبا: ما هو عطرك المفضل؟ ما هي الزهرة المفضلة؟ أو لأي فئة عطرية تنتمي؟ قد تفضي الأجوبة لخيارات مفتوحة تضع الزبون في حالة من الحيرة بين عديد من الخيارات أو أخرى محدودة لا ترتقي لذائقة الزبون.
وللبت في هذا التساؤل تكشف إحدى دور العطور عن كون العطر واقتناءه حالة شاعرية وعاطفية تداعب الأحاسيس وتبعث إشارات استحضار للذكريات الحميمة، كما تترك انطباعا إيجابيا لتصور الحالة النفسية التي ترافق ارتداء العطر.
copy short url   نسخ
14/05/2022
162