+ A
A -
لا أدري.. كيف ليد فلسطينية قطعت بيد إسرائيلية تمتد لتصافح من قطعها.. لكم يحزنني فعلا ويحزن شعبا فلسطينيا لا زال يئن من مجازر من أعملوا سكاكينهم وأرسلوا قنابلهم الحارقة للمخيمات وإلى قانا أن يرى من اعتبر نفسه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منذ العام 1974 يمد يده مصافحا سفاحا آخر جاء ليكمل مسيرة السفاحين.. ويرى في قتلنا حلالا...
لقد تفتت القلب وتوزع العقل وتشتت الكبد وتبعثر الجسد حين نذهب ونهز رؤوسنا لنعزي نتانياهو بوفاة آخر من ارتكبوا مجازر لطردنا من وطن كان فيه آباؤنا منذ آلاف السنين ويعتبرونه وطنهم الشرعي.
وأقف حزينا حين أرى عربا في دول عربية مختلفة يطلقون تغريدات وتصاريح بأن فلسطين هي وطن قومي لليهود.. فأحاول عبر مناظرة مع حاخام أعجب الحضور في محاضرته في مؤتمر حوار حضاري حين قال «فلسطين هي الأرض التي وعدها الله للشعب اليهودي» وهي الكذبة التي أطلقها هيرتزل في مؤتمر بال بسويسرا وصدقها العالم.. والعالم يصدق القوي وإن قال كذبا.. وقف عبد لله ليحاجج الحاخام ليسأله: هل قرأت أسفاركم جيدا؟.. فيجيب الحاخام بكل ثقة.. نعم. وليسأله العبد الله: هل تؤمن بأن التاريخ أقدم أم الدين هو الأقدم.. فقال الحاخام: التاريخ أقدم.. فابتسم الشاب بل كاد ينفجر ضحكا لأن الحاخام سقط في أقواله ليطرح عليه السؤال الذي يدحض كل محاضرته التي أبهر بها الجمهور.. فسأله: أين دفنت أمنا سارة زوجة يعقوب «إسرائيل» الذي سميتم به وطنكم، فقال في حرم إبراهام زوجها بالخليل.. وهل تعرف بكم اشترى القبر ومِن مَن؟
فأسقط بيد الحاخام.. فحمل الشاب سفر أشعيا وفتح على صفحة منه وقال سأقرأ لكم من أسفارهم..
«عندما ماتت سارة ذهب إبراهيم إلى الصادق ملكي ملك الكنعانيين ليشتري منه قبرا لسارة ودفع ثمنه 35 شاقلا» وهنا سكت الحاخام وصفق من يساعدون الضعفاء.. فلقد سرقتم الوطن والعملة حتى نجمة داوود هي نجمة صلاح الدين ولباس مضيفاتكم هو من تراث فلسطين.. لكن لا شيء يتناسب معكم.
نبضة أخيرة
لا جدار بين قلبين التقيا في ساحة القلم!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
01/10/2016
488