+ A
A -
جرائم حرب.
ثم ماذا؟
«الأمم» خائبة. سلطتها التنفيذية لا يمكن أن تمرر قرارا، في ظل الفيتو.. وأمينها العام مستر بان كي مون، لا يملك إلا أن يعبر عن القلق، وإذا ما فتح الله عليه بتعبير آخر، فإنه لن يتجاوز التنديد، بأية
حال من الاحوال!
متى ترتفع الامم، إلى مستوى ما يجري في سوريا، وما يجري هناك، يوقف شعر هذا العالم، كله.
حلب، مدينة من شواظ.
القتلة، لا يستثنون فيها أحدا. حتى الجرحى في مستشفياتها. حتى رسل الرحمة من أطباء، وممرضين، ومسعفين.
المخطط لئيم جدا، وممنهج: لا نريد جرحى في الاحياء الشرقية. ليموتوا نزفا حتى آخر قطرة دم، والويل.. كل الويل للطواقم الطبية: سنقتلهم هم ايضا.
للصواريخ عيون مفتوحة.. والذين يرمون البراميل المتفجرة يدركون تماما الاهداف.. ومقاتلات الروس ليست ضريرة.. والحقد قد بلغ المدى، وشهوة القتل الفظيع يرف بها أكثر شارب الأسد.. شاربه الملطخ بالدموم.
هذا هو النهج: ارتكاب المزيد من الفظائع، وليشرب ما يسمى المجتمع الدولي من البحر الميت!
ميت- تجسده الامم- يشرب من ميت. يموت مرتين. أطنان الملح تسد الأوردة والشرايين، والصدأ يتراكم في البطين الأيمن والأيسر، وفي الحشاشة.
لم يعد لهذا العالم من قلب.
ضميره- ضمير هذا العالم- كان قد شبع موتا، يوم اختنق من اختنق بالغازات السامة. يوم حمل المد الطفل ايلان، إلى ساحل تركيا، جثة منكفئة على الوجه، وفي القدمين حذاء!
لو كنت أحد المنتشلين، لخلعت الحذاء الصغير، وصفعت به وجه هذه العالم.. ولكنت قد خلعت حذائي ورميت به اعلى سلطة في «الأمم».. سلطة الفيتو العار!
لست- بالطبع- في أحد مستشفيات حلب، والبراميل تتفجر شواظا، ومقاتلات الروس تفتح ابواب الجحيم، غير أني يمكن ان اتخيل.. ومن بين ما تخيلته، طفل مبتور الساق- أو لعله مبتور الساقين- في لحظة الفرار من الموت بالنيران الكثيفة.
من منكم، ليستطيع أن يعطي هذا الطفل، القدرة على الفرار.. من؟
من منكم ليستطيع، ان يخمد النيران.. تلك النيران التي احتوشت ما تبقى من جسده الصغير.. من؟
طأطئ رأسك.. أنت- أنا- الذين ننظر إلى كل هذه البشاعة ولا نفعل شيئا، لسنا أكثر رجولة من بان كي مون.
أو لم أقل لكم أن هذا العالم كله يعيش الخيبة. أكبر خيبة في كل التاريخ؟
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
02/10/2016
737