+ A
A -
اتساءل دائما.. لماذا ازدادت العمليات القيصرية.. فأروي الرواية:
ايقظتني جدتي السبعينية لمرافقتها إلى منزل سيدة في حالة مخاض جاء زوجها بعد منتصف الليل مستغيثا بجدتي «الداية» «القابلة» الممرضة القانونية المرخص لها بتوليد النساء اللواتي لا يعانين من عسر ولادة.. والله في تلك الليلة قد ارسل السماء مدراره، وجدتي تزيد من الاستغفار.. والسماء تهطل بغزارة، ركضنا في السكك الضيقة في تلك القرية التي تقيم فيها جدتي.. ووصلنا غرقى..وخلال ربع ساعة جاءت صرخة الطفل معلنا قدومه إلى الدنيا..
وتكررت الحالة.. ولادة ميسرة.. سلسة ونادرا كما تقول جدتي ان تنقل امرأة للمستشفى في حالة عسر ولادة..سألت جدتي لماذا لم تأخذ اجرتها.. فقالت.. هذا عمل لله يا بني..
ذهبت إلى مستشفى ولادة حكومي.. تسأل.. كيف كانت الولادة.. فيقول لك الأب بفخر «سيزر» أي قيصرية.. والفخر أن أول عملية استخراج طفل بعملية كانت لقيصر من القياصرة.. اصيبت والدته بعسر ولادة اما قهرا واما رفاهية.. وذهبت إلى مستشفى اهلي.. أيضا وجدت نسبة كبيرة من حالات الولادة قيصرية.. سألت كم اجرة العملية فقال الطبيب بتواضع فقط 30 ألف ريال..
وما بين التوليد مجانا وما بين المبلغ فرق كبير.. طبعا القابلة اختفت في كثير من دول العالم حتى تلك القرية التي كانت جدتي القابلة الوحيدة فيها بات فيها مركز صحي للتوليد وبعمليات قيصرية...
والسؤال التالي طبعا.. لماذا اختلف الحال من ذاك الزمن في سبعينيات القرن الذي مضى واليوم.. واذا عرف السبب بطل العجب.. نساء ذلك الزمن قلة من كان لديهن خادمات فهن من يقمن بالطبخ.. والركض مع الاولاد حتى يناموا.. فحركتها على مدار ست عشرة ساعة أو يزيد يوميا يساهم في تدوير الجنين كما يقولون وما أن يكتمل نموه حتى يأخذ وضعه الطبيعي بنزول الرأس إلى اسفل كونه اثقل عضو في جسم الطفل.. أما نساء هذا الزمن.. تركب المصعد من غرفة نومها إلى صالون الجلوس.. وحين تصبح في الشهر السابع اكثر من خادمة تتولى خدمتها..واذا ارادت الذهاب إلى عملها تخطو ثلاث خطوات وتركب السيارة.. فلا مشي ولا رياضة.. ومن ثم يكون هناك عسر في الولادة..
نبضة اخيرة
العالم العربي.. يعيش حالة عسر.. ويحتاج إلى عملية قيصرية لكن اين الجراح القادر على اجرائها لعله يخرج بمولود يقف في وجه القيصر..!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
07/10/2016
716