+ A
A -
إنه حائر بين الحلم والأمل، بين هذا وذاك، سألني فأجبته، وأعارني قلبه قبل سمعه، فقلت له: الحلم محفز للاستمتاع، ليس هناك أجمل من حلم جميل باعث للأمل في نفوسنا ، والحياة لأعضائنا، ودافع للدم في عروقنا وشراييننا، احلم ولكن لا تحلم في شخص خذلك وكسرك!! لا تضع أحلامك في شخص واحد وليس الدنيا هو ما تراه عيناك، الأحلام في أحايين كثيرة تخفف من الألم الذي يعتصرك، من الأحلام تنبثق الأشياء الثمينة الباقية التي لا يذوي جمالها، كل الأعمال والمشاريع التي تم انجازها في هذا العالم بدأت بحلم، تمسك بأحلامك، احتفظ بها في قلبك، خصص مكاناً لها تودعها فيه، وركز على حلم منها واضح فقد ينمو ويزدهر،  لا تخف من المسافة بين الحلم والواقع فإن قدرت على الحلم فأنت قادر على تحقيقه، هنا قاطعني وقال بحرقة: طول عمري أحلم لكن أحلامي  لم تتحقق وظلت في الذهن مجرد أحلام ثم للأسف ماتت!! قلت له: من قال لك إن الأحلام تموت؟! الأحلام في تقديري لا تموت ولا تشيخ، حلمك يبقى حلماً ما لم تحققه، ويصبح واقعاً إن تحقق، إن الأحلام طيور ذات أجنحة تعشش في الروح وتغني لحناً بلا كلمات ولا تتوقف عن الغناء، حاول أن تجعل في قلبك شجرة خضراء فربما ستأتي عصفورة وتجلس على عودك وتغرد،  أحد الأصدقاء كان يحلم حلماً يتيماً! ما يسمى في الأدب  بثنائية الحلم والحبيبة! أحلامه كانت توشوشه ، كانت تلفه، هو وفتاته فقط! بثوب السكون، ويقطف معها وردة الحب، من مروج الأجساد الملتهبة، ويرتشف الرحيق المترف، وترتشف رحيق السكر من عود القصب، ويرتشفان بمتعة نخب الحب، كانت فتاته في يقظته وأحلامه، ثم مات الحلم! ـ كما يقول ـ  بأنفاسها المعطرة وبقي له الواقع المر، توقف الحلم فجأة ! وتوقف الحب فجأة! وتيتم الحلم اليتيم! ولكن بقي حلم الحقيقة
وهو الأمل، فالأمل باعث للأحلام وباعث للحياة والفرح والطمأنينة من جديد، محفز للصمود والمثابرة، ويبعد صاحبه عن النظرة السلبية للأمور! الأمل محفز للعمل، ودافع  عنك الملل، بالأحلام والآمال حياتنا روعة ومعهما سنستعيد سعادتنا بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يقول للأسف ماتت أحلامي وطمست! كنت أعيش لحظاتي الهانئة معها في الأحلام ، وأصبحت أعيش عذاباتي لوحدي في الواقع التعبان! وليتني أستطيع أن أحول الواقع إلى حلم! قلت له لا تقف على الأطلال كشعراء المعلقات وتتأثر بتصرفات  الخفافيش أو المافيا أو الأشباح الذين يضمرون لك التهلكة، وابحث عن صوت صفير البلبل حتى يهيج قلبك الثمل- كما قالها الأصمعي في إحدى قصائده التي أنشدها أمام أبي جعفر المنصور وهو أحد الخلفاء العباسيين- وترقب ضوء صباح جديد ، لا تنتظر حبيباً باعك ورخص بك وانتظر ضوءاً جديداً يعيد لك البهجة ولقلبك نبضه، والناس عادة تصدأ بالملل، وتنكمش بالألم، وتتمدد بالأمل، وبالأمل لا يموت شيء، الإنسان دون أمل كشتلة يابسة، كوردة دون رائحة، أجمل هندسة وأروع تصميم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس والفشل، ثق بذاتك وفوض أمرك إلى الله إنه أزكى أمل، وأفضل عمل، كن مع الله يكن الله معك، متمنياً لك حلماً سعيداً وأملاً جديداً وعمراً مديداً مع حسن العمل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي 
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
09/10/2016
5500