+ A
A -
احتفلت وزارة التعليم والتعليم العالي بالأمس باليوم العالمي للمعلم برعاية كريمة من معالي رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وتتواصل الاحتفالات في المدارس صباح اليوم كل حسب برنامجها وفعاليتها وأجندتها التي وضعتها للاحتفال وتتعدد مظاهر الفرح برسول العلم لنقول له شكراً، والمعلم يستحق الأكثر لأنه معلم الطلاب الخير ومعلم الناس الخير ـ كما ورد في الأثر ـ تدعو له الحيتان في قاع البحر أو قاع المحيطات، أساتذتنا لا يغيبون عن بالنا لا أمس ولا اليوم ولا غداً، نتمنى أن نلقاهم فنقبل رؤوسهم، منهم من رحل عن دنيانا الفانية رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته وأجزل لهم العطاء، وأطال أعمار من بقي منهم ووسع عليهم من فضله، درسونا وعلمونا أساتذة محترفون ومعلمون نجباء كانوا يحبوننا ويحبون عملهم ويبذلون فيه جهداً، قدّرناهم فيما بعد حق قدرهم ونحن نستعيد تلك الأيام بهذه المناسبة نترحم عليهم وندعو لهم بالخير وحسن الجزاء فقد كانوا لا يعرفون جلسة الكرسي ولا يضيّعون دقيقة في الدرس، حملوا المسؤولية والرسالة والأمانة أناء الليل وأطراف النهار لا يتبرمون ولا يضيقون بالتلاميذ حتى العابثين منهم يحتوونهم ويوجهونهم إن استطاعوا وإلا يقصفونهم بتعليقات لاجمة تخمد فتنتهم في غرفة الدراسة أو في المدرسة، مواقف أثارت فينا ونحن على مقاعد الدراسة احترامهم وتقديرهم، ولكن الوضع اليوم غير الوضع بالأمس! والتحديات اليوم لم ليست كما هي في السابق! ونحن نحتفل بيوم المعلم أتمنى من صناع القرار التعليمي المضي في تأهيله وتطويره ـ ونحن على ثقة من ذلك لأننا على ثقة كبيرة بقياداتنا التعليمية التي تشغل مواقعها والذين لا يألون جهداً في إعداد المعلمين للوصول بهم إلى مستويات منشودة من الامكانيات والكفاءة والاخلاص والأمانة والخيرية ـ لأننا جميعاً نتطلع إلى معلم أو مدرس يفترض فيه الكفاءة والقدرة والامكانيات والشخصية والقدوة، لأن المعلم نراه هو المثل الأعلى للطالب والقدوة القادرة على قيادة غرفة الدراسة والطالب المتعلم، إذا كنا اليوم نحتفل بالمعلم، علينا أن نحتفل به عن طريق المزيد من الدورات والتأهيل والصقل والإثراء له، ونطالب بمزيد من الامتيازات له، لأن الارتقاء بالتعليم يبدأ من المعلم وهو الأساس، علينا أن نوقف تعيينات من هب ودب لأننا بحاجة إلى المعلم القوي الأمين القادر على قيادة الفصل وإدارة الطالب، إن الدول المتقدمة في العالم تختار النخب ليكونوا معلمين حيث أن المعلم هو الذي يعد المهندس والضابط والطبيب والطيار، وبالتالي هو الذي يرسم صورة المستقبل ويساهم مساهمة حقيقية في مسيرة التنمية، القضية ليس يوم عالمي للتكريم فقط أو كتاب يقوم بتدريسه بل أن يكون المعلم على وعي وقدرة وامكانيات وكفاءة وقوة للقيام بالتنفيذ وأن يكون هناك دعم حقيقي ومساندة جادة من الإدارات المدرسية والتعليمية حتى يؤدي دوره على أكمل وجه.
يقولون: إذا رأيت شموخ البنيان.. فاسأل عن الأساس.. ونحن نراه المعلم.
كل عام والمعلم مثال يحتذى
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
07/10/2016
1693