+ A
A -
يعقوب العبيدلي
سألني السؤال أعلاه! وقال: لأن البعض لا يحسن التعامل معه! لأن الإجازة عندهم عبارة عن ملل! الخميس والجمعة والسبت ملل × ملل! يقول: البعض يقضيها في النوم والشخير والصفير! والبعض يقضيها في البيت بين الأربع حيطان! مع الوجبات الثلاث والتلفاز والأفلام أو الألعاب الإلكترونية أو مقابل الانترنت والكمبيوتر! والبعض بزيادة شايل شغل العمل معه للبيت لإنجازه على حساب صحته وإجازته وأولاده وزوجه! الإجازة صارت عند البعض مللا ونوما وأكلا! ما فيها شيء جديد روتين ممل! البعض الإجازة عنده صياح وصراخ وإزعاج وويق واق وأذية عيال! صديقي يقترح أن تكون الإجازة غير، يوم غير تقليدي، غير في كل شيء، في النوم والاستيقاظ والإفطار، في الجلسة في الضحكة في اللمسة في الهمسة، ينصح بالجلسات الرومانسية وخلق أجواء هادئة ووجبات رائعة، ينصح بالقيام مبكراً للصلاة والعبادة والأذكار وقراءة القرآن، ينصح باستثمار الإجازة بالخروج في الصباح الباكر لممارسة رياضة المشي في الحدائق أو الشواطئ أو الفرجان، البر وما أدراك ما البر للتفكر والتأمل، ممكن طلعة مع الشريك الحبيب الرفيق وتبادل فنون الحوار ووجهات النظر، ممكن الإفطار في مطعم بسوق واقف، أو فندق فيه مساج أو حمام مغربي خاص، ممكن ارتشاف الكافيه لاتيه مع قراءة الجريدة، أو جلسة مع الوالدة وجدامكم صحن العصيدة، إن ثقافة الإجازة غائبة عن جلنا، فنحن نعمل من الأحد إلى الخميس ونتمنى أن يأتي يوم الإجازة، وعندما يأتي ويحل لا نحسن استثماره عكس الأجانب أهل العيون الزرقاء ينظمون أوقاتهم ويرتبون إجازاتهم لأنهم يعتبرونها فرصة واجبة كما يعتبرونها جزءاً من نظام العمل.
جلنا لا يمتلك ثقافة الإجازة، لا تخطيط! كل الذي نعرفه المولات والمخاسير والصرف وهات يا فلوس! وتتحول أناسة الإجازة إلى تعاسة! ناهيك عن زحمة الشوارع والمولات والضوضاء والإزعاج وعدم توفر المواقف! وبدل أن نشحن طاقتنا في الإجازة نهدرها في اللف والدوران في المولات والخسائر التي ليس لها لزوم! التغيير يضفي على الإجازة متعة وراحة واسترخاء وأجواء صحية تعود بالفائدة على الشخص أو على أفراد الأسرة، الإجازة متعة ذهنية، ورياضة بدنية، واستجمام ومتعة معرفية، وترفيه وتنمية مهارات، الإجازة إعادة ترتيب للأوراق ومحطة من محطات التقويم وخروج من الروتين، الإجازة فراغ كبير إن لم نحسن استثمارها، الإجازة فسحة وفرصة للتجديد هي أيام معدودات علينا باقتناصها صح، كما يقول صاحب فكرة المقالة الأخ والصديق بوعبدالله الاستشاري الطلابي عبد العزيز عبدالله الخبير والضليع في سراديب النفس البشرية وغياهب الموروثات الوضعية، الذي يعرف كيف يستثمر إجازته دائماً وأبداً والذي دائماً يردد (يحسدوني على إجازتي يا صبر قلبي عليهم)!! حاسدين الفقير حتى على موتة الجمعة، لعظم الأجر والفضل لمن يموت في هذا اليوم، حفظنا الله وحفظ بو عبدالله وحفظ عموم القراء.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
08/10/2016
800