+ A
A -
نحن لا نعرف أصدقاءنا من أعدائنا.. ولا نقرأ ماذا يخطط أصدقاؤنا ضدنا.. ولقد فوجئت بوثائق لباحث خليجي عن اجتماع عام 1907 لسبع دول غربية - ليس بينها المانيا ولا تركيا- عقد برئاسة كامبل بنرمان رئيس وزراء «أم المؤامرات» بريطانيا، وقد وضع ذلك المؤتمر مؤامرة نعاني منها - كما يقول الباحث - في هذا الزمن.. مؤامرة الا يكون هناك تنمية عربية من الكويت إلى نواكشوط.. ويقول الباحث إن بنرمان قال للدول السبع التي حضرت الاجتماع «نحن اليوم نواجه الانحدار وان لم نجد الحل فسوف تنهار دولنا، وكان السؤال: وما الحل؟ فكان الجواب أن قام بتوزيع خريطة العالم العربي على الحضور.. وقال لهم هذه الأمة العربية التي تحكمها الخلافة العثمانية.. تعاني حاليا من الضعف والتدهور والجهل من عمان إلى فلسطين ومن الكويت إلى موريتانيا.. وهي بلاد لديها ما ليس لدينا.. الثروات التي ان حصلنا عليها سنكون الدولة الأعظم.. علينا ان لا نسمح لهذه الدول بالنمو.. واول ما نعمله هو أن نزرع جسما غريبا بين هذه الدول.. والتقط ثيودور هيرتزل «الجسم الغريب» فذهب اولا إلى السلطان عبد الحميد يطلب منه السماح له بإقامة دولة لليهود في العالم العربي وخاصة في فلسطين.. فقال السلطان عبد الحميد مقولته المشهورة «اقامة وطن لليهود على قطعة في فلسطين على جثتي» وبدأت الدوائر الصهيونية العالمية العمل.. ومن ثم جاءوا إلى الشريف حسين بن علي ليفاوضوه على ملك لن يسلموه إياه اذا وافق على المشاركة في حرب ضد العثمانيين، وما أن اعلن الثورة العربية الكبرى حتى كانت بريطانيا تدخل إلى فلسطين. فيما كان سايكس وبيكو يضعان المخطط الجديد للعالم العربي وتوزيع الحصص بين الدول الثلاث الاعظم بريطانيا وفرنسا وايطاليا، فكان لبريطانيا حصة الأسد مصر وفلسطين والاردن والعراق والخليج.. وعلى مدى انتدابها على فلسطين عملت على تهويدها.. وحين انتهت الحرب العالمية الثانية انسحبت منها لتسلمها لعصابات صهيونية.. ليقوم الجسم الغريب.. الدولة الصهيونية في فلسطين.. والتي منذ أن قامت.. احبطت مشروع التنوير اللبناني.. بالحرب الاهلية وبالاجتياح.. واحبطت الثورة العلمية العراقية بتدمير المفاعل النووي السلمي ثم تدمير أي بلد عربي يظهر فيه نفس قومي، فكانت الكويت حاضنة الثورة الفلسطينية ثم انتفاضتها.. ومن تدمير العراق فليبيا فسوريا.. الآن.. واذا أمتنا الباقية لم تتخذ القرار وتقف في وجه المخطط البريطاني الاميركي بوحدة من تبقى.. فلن يكون هناك مصر ولا سعودية ولا مغرب ولا خليج.. لقد حان الوقت لنعلم اطفالنا بالمدارس مؤامرات 1907 و1915 و1948 و1967، وان لم نفعل فلا مكان لأحفادنا في عالم اسمه عربي.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/10/2016
671