سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني
لم تكن عائشة غول الطالبة التركية وهي تزور فلسطين قبل خمس عشرة سنة، تعلم وهي ترى معاناة المقدسيات من ظلم المحتل ومنع المصلين من دخول الحرم المقدسي أن فكرتها بإنشاء جمعية تركية للدفاع عن المقدسيات ستصبح جمعية عالمية تعقد مؤتمرات عالمية تفتتحها السيدة الأولى أمينة أردوعان حرم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويحضر المؤتمر أكثر من ألفي مدعو من مختلف الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية.
فلم تعد معاناة المقدسية مجرد معاناة شعب يكابد الاحتلال، بل انتقلت إلى حالة رمزية لصراع بين العدل والظلم والمواجهة بين الحق والباطل، ولم تعد المرأة المقدسية عنصرا هامشيا. بل تحولت إلى أيقونة الصمود والصبر على ظلم الاحتلال الصهيوني الغاشم..
وقد شاهدت عائشة كما قالت «المرأة المقدسية تتحمل عبء المواجهة مع المحتل للحفاظ على الهوية والأرض تحملت بصبر أسر الزوج واستشهاد الابن، اعتقال الطفل، فرض الضرائب.. والاستيلاء على المنازل وهدم بيوت المقاومين.. تحملت كل ذلك فاستحقت جمعية بحجم: «كلنا مريم» تقف معها.. التي باتت إطارا عالميا يضم العديد من الدول ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات الاعتبارية عبر العالم بهدف لفت أنظار العالم الحر إلى قضية المرأة المقدسية ومعاناتها نتيجة إجراءات الاحتلال التعسفية ضدها وإبقاء حالة التفاعل مع قضيتها مشتعلة إعلاميا وميدانيا وحقوقيا، لهذا تقف سيدة تركيا الأولى مع الجمعية وتدعمها وتناصرها..
لقد جاءت الوفود من اندونيسيا ومن المغرب ومن الصين وروسيا، ومن قطر والكويت والاردن ومصر والعراق.. وقد أجمع كل الحضور على ان القدس خط أحمر وستبقى قناديلها مشتعله اليوم وغدا وإلى آخر الزمن.
وللحقيقة، كل من علم بجمعية مريم العالمية ودورها لم يدخرا جهدا ومالا من أجلها.
شكرا تركيا.. شكرا حرم الرئيس.. والشكر موصول للسيدة غول والمقدسيات اللواتي حملن القدس وتراثها ليزرعنه في بساتين عشق القدس.