+ A
A -
ليس هناك عدو ألد على النظام الحاكم، في الخرطوم، سوى المؤتمر الوطني نفسه.. وهذا الحزب بقراراته التي لا تلامس الواقع الذي يعيشه كل بيت سوداني، لكأنما يريد أن ينجح في ما فشلت فيه المعارضة، في أكثر من عقدين: اقتلاع هذا النظام من جذوره!
لو كان نظام البشير، يورد فهمه لمقولة العارفين «إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك» مورد معرفة، لكان قد أدرك منذ وقت، أن هذا الحزب- بقراراته
وأحاديث كل متكلميه الرسميين وغير الرسميين والتي تكاد في كل مرة أن تورده مورد الهلاك- لكان قد أدرك أن هذا الحزب هو ألد أعدائه!
في الدنيا- كما في الدين- ما يعرف بحكم الوقت، ولو كان هذا الحزب، لا يعيش خارج الوقت، لكان قد أدرك أن تمريره، لقرار وزير المالية، برفع الدعم عن المحروقات، هو قرار لا يعرف لوقت الدنيا حكما، ولا يعرف حكما لوقت الدين، وفي السودان فقر، وأعوام عجاف، يشبه كل عام منها، عام الرمادة!
القرارات تصدر ثم ترفع، أو تعلق.. وأغلب الظن، أن التعليق يأتي، بضغوط أمنية.. وهذا ما يظهر أن الأمن- أمن النظام- الذي ظل لأكثر من عقدين، في خط الدفاع الأول، يدرك حكم الوقت، أكثر من سياسي التصريحات المربكة، والمرتبكة، والمحرجة، والموقدة للنيران، والتي تستدعي في كل مرة، رجال الإطفاء!
النظام في السودان، لو كان يدرك- مصلحته حقا، في أن يبقى، لكان قد شكل هيئة معنية بتشخيص مصلحته – ومصلحته- وهذه من عندي لوجه الله رغم أنف المعارضة-
هو أن «يهمش» حزبه الحاكم.. ويلغم حجرا كل مسؤول فيه، من صاحب جملة «لحس الكوع» التي استفزت وهيجت وملأت الحلاقم بالهتاف الغاضبة، إلى صاحب مقولة «ولا حقنة واحدة» إلى صاحب
عبارة «أكلوها كسرة بالموبة»!
وصولا إلى تصريحات الهوت دوق!
الاسعار تشهد ارتفاعا يوميا، إلى أعلى، بسبب سقوط الجنيه إلى أسفل سقوطا مريعا!
الأزمة الطاحنة، في السودان، ليست أزمة اقتصادية مجردة. إنها أزمة سياسية بامتياز، وما التردي في
الاقتصاد، إلى درجة رفع الدعم عن المحروقات، إلا واحدة، من توابع الزلزال.. ومن هنا، فإن المطلوب من أهل السياسة، مراجعة السياسات..
أصلحوا السياسة- ياعباد الله- تنصلح دنياكم..
واضبطوا ساعاتكم، تعرفوا الوقت.. وتعرفوا ما يسمى بحكم الوقت..
وساووا الصفوف..
وقوموا بالقسط بين الناس!
فلا حوار سيجدي ان لم يتصد المؤتمر الوطني لنفسه، ولمطامعه.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
09/10/2016
693