+ A
A -
اجتمعنا سبعة على طاولة في مقهى بمنطقة عالية في لبنان.. كان ذلك عام 1972، نمثل سبع دول، سعودي، وكويتي، فلسطيني واردني مغربي وعماني ومصري.. لم تكن اعمارنا تتجاوز العشرين كان فريد الاطرش يستعد لحفلة تشاركه وردة الجزائرية.. اعتذرت عن عدم المشاركة فقد كان دم الشهيد الفلسطيني غسان كنفاني حارا ولم تثأر له منظمة التحرير الفلسطينية بعد.. فاعتذر الآخرون ومرافقوهم.. فقلت حينها ما قاله الشاعر السوري فخري البارودي في الأربعينيات من القرن الماضي وبات قوله يتردد في بيوتنا وشوارعنا لكن كثيرين يريدون نسيان ما قال بل دفنه فما قال خطير ويهدد المخطط البريطاني الصهيوني الاميركي بتفتيت الامة.. قال فخري رحمه الله
بلادُ العُربِ أوطاني.. منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ.. إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا..لا ديـنٌ يفـرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا..بغـسَّانٍ وعـدنانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ..سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ..دهاةُ الإنسِ والجانِ
فهبوا يا بني قومي..إلى العـلياءِ بالعلمِ
بالأمس فيما كنت أمارس المشي في ممرات اسباير.. كان معظم من يمارسون المشي يضعون سماعاتهم في اذانهم يستمعن إلى مسجلات هواتفهم أو إلى مكالمات مع ذويهم.. لكن الفضول الصحفي جعلني اسأل سبعة أيضا منهم.. وكان أيضا من جنسيات مختلفة.. وبينهم ثلاثة مسيحيين، فوجدت ثلاثاً: مغربية وفلسطينية وسورية يستمعن إلى مطربين عرب.. ووجدت شابين يستمعان إلى القرآن بصوت سديس وال شريم والشابين المسحيين يستمعان إلى كاظم الساهر «بلاد العرب اوطاني».
نعم الضاد تجمعنا.. والدين يجمعنا.. ولا حد يباعدنا، فلماذا نترك لموسكو وواشنطن وتل ابيب تلعب في ارضنا تخطط ومنا من ينفذ مخططاتها.. بني قومي بني أمتي.. أعرف ان الكلام في أن تكون بلاد العرب وطنا واحدا كمن ينفث في قربة مقطوعة.. لكن من الممكن أن يكون لنا مظلة اقوى من الجامعة العربية.. لأن الجامعة فشلت منذ قامت.. ليكن هناك منظمة اخرى بآلية عمل توحدنا اقتصاديا وعسكريا..إضافة إلى ما ننعم به من عوامل مشتركة دين ولغة وعادات وتقاليد ووحدة مصير.

نبضة أخيرة

الوله خروج من المادة للالتحام بالروح خارج الزمن.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/10/2016
1795