+ A
A -
يعيش الزوار والضيوف مع النسخة الحادية عشر لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية أجواء تراثية مميزة مستوحاة من حياة الأجداد، حيث يشاهدون في رحاب الفعاليات والأنشطة المستمدة من التراث البحري الأصيل والتي تقام يوميا على سيف كتارا، روعة الماضي بعيون الحاضر.
ويشكل معرض المحامل التقليدية فرصة قيمة لجمهور المهرجان للتعرف على الأنواع العديدة من المراكب القديمة والسفن الشراعية التي كانت تتنوع في أشكالها وأحجامها طبقا لأغراض استخدامها، سواء من أجل الصيد والغوص على اللؤلؤ أو بهدف السفر والتجارة ونقل البضائع. فعلى امتداد سيف كتارا، تتوزع السفن التقليدية المشاركة في المعرض، لتتخذ مسميات مستوحاة من صميم التراث البحري، إذ يطلق على محمل «البوم والبقارة والبتيل» على المحامل التقليدية المصممة لوجهات السفر البعيدة وأغراض التجارة الدولية، فيما يطلق أسماء «الجلبوت والسمبوك والشوعي» على السفن الأكثر شيوعا في قطر والخليج العربي والتي تستخدم لأغراض الصيد والغوص على اللؤلؤ، في حين يطلق «الهوري والحصاية والشاشة» على مراكب الصيد والنقل، والتي يقتصر استخدامها في المناطق البحرية القليلة العمق والقريبة من الشواطئ.
ويضم المهرجان عددا من الأجنحة التراثية المتميزة، وفي هذا السياق يقول السيد علي النعمة من إدارة الثروة السمكية من قسم الإرشاد والتوعية في وزارة البيئة: نحن نشارك لأول مرة في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، ونقدم كل ما يرتبط بالبحر والأسماك والصيد والكائنات البحرية وما يتعلق بالاستزراع، ويضم جناحنا عددا من اسفنج البحر، أنواع شبك الصيد والسفن التقليدية، فكل سفينة تختلف عن السفينة الأخرى، بالإضافة إلى نجوم البحر، حيث نعرض أعدادا كبيرة منها مع الشعب المرجانية والصخور البحرية. كما نشارك بأسماك الاستزراع وهي من أسماك الاستزراع في راس المطبخ، إلى جانب مشاركتنا بالأسماك المحنطة الجارحة مثل السياف والجد وبعض أسماك الصياد، وندعو الجمهور لزيارة جناحنا والاطلاع على ما تزخر به قطر من كائنات بحرية وثروة سمكية.
وضمن الأجنحة التراثية للدول المشاركة يقدم بيت زنجبار فكرة عن التراث البحري، وتقول إحدى المشاركات: نقدم صورا توثيقية متنوعة من المحامل التقليدية من زنجبار في الموانئ في عدد من الدول الخليجية التي كانت تربطها بزنجبار علاقات تجارية، كما نقدم بعض الأشغال الحرفية التي تبين تاريخنا التراثي المشترك مع دول المنطقة.
من جهة أخرى، تقدم النسخة الحالية لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية لوحة بانورامية تنبض بالأصالة وتسلط الضوء على التفاصيل الدقيقة لحياة البحارة على ظهر السفن بكل ما تزخر به من جد وكفاح وعزيمة، حيث يفتح المعرض أمام الزوار نوافذ الموروث البحري العريق، ليعيشوا روعة الماضي بعيون الحاضر، وذلك من خلال التعرف على تقاليد الصيد والغوص على اللؤلؤ، من خلال معايشة حقيقية مع النواخذة واليزوة «ربان السفينة والبحارة» وهم بكامل معداتهم البحرية القديمة التي كانوا يستخدمونها للغوص في أعماق «الهيرات»، وهي أماكن تواجد اللؤلؤ في مياه الخليج العربي، إلى جانب المهام الأخرى كرفع الشراع التقليدي وفلق المحار والتجديف.
فعاليات كأس العرب
كما يجد زوار «كتارا» بمختلف فئاتهم الفعاليات المتنوعة والمنتشرة في أنحاء الحي الثقافي «كتارا»، وذلك بالتزامن مع كاس العرب، حيث تجد المعارض المتنوعة إقبالا كبيرا، ومنها معرض كتارا لكرة القدم والفن التشكيلي، الذي ضم لوحات لفنانين محليين وعالميين جسدت الأجواء الحماسية لآخر خمسة مونديالات في عالم كرة القدم، إلى جانب لوحات تصور أجواء المنافسات في هذه المباريات، والمعرض الدائم لرواد الفن التشكيلي في المبنى 19.
فيما اختص المعرض الثالث بالتراث وأعمال السدو في القاعة 13، وشاركت فيه 25 من الحرفيات، وضم العديد من منتجات السدو التي مزجت بين الأصالة والحداثة، حيث ضم المعرض بسطا ووسائد وحقائب يد إلى جانب لوحات تشكيلية مستوحاة من نقوش السدو لخمسة من أبرز الفنانين التشكيليين، وكان هناك عرض حي لصناعة السدو باستخدام آلات نسج مصنوعة محلياً.
وتعد «فنون الشارع» الفعالية الأكثر إثارة للمتعة والدهشة في آن واحد ضمن فعاليات كتارا المصاحبة لاستضافة الدوحة كأس العرب، وقد حازت هذه الفعالية على إعجاب زوار «كتارا» من مختلف الفئات العمرية، حيث يجد الأطفال من زوار «كتارا» متعة كبيرة في البحث عن المهرجين الذين يجوبون شوارع كتارا بأزيائهم المميزة لالتقاط صور تذكارية معهم.
من جانبهم، يجد عشاق الموسيقى العربية ضالتهم في العدد الكبير من العازفين الذين يتوزعون على أركان شوارع الحي الثقافي بشكل فردي، وهناك عازفون على آلة العود، وعازفون على آلة الاورغن، وآخر يعزف على الاكورديون، ويتجسد تفاعل الزوار مع أصوات الموسيقى العربية من خلال الطلبات التي يقدمونها للعازفين، لسماع موسيقى أغنيات معينة يفضلونها، والعازفين يبادلونهم التفاعل.
وتشتمل فعالية «فنون الشارع» كذلك على فنانين تشكيليين ورسامي وجوه يقومون برسم لوحاتهم أمام الجمهور في عروض مباشرة، والكثير من الزوار يجدون متعة في متابعة تفاصيل رسم اللوحات، وفي الأيام القادمة سينضم إلى رسامي الشوارع فنانون معروفون برسومات «الجرافيتي» التي تعد من أهم فنون الشارع، والأصل في «الجرافيتي» أن يكون على الجدران، ويمكن رسمه على لوحات عادية.
وضمن «فنون الشارع» يعرض حرفيون وفنانون تشكيلون منتجاتهم التقليدية ولوحاتهم للبيع بأسعار زهيدة، وتجد قبولاً كبيراً من قبل المهتمين بالإكسسوارات المنزلية.
ويؤكد الزوار أن أكثر ما يميز فعاليات فنون الشارع انفتاحها على فنون وتراث وتقاليد الدول العربية من رسم وغناء واستعراضات شعبية، حيث تجوب شوارع كتارا العديد من فرق الفنون الشعبية.
copy short url   نسخ
04/12/2021
676